ضغوط النمو في الصين قد تحوِّل مسار أسعار السلع الأولية للهبوط

تباطؤ قطاعات العقارات والصناعة ومخاطر نقص الطاقة وانتشار كورونا تهدد الطلب على السلع
تباطؤ قطاعات العقارات والصناعة ومخاطر نقص الطاقة وانتشار كورونا تهدد الطلب على السلع المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

الرسالة الأخيرة لرئيس وزراء الصين، لي كه تشيانغ، حول هشاشة الاقتصاد ينبغي أن تُشجع المستثمرين في مجال السلع الأولية للمراهنة على رياح قوية معاكسة للطلب على هذه السلع خلال عام 2022.

قال "لي" في خطاب عبر الإذاعة إن الاقتصاد يواجه ضغوطاً هبوطية، ملقياً الضوء على الصعوبات التي تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة على وجه الخصوص.

وأهم من ذلك أن الرسالة أضافت أن بكين لن تعلن أي تحول كبير في السياسة دعماً للسلع الأولية – حتى في وقت معاناة الاقتصاد من التباطؤ في قطاعي العقارات والصناعة، ومواجهة مخاطر نقص الكهرباء وانتشار فيروس كورونا.

الصين تضخ المزيد من السيولة وسط استحقاقات ديون قياسية ومخاوف النمو

أهداف طويلة المدى

وبينما قدم "لي" تخفيضاً في الضرائب على الشركات الصغيرة، فقد كرر ما يسمى بالمنهج "العابر للدورة الاقتصادية" الذي يعتقد الاقتصاديون أنه يوجه السياسة نحو أهداف طويلة الأمد ولا يركز على معالجة الضغوط قصيرة الأجل.

في مذكرة تُركز على أسواق النفط، كتب هانيك فانغ، محلل لدى "بلومبرغ إنتيليجنس": "يشير دفع الصين لتقليص المديونية، وتضخم أسعار السلع الأولية، وأزمة الكهرباء، إلى أن نمو الناتج المحلي الصيني قد يكون متعثراً وضعيفاً بما يكفي لإحداث اضطراب في التعافي والطلب على السلع لبقية عام 2021".

نشاط المصانع الصينية ينكمش للشهر الثاني خلال أكتوبر

وارتفعت أسعار المعادن الأساسية إلى أعلى مستوى في عدة أعوام بسبب مخاوف نقص المعروض في شهر أكتوبر، غير أن القاطرة الأساسية حالياً هي الاضطرابات في طلب الصين.

انخفضت أسعار العقود الآجلة للنحاس في شنغهاي يوم أمس الثلاثاء عند أدنى مستوى لها في شهر، بينما تدهورت أسعار خام الحديد في داليان إلى أدنى مستوى لها منذ أبريل 2020.

اقتصاد الصين مهدد بتباطؤ أعمق وأسرع مما تعتقد الأسواق

طريق طويل أمام انخفاض الأسعار

مازالت أسعار المعادن رغم ذلك "مرتفعة إلى حدود السماء" حتى بالنسبة إلى البيانات الأخيرة عن الأداء الضعيف للمصانع في الصين.

وكتب محللون من شركة "كابيتال إيكونوميكس" في مذكرة خلال الأسبوع الماضي أن: "ذلك يعزز رأينا بأن الأسعار أمامها طريق طويل نحو الانخفاض على مدى العام القادم أو نحوه مع تلاشي مشكلة عجز المعروض نتيجة نقص الكهرباء".

على صعيد آخر، انتعش الإقراض الموجه لقطاع العقارات ليعود إلى المستويات الطبيعية خلال الشهر الماضي، بحسب تقرير لجريدة "شنغهاي سيكيوريتيز جورنال" استند إلى بيانات حكومية.

غير أن ذلك لن يُغير شيئاً في توجه الحكومة العام نحو التنقية المالية للقطاع التي تضغط على نشاط البناء.

هل تتجاهل أسواق العالم المخاطر الصينية؟

الإجراءات التي تتخذها الحكومة في قطاع العقارات ستواصل ضغوطها على الطلب على الصلب، كما قال مسؤول في شركة "بوشان للحديد والصلب"، أكبر شركة لإنتاج الصلب في العالم، بحسب مذكرة لبنك "سيتي غروب" أشارت إلى هذا التصريح خلال أحد المؤتمرات.

بناء محطات نووية

تخطط الصين لإقامة 150 مفاعلاً نووياً جديداً على الأقل على مدى الأعوام الخمسة عشر القادمة، بما يتجاوز ما أقامته بقية دول العالم على مدى 35 عاماً ماضية.

ربما تصل تكلفة هذا المشروع إلى 440 مليار دولار، مما يجعل الصين تتقدم على الولايات المتحدة باعتبارها أكبر دولة في العالم في توليد الكهرباء من الطاقة النووية.

ولا يرجح أن تشرع الصين في بناء محطات جديدة كبرى لتوليد الكهرباء باستخدام الفحم حتى وهي ترفع إنتاجها من الفحم من أجل مواجهة نقص الكهرباء، وذلك بحسب مقال على الصفحة الأولى بجريدة هامة مملوكة للدولة.

توقفت العقود الآجلة للفحم في الصين عند مستوى خسائر اليوم العاشر على التوالي التي قضت على نصف قيمتها، بعد أن قامت بكين ببذل الجهود لزيادة الإنتاج وتخفيض الأسعار بهدف مواجهة أزمة نقص الكهرباء.

آخر بيانات الأسواق

ارتفاع النحاس 0.8% في شنغهاي انخفاض النفط الخام 2.4% في شنغهاي
انخفاض الألمنيوم 0.2% في شنغهاي ارتفاع النيكل 0.3% في شنغهاي
ارتفاع خام الحديد 4.2% في داليان انخفاض حديد التسليح 6.2% في شنغهاي
ارتفاع الفحم الحراري 6.8% في تشنغتشو ارتفاع فحم الكوك 10.9% في داليان
ارتفاع الخنازير الحية 0.6% في داليان ارتفاع الذرة 0.5% في داليان

معادن أساسية