مسح "بلومبرغ": الفيدرالي الأمريكي بصدد خفض التسهيل الكمي في نوفمبر بضغط التضخم

الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يتجه نحو تقليص برنامج شراء الأصول
الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يتجه نحو تقليص برنامج شراء الأصول المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

من المتوقع أن يعلن صانعو السياسة في البنك الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الجاري أنهم بصدد البدء في تقليص برنامجهم الضخم لشراء الأصول وسط قلق أكبر بشأن التضخم، حسبما أفاد الاقتصاديون في مسح أجرته بلومبرغ.

توقع غالبية الاقتصاديين البالغ عددهم 49 في المسح، أن يبدأ البنك المركزي الأمريكي خفض التسهيل الكمي في نوفمبر، وأن ينتهي بحلول منتصف عام 2022، مما يحد من وتيرة الشراء الشهرية الحالية البالغة 120 مليار دولار عن طريق خفض إصدار سندات الخزانة بمقدار 10 مليارات دولار شهرياً والأوراق المالية المضمونة بالرهن العقاري بمقدار 5 مليارات دولار.

اقرأ أيضاً: باول: الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ تخفيف شراء السندات.. والتضخم سينخفض

انقسم المحللون الاقتصاديون حول ما إذا كان رفع أسعار الفائدة سيكون في عام 2022، أو أوائل عام 2023، مع تقدير أغلبية ضئيلة للتوقيت الأخير، بينما يتوقعون رفع أسعار الفائدة إلى 1.75% بحلول نهاية عام 2024، بزيادة قدرها ربع نقطة مئوية مقارنة بتوقعات المسح الصادرة في سبتمبر.

تجتمع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لمدة يومين اعتباراً من اليوم الثلاثاء وستصدر بياناً بشأن السياسة (النقدية) في الساعة الثانية بعد الظهر بتوقيت واشنطن يوم الأربعاء.

لن يتم نشر توقعات الأداء الاقتصادي وأسعار الفائدة ربع السنوية في هذا الاجتماع. سيعقد رئيس الفيدرالي الأمريكي جيروم باول مؤتمراً صحفياً بعد 30 دقيقة من نشر بيان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة.

طالع المزيد: محمد العريان: على "الفيدرالي الأمريكي" أن يبدأ خفض التسهيل الكمي

عائدات السندات الحكومية

خفض التسهيل الكمي

جيمس نايتلي، كبير الاقتصاديين الدوليين في " أي إن جي فايننشيال ماركتس" ( ING Financial Markets LLC) ، قال خلال مشاركته بالمسح: "يبدو إعلان 3 نوفمبر بشأن خفض التسهيل الكمي بمثابة تحصيل حاصل، أو أمر مفروغ منه".

مع استمرار التضخم يمكن أن ينتهي التسهيل الكمي بشكل مفاجئ أكثر من الإشارات الحالية، مع وجود احتمال كبير برفع أسعار الفائدة مرتين على الأقل خلال النصف الثاني من العام المقبل.

يتوقع جميع الاقتصاديين تقريباً أن تعلن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة عن تقليص التسهيل الكمي خلال هذا الاجتماع، وهو ما يتماشى مع تعليق باول في 22 أكتوبر "أعتقد أن الوقت قد حان لخفض التسهيل الكمي".

رجح ما يقرب من ثلثي خبراء الاقتصاد الذين شملهم المسح أن يبدأ التباطؤ في شراء السندات خلال نوفمبر، في حين يتوقع الثلث الأخر من الاقتصاديين بدء خفض شراء السندات خلال ديسمبر.

ناقشت اللجنة الخيارات بشأن بدء خفض شراء السندات في الشهرين خلال اجتماعها السابق في سبتمبر، وفقاً لمحضر تلك المناقشة.

قد يكون القرار الأكثر إثارة للخلاف الصادر عن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في الاجتماع الوشيك بشأن المدة التي يجب أن يستغرقها خفض التسهيل الكمي.

في حين يتوقع معظم الاقتصاديين أن يتم تخفيض مشتريات السندات بمقدار 15 مليار دولار شهرياً- في عملية تنتهي بحلول نهاية يونيو - كشف سؤال منفصل في الاستطلاع عن عدد الخبراء الاقتصاديين الذين يعتقدون أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يقرر الإسراع في خطواته.

أظهر المسح أن 35% من الخبراء الاقتصاديين توقعوا اكتمال خفض التسهيل الكمي خلال سبعة أشهر أو أسرع، مقابل 51% توقعوا أن يستغرق الأمر ثمانية أشهر.

إن الانتهاء بشكل أسرع من خفض التسهيل الكمي من شأنه أن يمنح صانعي السياسة المرونة لرفع أسعار الفائدة في وقت مبكر عن ذلك، لأن باول وآخرين قالوا إنهم يريدون إنهاء التسهيل الكمي قبل الانتقال إلى رفع محتمل لأسعار الفائدة.

