"كوميرزبنك" يتوقع مزيداً من التراجع في سعر صرف الليرة التركية المنهارة

الليرة التركية كانت الأفضل أداءً وسط عملات الأسواق الناشئة قبل أن تنهار بسبب تدخلات أردوغان في سياسات البنك المركزي والنزاعات السياسية التي يثيرها من حين لآخر
الليرة التركية كانت الأفضل أداءً وسط عملات الأسواق الناشئة قبل أن تنهار بسبب تدخلات أردوغان في سياسات البنك المركزي والنزاعات السياسية التي يثيرها من حين لآخر المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بدأ أكثر المتشائمين بمصير الليرة التركية وضع هدف جديد أضعف من المستوى "القياسي" المتراجع الذي توقعه في مارس الماضي، بعد أن انخفضت الليرة بالفعل لذلك المستوى.

يتوقع "كوميرزبنك" تراجع سعر الصرف إلى 11 ليرة مقابل الدولار، مع اقترابها من مستوى 10 ليرات وهو المستوى الذي توقعه البنك من قبل بعد عزل الرئيس رجب طيب أردوغان محافظ البنك المركزي في مارس الماضي.

قبل ذلك بقليل، كانت الليرة تتفوق على كافة عملات الأسواق الناشئة الأربعة والعشرين التي تتبعها بلومبرغ وتوقع وقتها أغلب المحللين تعويضها لثماني سنوات من الخسائر.

إنفوغراف.. الليرة التركية تدفع ثمن تدخلات أردوغان

بدأ البنك المركزي خفض أسعار الفائدة في سبتمبر ما أدخل العملة في دوامة تضخمية. لتسجل الليرة حالياً أسوأ أداء بين نظيراتها، حيث يتوقع متداولو الخيارات احتمالاً بنسبة 63% أن تصل إلى 10 ليرات مقابل الدولار بحلول نهاية العام.

قال أولريش ليوتشتمان، رئيس استراتيجية العملة في "كوميرزبنك" في فرانكفورت: "قبل شهرين فقط بدا هذا المستوى غير واقعي وأردنا تذكير عملائنا وقتها بحجم المخاطر".

انخفاض بلا حدود

راجع تاثا غوس، كبير الاقتصاديين في الأسواق الناشئة في "كوميرزبنك" في لندن يوم الأربعاء، توقعات البنك لتصبح 11 ليرة مقابل الدولار بحلول مارس 2022. بينما يتوقع "ويلز فارغو" الوصول لذلك المستوى بحلول نهاية العام المقبل.

كتب غوس في مذكرة بحثية قائلاً: "في ظل سياسة نقدية غير متناسقة وعدم وجود إطار عمل لاستهداف التضخم يمكن أن ينخفض ​​سعر الصرف دون حدود. ومن المتوقع للغاية أن نشهد مزيداً من التخفيضات بأسعار الفائدة، لأن التخفيضات ليست مدفوعة بأي اعتبارات أساسية".

إلى جانب ذلك، تسبب أردوغان في زعزعة الاستقرار في الأسواق نتيجة الظروف السياسية، رغم تراجعه عن الخلاف الدبلوماسي الشامل مع الغرب هذا الأسبوع.

البنك المركزي التركي يخفض أسعار الفائدة مجدداً.. والليرة تعمق خسائرها

وقال ليوتشتمان: "كل يوم بدون أخبار سيئة يعتبر خبراً ساراً ولن يستمر ضعف الليرة بسرعة كبيرة. ولكن لن يحل ذلك مشكلة السياسة النقدية غير المستدامة وديناميكيات التضخم".

وأشار ليوتشتمان إلى وجود احتمالات كثيرة لتعافي الليرة على المدى القصير، لكن "الاتجاه متوسط ​​المدى واضح".

يشارك نيك ستادميلر مدير الأسواق الناشئة في "ميدلي غلوبل" في نيويورك ليوتشمان الرأي.

قال شتادميلر: "من الصعب للغاية بالنسبة للأسواق أن تتسع لمخاطر سياسية طويلة الأمد عندما لا تكون لديك فكرة عما إذا كانت ستتحقق أو متى ستتحقق. وتتجاهل الأسواق هذه المخاطر بمجرد اختفائها من العناوين الرئيسية، لكن الأمر ينتهي بها بالعودة لتصبح أخبار الصفحة الأولى في وقت ما في المستقبل".