فورد تسعى لانطلاق جديدة بعد إعادة الهيكلة المصدر: بلومبرغ

"فورد" تبدأ إعادة هيكلة مالية تتضمن خفض تكلفة الديون إلى النصف

المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تستهدف شركة "فورد" خفض تكاليف الاقتراض لديها بما يتجاوز النصف، إذ تقوم بإعادة شراء سنداتها المصنفة بأنَّها عالية المخاطر، وتسعى الشركة لشق الطريق نحو عودة تقييم جدارتها الائتمانية بدرجة استثمارية.

قالت شركة صناعة السيارات في بيان اليوم الخميس، إنَّها سوف تبدأ طرح عطاء نقدي قيمته 5 مليارات دولار لإعادة شراء جزء كبير من سنداتها عالية المخاطر، التي تبلغ قيمتها الإجمالية 8 مليارات دولار، إذ كانت قد أصدرتها بهدف دعم مركزها المالي عندما أغلقت بعض مصانعها أثناء هجوم جائحة "كورونا" في أبريل عام 2020.

عندما انهارت مبيعات السيارات، أصدرت شركة "فورد" سندات أطلقت عليها اسم "سندات كوفيد" قبل شهر من تحولها إلى أكبر الشركات التي سقطت عندما جرى تخفيض تقييم ديونها إلى ديون غير استثمارية من قبل مؤسسة "ستاندارد أند بورز".

مع تبدل حظوظ الشركة بفضل الطرازات الجديدة مثل السيارة "موستانغ-ماك" الكهربائية، والسيارة الرياضية من طراز "برونكو" التي أحييت من قبل الشركة، تستعرض الآن "فورد" قوتها المالية الجديدة بهدف تخفيض تكاليف الاقتراض لديها، وتقوية مركزها المالي، في حين تنفق 30 مليار دولار على تطوير وتصنيع سياراتها الكهربائية.

اقرأ أيضاً: "فورد وجنرال موتورز" بصدد تسوية نزاع على اسم علامة تجارية

أشارت "فورد" إلى أنَّها تتوقَّع انخفاض سعر الفائدة على ديونها إلى نحو 3.5% أو 4% من الآن فصاعداً، مقارنة مع كوبونات تتراوح بين 8.5%، و 9.625% تدفعها الشركة حالياً على سندات "كوفيد".

تعتزم شركة صناعة السيارات تمويل طرح العطاء من خلال سيولة نقدية في ميزانيتها، وسوف تستهدف أيضاً بعض الديون القديمة الأخرى المهملة ذات الفائدة المرتفعة.

تتوقَّع "فورد" تحمّل خسارة تتراوح بين مليار و 1.2 مليار دولار لإتمام الصفقة، اعتماداً على السندات التي ستقوم بإعادة شرائها، بحسب بيان صحفي أشار إلى أنَّ معظم هذه الخسائر كانت نتيجة سداد مبكر لفوائد القروض.

اقرأ أيضاً: "فورد" توسع مصنع الشاحنات الكهربائية في ميشيغان مع زيادة الطلب

تحدد يوم 3 ديسمبر المقبل كآخر يوم لسريان العرض، ووضعت الشركة شروطاً أفضل للمستثمرين الذين يتقدمون للعرض قبل الساعة الخامسة مساء يوم 18 نوفمبر بتوقيت نيويورك.

ارتفعت أسهم شركة "فورد" بنسبة 1.9% قبل بداية التداول إلى 19 دولاراً للسهم في تعاملات الصباح بتوقيت نيويورك. وارتفع سعر السهم بنسبة 112% خلال العام الحالي.

سند أخضر

أعلنت"فورد" أيضاً أنَّها تعتزم إصدار ما يطلق عليه بالسند الأخضر في وقت لاحق بقيمة مليار دولار على الأقل، ويُستحق بعد عشر سنوات، مع تخصيص حصيلة الإصدار للمساهمة في جهود التحول إلى إنتاج سيارات كهربائية جديدة.

تأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية جديدة للتمويل المستدام، وتقوم على الأهداف البيئية والاجتماعية التي أعلنت عنها الشركة أيضاً اليوم الخميس.

