ما هو مصير مراكز اختبارات فيروس كورونا بعد نهاية الجائحة؟

عاملة صحة تأخذ مسحة لاختبار فيروس كورونا في مطار سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية
عاملة صحة تأخذ مسحة لاختبار فيروس كورونا في مطار سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أقامت شركة صغيرة ناشئة في مجال علم الجينات تسمى "كالار جينوميكس" (Color Genomics) معملاً لاختبار حالات كوفيد-19 عند بداية جائحة كورونا أوائل العام الماضي، وكان ذلك خطوة أولى نحو تحول كامل لنشاطها فيما بعد.

تعتزم الشركة التي تسمى حالياً "كالار هيلث" (Color Health) الإعلان عن جولة استثمار جديدة الثلاثاء المقبل تعيد تقييم الشركة الناشئة عند 4.6 مليار دولار أمريكي، أو ثلاثة أضعاف قيمتها منذ أحد عشر شهراً فقط.

الآن على شركة "كالار" أن تثبت أن نشاطها الذي قام حول جائحة عالمية سيخدم هدفاً ما يبرر استمرارها بعد احتواء الفيروس.

تراجع أسهم "روش" و"إيتيا" للأدوية بعد فشل تجارب عقار كوفيد

خطة "كالار" لما بعد الجائحة تقوم على وعد بتحول آخر. تملك الشركة الناشئة حالياً أكثر من 6500 موقع اختبار لفيروس كوفيد في المكاتب والمدارس وأماكن أخرى، علاوة على 500 موقع للتلقيح ضد الفيروس في مختلف أنحاء الولايات المتحدة.

ستوسع "كالار" كثير من هذه المواقع لتشمل جميع أنواع خدمات الرعاية الصحية، مثل تقديم لقاحات الإنفلونزا واختبارات ضغط الدم.

الفكرة هي توفير منافذ في مواقع مريحة وقريبة تقدم الخدمات الصحية الروتينية، بما يسمح للعاملين والآباء بخفض الزيارات الخاصة إلى العيادات الطبية.

تقنية الوصول

يقول عثمان لاراكي، الرئيس التنفيذي لشركة "كالار": "المشاكل الرئيسية في خدمة الرعاية الصحية لا تكمن تحديداً بالعلم وإنما بفجوة الوصول إليها. نحن نرى أن التقنية هي إحدى الآليات التي توسع فرص الوصول إلى الخدمة".

كل من لاراكي وإيلاد غيل رائدا أعمال ذي تجارب متعددة في مجال التقنية، وقد أسسا معاً شركة "كالار" في 2015. إلا أن شركتهما التي تخصصت في مجال اختبار الجينات انطفأت وتراجعت أمام شركة أخرى أقدم وتنتمي إلى وادي السيليكون هي شركة "23أندمي" (23andMe). لكنهما استطاعا مبكراً إدراك خطر كوفيد-19 والفرصة التي وفرها لنشاط شركتهما. رغم أن "كالار" ماتزال تجري اختبارات جينية، فإن معظم إيراداتها حالياً تأتي من مشروعات مرتبطة بكوفيد. وحققت الشركة أرباحاً العام الماضي، وتتوقع أن تكرر ذلك هذا العام.

هل تُغيِّر "الأقراص" المضادة للفيروسات قواعد اللعبة في مواجهة كورونا؟

كافأ المستثمرون تحول شركة "كالار" الاستراتيجي إلى نشاط متعلق بفيروس كوفيد بتقييم يبلغ 1.5 مليار دولار في يناير. أما صفقة الأسبوع الحالي فترفع التوقعات بشكل إضافي. قاد صندوقا "كيندرد فينتشورز" (Kindred Ventures) و "تي روي برايس غروب" (T. Rowe Price Group) جولة التمويل الأخيرة بمشاركة من صناديق "جنرال كاتاليست" (General Catalyst) و "فايكينغ غلوبال" (Viking Global) و"إيمرسون كولّيكتيف" (Emerson Collective) التابع لشركة "لورين باول جوبز" (Laurene Powell Jobs).

جمعت "كالار" 45.7 مليون دولار، وقالت إنها تتوقع أن يبلغ إجمالي ما تجمعه 100 مليون دولار.

ازدهار صحي

تعد الصفقة دليلاً إضافياً على ازدهار شركات الرعاية الصحية ورخاء الشركات الناشئة بوجه عام. حصدت شركات التقنية الرقمية الناشئة في مجال الصحة بالولايات المتحدة 12.58 مليار دولار منذ بداية 2021، مقارنة مع 6.2 مليار دولار جمعتها على مدى العام الماضي كله ومع 4.04 مليار دولار في 2019، وفقاً لبيانات شركة "بيتش-بوك" (PitchBook).

تتنافس شركة "كالار" بطرق مختلفة مع شركات "وان ميديكال" (OneMedical) و"أوبتوم" (Optum) و"جينكو بيووركس" (Ginkgo Bioworks)، غير أن لاراكي وداعميه قالوا إن أكبر المنافسين هو العقيدة المرتبطة بالرعاية الصحية، أي تحديد موعد مع طبيب والذهاب إليه عبر شركة تأمين.

إنفوغراف.. القطاع الخاص يستحوذ على 26% من الأسرة العلاجية بمستشفيات مصر

خدمات "كالار" المتعلقة بكوفيد تقدمها حكومتا ولايتي كاليفورنيا وماساتشوسيتس في الجامعات، مثل جامعتي "هارفرد" و"ستانفورد"، وداخل شركات مثل "سيسكو سيستيمز" (Cisco Systems) و"سيلزفورس دوت كوم" (Salesforce.com).

قال لاراكي إن كل ما جمعته "كالار" في جولة التمويل الأخيرة رأس مال أساسي، ما يعني أن السيولة النقدية سوف تدخل خزانة الشركة بدلاً من شراء أسهم يملكها المؤسسون أو الموظفون الأوائل بالشركة.

لن تضاف مقاعد أخرى إلى مجلس الإدارة المكون من أربعة أشخاص، وهم لاراكي وغيل مؤسس "كالار" المشارك وسوزان فاغنر من صندوق "بلاك روك" (BlackRock) المشاركة في التأسيس أيضاً والمستثمر في صندوق "جنرال كاتالايست" (General Catalyst) هيمانت تانيجا.

قال ستيف جان، شريك إداري لدى صندوق "كيندريد فينتشورز" إن الأشخاص الذين اعتادوا تلقي الخدمة الصحية في أماكن عملهم أو في المدارس يتوقعون أن تستمر هذه الخدمة فترة طويلة بعد انتهاء الوباء. لذلك "فإن هذا التحول لا يقتصر على فترة كوفيد فقط... إنه سيستمر".