آنا وونغ، الخبيرة الاقتصادية في "بلومبرغ ايكونوميكس" قالت :" نعتقد أنه ستكون هناك صياغة حول كيفية عدم وجود سرعة خفض التسهيل الكمي على مسار محدد مسبقاً. سيكون هذا مشابها للإعلان عن خفض التسهيل الكمي في عام 2013، ولكن الأهم من ذلك، الحفاظ على بعض المرونة لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي إذا تبين أن التضخم أكثر ثباتاً، وتحقيق التوظيف الكامل في وقت مبكر ".

طالع المزيد: "الفيدرالي الأمريكي" لديه 21 تريليون سبب لمواجهة التضخم المرتفع

مراجعة التضخم

سيركز الاجتماع الوشيك بشكل كبير على مراجعة ارتفاع التضخم الذي أقر باول بأنه استمر لفترة أطول مما كان متوقعاً.

قد تقوم اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بتعديل صياغة أو لغة بيانها لتكرار أنه في حين أن التضخم سيكون مؤقتاً بسبب اضطرابات العرض، فإنه يستمر لفترة أطول أو قد تكون هناك بعض العوامل الأخرى غير المؤقتة، وفقاً لـ54% من الاقتصاديين المشاركين في المسح.

هيو جونسون، كبير الاقتصاديين في شركة "جرايبوينت" (Graypoint LLC) قال:"من المرجح أن يستمر بنك الاحتياطي الفيدرالي في اعتبار أو وصف معدلات التضخم المرتفعة على أساس سنوي باعتبارها مؤقتة، رغم أنها قد لا تنخفض في عام 2022 إلى الحد الذي كان متوقعاً مسبقاً".

مع ذلك، فمن شبه المؤكد أن اللجنة ستحتفظ بلغتها بأنها لن ترفع أسعار الفائدة حتى تحقق سوق العمل هدف التوظيف الكامل.

في حين تستخدم اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة مجموعة متنوعة من المؤشرات لقياس هذا الهدف، يقول الاقتصاديون إنه من المحتمل أن تشير إلى رفع الفائدة عندما ينخفض ​​معدل البطالة إلى 4%.

على الرغم من أن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة قد أكدت أنها تريد تعريفاً شاملاً للتوظيف الكامل، إلا أن رفع أسعار الفائدة للمرة الأولى سيحدث عندما يصل معدل البطالة بين الأمريكيين من أصل أفريقي 6%، حسب رأي عدد أقل من الاقتصاديين الذين توقعوا هذا المقياس.

رئيس الاحتياطي الفيدرالي: تخفيف شراء الأصول قد يبدأ هذا العام... ولا تسرع في رفع الفائدة

مخاطر ارتفاع التضخم

يرى معظم الاقتصاديين مخاطر ارتفاع التضخم، وهي وجهة نظر تعكس وجهة نظر باول ومحافظي البنوك المركزية الآخرين الذين تحدثوا مؤخراً. حيث يرون أن المخاطر التي يتعرض لها النمو الاقتصادي غير مؤكدة بدرجة أكبر، كما يرى 41% منهم أنها متوازنة تقريباً و 45% يرون المخاطر أنها بصدد التراجع.

إليزابيت كوبلمان، الخبيرة الاقتصادية الأمريكية في مصرف " سكاندينافيسكا إنسكيلدا بنكن" (Skandinaviska Enskilda Banken AB) قالت: "ستكون مخاطر التضخم المرتفع للغاية لفترة طويلة جدا واحتمال نشوء صراع بين الأهداف المزدوجة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي موضع تركيز الاجتماع وقد يتم الإشارة إليها أو الإقرار بها في البيان".

في حين أعرب مسؤولو اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بشكل عام عن ثقتهم في أن توقعات الأمريكيين للتضخم على المدى المتوسط والطويل ثابتة بشكل جيد، مما يعكس وجهة نظر مفادها أن مكاسب الأسعار ستنخفض من المستويات المرتفعة الأخيرة، فإن الاقتصاديين ليسوا متأكدين.

في المسح، وصف 52% من الخبراء توقعات التضخم بأنها متوافقة مع أهداف الاحتياطي الفيدرالي، بينما رأى 44% أنها تتجاوز الحدود.

طالع أيضاً: حاملو السندات قد يخسرون 2.6 تريليون دولار بمجرد ارتفاع متواضع في العائد

إعادة ترشيح باول

ينعقد اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة وسط تركيز مكثف على ما إذا كان سيعاد ترشيح باول في منصبه، مع انتهاء فترة ولايته الأولى خلال فبراير 2022.

في ضوء أن الرئيس جو بايدن يفكر في إتاحة الفرص لشغل المناصب العليا في بنك الاحتياطي الفيدرالي والوظائف الأخرى ، يتوقع 79% من الاقتصاديين أن يبقي على باول في المنصب، نسبة ساحقة ولكنها انخفضت قليلا منذ سبتمبر.

يُنظر إلى لايل برينارد لتولي رئاسة الفيدرالي الأمريكي، وهي ديمقراطية، على أنها البديل الأكثر ترجيحاً، حيث توقع 13 %من الاقتصاديين أنه سيتم اختيارها للمنصب لتحل مكان باول.