وقال جون لولر، رئيس الشركة للشؤون المالية، في مقابلة: "سوف تقلل هذه الإجراءات تكلفة ديوننا، إذ توفر لنا مرونة تمويلية إضافية، ليس من ناحية خفض مدفوعات الفائدة فحسب؛ وإنما أيضاً من ناحية تدعيم قوة المركز المالي، وهو تطور جيد في إطار سعينا إلى الحصول مجدداً على تصنيف استثماري".

تأتي إعادة تمويل الديون بعد إعادة شركة "فورد" عائد السهم الذي قامت بتخفيضه في بداية عام 2020، بينما ترتفع أسعار سهمها إلى أعلى مستوى منذ يناير عام 2011.

اقرأ أيضاً: "فورد" توقف مؤقتاً إنتاج مصنع شاحنات بأمريكا بسبب نقص الرقائق

قال ديف ويب، مدير الخزينة في "فورد"، في مكالمة هاتفية مع الصحفيين: "حان وقت إعادة هيكلة المركز المالي بصورة حاسمة، وتخفيض تكلفة فوائد الديون، وتنظيف الطاولة أمام عام 2022 وما بعده".

وفي حين تستعد إلى طرح نسخة كهربائية من سيارة النقل الخفيف (البيك أب) الأعلى مبيعاً لديها من طراز إف-150 في العام القادم، قالت شركة "فورد"، إنَّها أول شركة صناعة سيارات أمريكية تلتزم باستراتيجية تمويل مستدام في كلٍّ من وحدة إنتاج السيارات، ووحدة الإقراض "فورد كريديت".

تشمل الاستراتيجية الالتزام بصناعة سيارات صفرية الانبعاثات داخل مصانع نظيفة بيئياً، علاوة على توفير الفرصة الاقتصادية، مثل قروض السيارات، للسكان ممن لا يتلقون الخدمة بدرجة كافية، والاستثمار في وسط المجتمعات المحرومة، مثل إعادة تأهيل محطة قطار "ديترويت" المنهارة التي يمتد عمرها مئة عام.

معايير البيئة

تعرضت استراتيجيات الاستثمار الأخرى في معايير حماية البيئة، والمجتمع، والحوكمة إلى انتقادات بسبب ضعفها، وعدم تأثيرها بدرجة كافية. و ترد "فورد" على ذلك بأنَّها تثبت مدى التزامها من خلال المليارات التي تنفقها على إنتاج مليون سيارة كهربائية سنوياً بحلول منتصف العقد الحالي.

في سبتمبر الماضي، ربطت شركة "فورد" تسهيلاتها الائتمانية الدوارة بمقاييس كمية مثل تخفيض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وزيادة استخدام الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة في مواقع التصنيع، والتزمت بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من سياراتها في أوروبا.

وبناء على إخفاقها أو نجاحها في تحقيق هذه الأهداف، تخضع القروض التي تحصل عليها "فورد"، إما إلى زيادة تكلفتها، أو تخفيض في أسعار الفائدة عليها.

وقال "لولر": "إنَّنا نستثمر أموالنا عن طريق توجيه رأس المال، ليس إلى ما هو خير للناس وللكوكب فحسب؛ وإنما أيضاً لما هو خير لشركة (فورد)".

ويستقر تصنيف الجدارة الائتمانية للشركة حالياً عند نقطتين في درجة عالية المخاطر من مؤسسة "موديز لخدمات المستثمرين"، ونقطة واحدة في درجة عالية المخاطر أيضاً في تصنيف مؤسسة "ستاندارد أند بورز"، ومؤسسة "فيتش".

باعت "فورد" سندات قابلة للتحويل إلى أسهم بقيمة ملياري دولار بصفر فائدة في شهر مارس الماضي، وخصصت حصيلتها لتمويل الأغراض العامة للشركة، بما في ذلك سداد الديون.

أضاف "لولر": "نحن لا نسيطر على ما تفعله وكالات التصنيف الائتماني. ولكنَّنا نعتقد أنَّنا إذا واصلنا تحسين نشاطنا، وتدعيم قوة مركزنا المالي؛ فإنَّها سوف تعود وترفع تصنيف الجدارة الائتمانية للشركة".