السعودية "تنقل الجبال" لبناء مدينة "نيوم" المستقبلية

الموقع المخصص لمحطة الهيدروجين ومزارع الرياح والطاقة الشمسية في مدينة "نيوم"
الموقع المخصص لمحطة الهيدروجين ومزارع الرياح والطاقة الشمسية في مدينة "نيوم" المصدر: نيوم
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بدأت السعودية أعمال نقل التربة وحفر الأنفاق عبر الجبال، لبناء مدينة مستقبلية طولية التصميم، يأمل المسؤولون أن تستقبل أوائل قاطنيها عام 2024، وفق الرئيس التنفيذي لمشروع "نيوم" نظمي النصر.

في حين أن العمل مازال جارياً على تطوير المخطط العام و"القانون التأسيسي" لمشروع "نيوم" العملاق، إلاّ أن العمل بدأ فعلاً بتطوير البنية الأساسية للجزء الرئيسي من المشروع، والمتمثل بمدينة "ذا لاين"، التي تمتد بطول 170 كيلو متراً، والخالية من السيارات، "على أمل أن نبدأ باستقبال السكان والسائحين بحلول الربع الأول من عام 2024"، بحسب النصر في مقابلة مع بلومبرغ.

وأضاف: "إنه مشروع ضخم جداً، ولم نُكمل حتى الآن 1% من العمل المطلوب" لتخطيط وبناء المدينة الطولية. مُنوّهاً بأنه "إذا ذهبت اليوم إلى "نيوم"، سترى أعمال بناء في كل مكان، وأعمال حفر مستمرة هنا وهناك، وستشاهد المناطق التي يجري تطويرها".

اقرأ أيضاً: ولي العهد السعودي يطلق "ذا لاين" ضمن مشاريع "نيوم"

تُشكّل مدينة "نيوم"، التي أُعلن عنها عام 2017، جوهرة التاج في برنامج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لإصلاح اقتصاد أكبر دولة مُصدّرة للنفط في العالم، كما تُجسّد خطة تحويل تلك المنطقة النائية، الواقعة على ساحل البحر الأحمر شمال غرب المملكة، إلى مركز تكنولوجي مستقبلي، أهم العناصر في ما يطلق عليه "رؤية 2030" لتنويع اقتصاد المملكة بعيداً عن النفط، وتخفيف القيود الاجتماعية، وجذب الاستثمار.

غير أن المشروع أثار جدلاً، بما حدا للتشكيك في جدواه بعد أن واجهت بعض المحاولات السابقة لبناء مناطق اقتصادية ومالية حرّة تحدّيات قبل انطلاقها. وتطورت عملية نقل السكان القاطنين في مناطق التطوير أحياناً لمناطق أخرى إلى أعمال عنف واعتقالات، واستقال عدد من الشخصيات من المجلس الاستشاري لمدينة "نيوم" بعد مقتل المعارض جمال خاشقجي عام 2018 على يد عملاء سعوديين. وأضرت هذه العملية، بالإضافة إلى اعتقال معارضين في الداخل لحين بجهود الأمير محمد بن سلمان لترويج خططه لدى المستثمرين الأجانب.

ويُشير النصر إلى أن "مشروع "نيوم" واجه أيضاً بعض التحديات في البداية"، إذ أن الموظفين كانوا يعملون على تصميم مدينة حول تكنولوجيات لا توجد حتى الآن.

تكنولوجيا غير مسبوقة

على الجانب التقني، أعلن مسؤولو المدينة الأسبوع الماضي عن تأسيس أول شركة ضمن عدة شركات تابعة لشركة "نيوم" القابضة، وهي شركة متخصصة في قطاع التكنولوجيا تحت قيادة الأمريكي جوزيف برادلي كرئيس تنفيذي، والذي تولى قبل ذلك مناصب قيادية في شركات "سيسكو" (Cisco) و"أبتيك" (Uptake).

ويُوضح برادلي أن المشروع يُطبّق أحدث ما وصل إليه الذكاء الاصطناعي و"الحلول المعرفية"، ويبحث عن سبل جديدة لحل "معضلة خصوصية البيانات"، إذ تتعامل "نيوم" مع كمية هائلة من بيانات سكانها والزائرين.

ولفت في مقابلة إلى أن "نيوم مدينة في السعودية، لكن يجدر التنويه بأنها مدينة من أجل العالم، وهدفنا أن نُصدّر التكنولوجيا من هذه المدينة إلى الأسواق الخارجية".

وأعلنت "نيوم التقنية الرقمية القابضة"، التي يرأسها برادلي، يوم الأربعاء الماضي، أن شركة "أوراكل" (Oracle) ستكون أول مستأجر لمركز بيانات فائق الحجم في المنطقة. ويكشف النصر أن شركة "نيوم" ستؤسس "مئات الشركات التابعة" المماثلة للشركة التي يرأسها برادلي.

الخطوة التالية

بينما يوجد أكثر من 1500 من موظفي "نيوم" يعملون ويعيشون في موقع المدينة، يوضح النصر أن أعمال البناء التي بدأت فعلاً هي إلى حدٍّ كبير "أعمال لنقل الرمال والجبال" تمهيداً لإنشاء البنية الأساسية والتحتية اللازمة لمدينة "ذا لاين"، بما يُتيح نقل الناس والبضائع عبر الأنفاق. مُضيفاً أنهم يدرسون "بداية البناء من نقطتين"، والانطلاق من كل نقطة حتى استكمال المدينة، بدلاً من بنائها انطلاقاً من نقطة واحدة في اتجاهٍ واحد.

وقد تكون الخطوة التالية هي الموافقة على القوانين الخاصة التي ستحكم مدينة "نيوم"، باعتبارها "منطقة حرة" لها قوانين مختلفة عن بقية المملكة العربية السعودية، ويتوقع النصر أن يتم ذلك بحلول الربع الأول من العام المقبل.