"علي بابا" تحقق مبيعات قياسية في "يوم العزاب"

سيدة تعبر مع طفل من أمام لوحة إعلانية في حديقة حيوانات "علي بابا" بالقرب من المقر الرئيسي لمجموعة علي بابا القابضة المحدودة في هانغتشو، الصين
سيدة تعبر مع طفل من أمام لوحة إعلانية في حديقة حيوانات "علي بابا" بالقرب من المقر الرئيسي لمجموعة علي بابا القابضة المحدودة في هانغتشو، الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

سجل مهرجان التسوق في "يوم العزاب" التابع لمجموعة علي بابا القابضة المحدودة مبيعات قياسية بلغت 540.3 مليار يوان (84.5 مليار دولار)، ما يوفر لأكبر شركة للتجارة الإلكترونية في الصين دفعة هي في أمس الحاجة إليها، بعد عام من التدقيق التنظيمي المتزايد.

تجاوزت المبيعات في نهاية 11 نوفمبر الرقم الرسمي البالغ 498.2 مليار يوان لعام 2020. وقد يهدئ الأداء المالي القوي المخاوف بين المستثمرين القلقين من انخفاض بنسبة 30% في أسهم "علي بابا" هذا العام، الذي ترافق مع فرض غرامة قياسية على الشركة بقيمة 2.8 مليار دولار لانتهاك قوانين مكافحة الاحتكار، وكذلك إعلانها عن أول إيرادات أقل من التوقعات في غضون عامين. وأغلقت أسهم "علي بابا" المتداولة في الولايات المتحدة مرتفعة 2.4%يوم الخميس.

منذ اطلاقها في 2009، تفوقت مبيعات "يوم العزّاب" من حيث الكثافة والحجم إلى درجة قزّمت مبيعات يومي الجمعة السوداء والإثنين الإلكتروني الأمريكيين، فقد حوّلت "علي بابا" الفعّالية إلى عرض تجاري ودعائي. يتضمن اليوم التسويقي خصومات هائلة لتشجيع المستهلكين، وسبق للشركة أن استعانت أيضاً بالمشاهير من أمثال تايلور سويفت في السنوات السابقة.

الرخاء المشترك

تضاعفت المبيعات تقريباً في يوم العزاب في 2020 مقارنة مع سابقه، نظراً لإضافة "علي بابا" عدة أيام وخدمات جديدة إلى الفعّالية. لكن الاحتفالات كانت متواضعة هذه المرة نتيجة سعي "علي بابا" لتحويل تركيزها من نمو المبيعات إلى جهودها في الاستدامة والعمل الخيري، وهي الركائز الأساسية التي دعا إليها الرئيس شي جين بينغ لتحقيق "الرخاء المشترك".

أدخلت بكين على مدى العام الماضي لوائح جديدة لكبح جماح أكبر شركات التجارة الإلكترونية الخاصة في البلاد إلى جانب شركات التقنية المالية وأمن البيانات والمحتوى الإلكتروني. دعت السلطات في الفترة السابقة ليوم العزّاب هذا العام منصات التجارة الإلكترونية المحلية للحد من الرسائل التسويقية غير المرغوب فيها عبر الرسائل النصية والامتناع عن التسعير غير العادل.

أثرياء الصين يبحثون عن طرق لحماية ثرواتهم بدل مراكمتها

كتب محللو "سيتي غروب"، بمن فيهم إليشا ياب بعد النتائج: "بعد عام غير مسبوق من العقبات المتعددة، نشعر بالارتياح لرؤية الزخم في فعّالية يوم العزاب وتحقيقها معياراً جديداً من النمو المعتدل".

رغم تميّز حفلها هذا العام بظهور الممثل بنديكت كامبرباتش، الذي مثل دور شيرلوك هولمز، ونجم البوب ​​الصيني جاكسون يي، إلا أن "علي بابا" لم تعلن عن القيمة الإجمالية للبضائع لفترة ما قبل البيع أو للدقائق الأولى من فعّالية 11 نوفمبر قبل نهاية اليوم نفسه، مثلما فعلت في الأعوام السابقة. بدلاً من ذلك، قال مدير التسويق كريس تونغ للصحفيين أن الشركة تحوّل تركيزها من النمو الخالص في القيمة الإجمالية للبضائع إلى "النمو المستدام".

قال تونغ في مؤتمر صحفي الشهر الماضي: "أعتقد أن القيمة التي تقدمها فعّالية 11 نوفمبر تتعدى أرقام القيمة الإجمالية للبضائع بكثير."

صديقة البيئة

تعهّدت "علي بابا" بالتبرع بيوان واحد في كل مرة يشتري فيها المتسوقون في يوم العزّاب سلعاً معينة ينشرونها على وسائل التواصل الاجتماعي. في إشارة إلى أحد الأهداف التي يتبناها الرئيس شي، وهو خفض انبعاثات الكربون في الصين، تعرض منصات "علي بابا" أيضاً منتجات موّفرة للطاقة خلال يوم التسوّق وتساعد شبكتها اللوجستية في إعادة تدوير العبوات.

لطالما اعتمد المحللون على أرقام المبيعات لقياس صحة الاقتصاد الصيني بالإضافة إلى أرقام مُشغّل منصة التجارة الإلكترونية الأولى في البلاد. واجهت "علي بابا" في السنوات الأخيرة منافسة شرسة من أمثال "جيه دي دوت كوم" (JD.com) و"بينديوديو" (Pinduoduo) ومنصات البث المباشر التي تديرها "بايت دانس" (ByteDance)، بعدما أطلقت عروضاً ترويجية في يوم العزّاب أيضاً.

تعاني الصين كذلك من التفشي الجديد لفيروس كورونا، والذي يعد الأوسع منذ ظهور المرض القاتل لأول مرة في 2019، ما دفع بالمسؤولين الحكوميين لتطبيق إجراءات أكثر تشدداً قد تعرقل النشاط الاقتصادي.

تراجعت إيرادات "علي بابا" عن إجماع التوقعات للربع المنتهي في يونيو، وهي أول خسارة لها منذ 2019. ستصدر الشركة نتائج الربع المنتهي في سبتمبر بتاريخ 18 نوفمبر، ويتوقع المحللون زيادة متوسط نسبة المبيعات 33%.