صفقة استحواذ فرنسية خالصة بـ8.2 مليار دولار

في أكبر صفقة في فرنسا.. "بويغ" توافق على شراء "إيكوانس" التابعة لـ"إنجي" مقابل 8.2 مليار دولار
في أكبر صفقة في فرنسا.. "بويغ" توافق على شراء "إيكوانس" التابعة لـ"إنجي" مقابل 8.2 مليار دولار المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

وافقت مجموعة "بويغ" (Bouygues) الفرنسية على شراء "إيكوانس" (Equans)، وحدة الخدمات التابعة لشركة الطاقة الفرنسية العملاقة "إنجي" (Engie)، مقابل 7.1 مليار يورو (8.2 مليار دولار)، في واحدة من أكبر الصفقات في فرنسا خلال 2021.

قال الرئيس التنفيذي لـ"بويغ"، أوليفييه روسات، في بيان السبت: "هذه أكبر عملية استحواذ قامت بها شركتنا على الإطلاق.. تعدُّ سوق الخدمات متعددة التقنيات سوقاً صاعدةً، مع إمكانات نمو قوية، وسوف تلعب هذه الصفقة دوراً حاسماً في إحداث تحوّل في قطاع الطاقة".

من المنتظر أن تساعد هذه الصفقة "بويغ"، شركة الإنشاءات والاتصالات والإعلام التي حققت ما يقرب من 35 مليار يورو من الإيرادات في العام الماضي، على تعزيز وحدة الطاقة والخدمات الخاصة بها ذات الأداء الضعيف.

اقرأ أيضاً: "إنجي" الفرنسية تستحوذ على "الصيانة المتحدة" السعودية

بالنسبة إلى "إنجي"؛ ستسرّع عملية البيع، التحوّل إلى إنتاج طاقة أنظف، بما في ذلك توليد الطاقة المتجددة، والبنية التحتية مثل شبكات شحن السيارات.

تقوم شركة "إيكوانس" بتركيب وصيانة أجهزة تكييف الهواء، والأنظمة الكهربائية، ومعدات الاتصالات، وتحقق إيرادات سنوية تزيد على 12 مليار يورو.

حساسية سياسية

اتسمت عملية البيع بالحساسية من الناحية السياسية بالنسبة إلى "إنجي" والحكومة الفرنسية قبل الانتخابات الرئاسية في أبريل 2022، إذ توظف شركة "إيكوانس" أكثر من ثلث عمالها البالغ عددهم 74 ألف عامل في البلاد.

قالت "بويغ" في بيان، إنَّ الصفقة ستكون "تراكمية بشكل كبير" فيما يتعلق بمضاعف السعر للأرباح بالنسبة إلى سهم "بويغ" في العام الأول، إذ يهدف الكيان الجديد إلى تحقيق هامش تشغيلي حالي متوسط الأجل يزيد على 5%.

تقدر إمكانية التآزر (الفائدة المالية) للصفقة ما بين 120 مليون يورو، و200 مليون يورو سنوياً. وسيتم تمويل الاستحواذ على جميع أسهم "إيكوانس" من الموارد الحالية، بالإضافة إلى قرض من البنوك الشريكة، والتي ستتم إعادة تمويلها من خلال إصدار السندات.

سيصبح الكيان الجديد أكبر قطاع أعمال في "بويغ" من ناحية المبيعات، بحوالي 16 مليار يورو، ومن ناحية عدد الموظفين أيضاً الذي يبلغ حوالي 96 ألف موظف. وسيترأسه جيروم ستوبلر، الرئيس التنفيذي لشركة "إيكوانس"، والذي سيحدد هيكلها جنباً إلى جنب مع بيير فانستوفليغات، الرئيس التنفيذي لشركة " إنرجيز آند سيرفيسز" (Energies & Services) التابعة لمجموعة "بويغ".

اقرأ المزيد: "توتال" و"إنجي" تسعيان لبناء أكبر محطة هيدروجين صديقة للبيئة في فرنسا

قالت "إنجي" التي يقع مقرها قرب باريس في بيان سابق، إنَّ "عرض (بويغ) كان الأكثر روعة أو إقناعاً، مع الأخذ في الاعتبار كل المعايير، بما في ذلك التقييم المالي". باعت شركة الكهرباء والغاز بالفعل معظم حصتها في شركة المياه الفرنسية "سويز" (Suez) قبل عام، وحصة في شبكة نقل الغاز الفرنسية في يوليو.

تخطي المنافسين

يُذكر أنَّ عرض "بويغ"، الذي قدَّم المشورة بشأنه كل من "غرينهيل آند كو" (Greenhill & Co)، و" كريدي أغريكول" (Credit Agricole)، تفوَّق على عروض أخرى، بما في ذلك عرض المنافس الفرنسي "إيفاج" (Eiffage)، والعرض الآخر من شركة الاستحواذ الأمريكية "بين كابيتال" (Bain Capital)، مما يؤكد تقريراً سابقاً لـ"بلومبرغ نيوز".

انسحبت المجموعة الصناعية الفرنسية "سبي" (Spie) من السباق على "إيكوانس" في أكتوبر.

وتعهدت "بويغ" بعدم تنفيذ أي تسريح إجباري في أوروبا لمدة خمس سنوات على الأقل، بعد الصفقة.

بالإضافة إلى التعيينات الجديدة التي تتراوح بين 15 ألفاً و20 ألفاً، والمطلوبة سنوياً لتغطية معدل دوران الموظفين التقديري في الكيان الجديد، التزمت أيضاً بتوفير أكثر من 10 آلاف وظيفة جديدة صافية خلال ذلك الوقت.

دعا "الاتحاد الفرنسي للإدارة - الاتحاد العام للمديرين التنفيذيين" (Union CFE-CGC) "بويغ" إلى المضي قدماً في بيان أصدره السبت، و حثت "إنجي" على إعادة استثمار الأموال الناتجة عن الصفقة في مشروعها الصناعي.

قالت الشركتان المشاركتان في عملية البيع والشراء، إنَّهما تتوقَّعان إتمام الصفقة في النصف الثاني من 2022.

ارتفعت أسهم "بويغ" بنسبة 5.8% في تعاملات باريس منذ بداية 2021، مما منح الشركة قيمة سوقية تبلغ نحو 13.6 مليار يورو، في حين ارتفعت أسهم "إنجي" بنسبة 1.5% فقط منذ بداية 2021، كما ارتفع مؤشر "كاك 40" الفرنسي بنسبة 27% تقريباً.