هل تحل "ملصقات الكربون" مشكلة المناخ لشركات الطعام العملاقة؟

شركات أغذية تعمل على تقليل بصمتها الكربونية وسط اهتمام عالمي متزايد بمواجهة الانبعاثات الكربونية
شركات أغذية تعمل على تقليل بصمتها الكربونية وسط اهتمام عالمي متزايد بمواجهة الانبعاثات الكربونية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ما مدى اتساق منتج نقانق الإفطار في طبقك مع البيئة؟ ماذا عن رقائق البطاطا "ليز" التي ستتناولها لاحقاً؟ وزجاجة ماء "بيريه" التي ستشربها بعد الطعام؟

تعد "نستله"، و"بيبسيكو"، وعلامات تجارية محلية من بين 27 شركة تدعم مشروعاً يحسب التأثير البيئي للمنتج من المزرعة إلى المتجر، ثم يُصنِّفه وفق ملصق يحمل رموزاً ملونة.

إنَّها المرة الأولى التي تعمل فيها شراكة بهذا الحجم لإيجاد طريقة واحدة تناسب الجميع من أجل تقييم سلسلة التوريد.

يجب أن يحد الاقتصاد العالمي من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لمنع الارتفاع الشديد في حرارة الكوكب، وتُعد صناعة الأغذية مسؤولة عن حوالي 35% من هذه الانبعاثات.

الرئيس التنفيذي لـ"غوغل": نحن نخسر معركة الوقت في مكافحة التغير المناخي

تقليل البصمة الكربونية

تدفع زيادة تدقيق المستثمرين في حسن النية البيئية ونشر الحكومات لالتزامات صافي الصفر قبل قمة المناخ (COP26)، المنتجين لتقليل بصماتهم الغذائية الكربونية.

قمة الأزمات و"الوقت الضائع".. هل تنجح "جلاسكو" في إنقاذ كوكبنا من الانهيار المناخي؟

قالت كليونا هوي، كبيرة المديرين التنفيذيين لمؤسسة "فاونديشين إيرث"، وهي منظمة غير ربحية، ومقرّها لندن، وهي تقود المشروع: "إنَّنا نتطلع إلى إحداث تحول في صناعة المواد الغذائية".

يقدِّر البنك الدولي أنَّ تحديث سلسلة التوريد وتعزيز الإنتاجية سيكلف 350 مليار دولار سنوياً على مدى السنوات العشر القادمة.

تبدأ الانبعاثات بغاز الميثان الناتج عن الأبقار والخنازير، والغازات المنبعثة من تعفن الأرز في الحقول، أو المواد الكيمياوية المنتشرة في الأسمدة.

تولِّد المنتجات القائمة على الحيوانات 57% من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الصناعة، وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة "نيتشر" (Nature). ثم تأتي الطاقة المستخدمة في التعبئة، والتغليف، والمعالجة، والنقل.

تحسين سلاسل التوريد

يمكن أن تكون شطيرة الجبن الجاهزة مسؤولة عن حوالي 953 غراماً من معادلات ثاني أكسيد الكربون، بناءً على تقديرات شركة "موندرا غلوبال" التي يقع مقرها في لندن، والتي تعمل مع "فاونديشين إيرث".

يعادل هذا قيادة السيارة لمسافة 2.5 ميل (4 كيلو مترات)، باستخدام الآلة الحاسبة للانبعاثات التابعة لوكالة حماية البيئة الأمريكية.

صنَّفت شركات مستقلة مثل "فينبروغ أرتيسان" حوالي عشرين عنصراً، في متاجر المملكة المتحدة، بدرجات محتملة تتراوح من A+ إلى G. كما قامت المؤسسة بتقييم أكثر من 100 منتج.

قال غاغو بيرسون، كبير مسؤولي الاستراتيجية في "داون باتريك"، شركة صناعة النقانق في أيرلندا الشمالية: "سيوفِّر لنا هذا المعلومات اللازمة للمضي في التدقيق على المورِّدين، والعمل معهم لتحسين سلسلتنا".

إنَّها تجارة جيدة أيضاً، نظراً لأنَّ المستهلكين والمستثمرين يولون اهتماماً أكبر للعوامل البيئية، والاجتماعية، والحوكمة.

التحول إلى الأخضر

تختبر شركة "بيبسيكو" المالكة لشركة "ليز"، إن كان بإمكانها استبدال السماد المستخدم في زراعة البطاطا بغطاء يحتوي على قشور أُعيد تدويرها.

قال أرشانا جاغاناثان، المدير الأول للاستدامة في شركة "بيبسيكو أوروبا"، إنَّ من شأن ذلك تقليل انبعاثات الكربون المكافئة بنسبة 70%.

قال جاغاناثان: "نحن ننظر إلى الأمر على أنَّه تحوُّل شامل". يتوقَّع المستهلكون من الشركات أن تفعل الشيء الصحيح.

تعهدت "نستله"، أكبر شركة أغذية في العالم، وصاحبة شركة "بيريه"، بإنفاق 3.6 مليار دولار أمريكي لتحويل أعمالها لتصبح أكثر ملاءمة للبيئة بحلول عام 2025.

قال بنجامين وير، الرئيس العالمي للمصادر المستدامة ومراعاة المناخ في "نستله": "يعد مشروع "فاونديشن إيرث" أحد الخيارات التي يمكن أن تحقق هذا الطموح في الحياة".