بعد تلاعبات مالية وإدارية.. "توشيبا" اليابانية تنقسم إلى 3 شركات

لافتة "توشيبا" في مقر الشركة في طوكيو، اليابان.
لافتة "توشيبا" في مقر الشركة في طوكيو، اليابان. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قالت شركة "توشيبا" إنها ستنقسم إلى ثلاث شركات منفصلة ضمن جهودها لتحسين قيمة حصص المساهمين، وذلك استجابة إلى ضغوط قوية بعد سنوات من الفضيحة وسوء الإدارة.

أوضحت الشركة، ومقرها طوكيو، أنها ستفصل عملياتها الأساسية إلى شركتين مدرجتين جديدتين، إحداهما تختصُّ بخدمات البنية التحتية والأخرى للأجهزة التكنولوجية.

وستحتفظ "توشيبا" المتبقية بحصصٍ في الشركتين، وتهدف إلى استكمال الانفصال بالنصف الثاني من السنة المالية 2023.

كما تخطط الشركة لتحقيق 100 مليار ين (875 مليون دولار) لعائدات المساهمين على مدى عامين.

نجم "توشيبا" الخافت يواصل البحث عن ملاذ آمن

خسائر وفضائح مالية

غرقت شركة "توشيبا"، التي تعتبر أيقونة في عالم الشركات اليابانية، في خضم جدل واسع لعدة سنوات منذ 2015 على الأقل، عندما اضطرت إلى دفع أكبر عقوبة على الإطلاق في البلاد نتيجة لتزوير البيانات المالية.

وأعقب ذلك دخول مشؤوم في الأعمال النووية، أجبر "توشيبا" على شطب 6.3 مليار دولار، وبيع شركة "كيوكسيا هولدينغز كورب"، المتخصصة في مجال رقائق الذاكرة.

بينهم رئيس وزراء اليابان.. تقرير يكشف تورط مسؤولين حكوميين بقضية "توشيبا"

بعد تزايد خسائر الشركة، عمل المستثمرون النشطاء، بقيادة شركة "إيفيسيمو كابيتال مانجمنت"، على إجراء تغيير في مجلس إدارة "توشيبا"، بما في ذلك تعيين المؤسس المشارك لشركة "إيفيسيمو"، يويشيرو إيماي، في منصب المدير.

وصدَّت "توشيبا" المستثمرين النشطاء في اجتماعها السنوي للمساهمين العام الماضي بعد فوز مرشحي مجلس إدارتها باكتساح نظيف، لكن تحقيقاً مستقلاً لاحقاً كشف استعانة الإدارة بحلفاء حكوميين وعملها مع المسؤولين الحكوميين للتأثير على نتيجة التصويت.

التلاعب بالتصويت يطيح بأعضاء من مجلس إدارة "توشيبا"

تحول تاريخي

يعد انقسام "توشيبا" إلى ثلاث شركات من بين الإجراءات الأكثر ثورية التي يتخذها عملاق ياباني لمعالجة تآكل قيمة المجموعة.

كانت اليابان تاريخياً مكاناً تقوم فيه شركة واحدة بإدارة نطاق واسع من الأعمال، لكن هذه الاستراتيجية لم تعد مُفضَّلة في بقية أنحاء العالم، وغالباً ما يتم انتقادها لأنها تقلل أسعار الأسهم وتلحق الضرر بالابتكار.

ترفض الشركات عادة مثل هذه الدعوات للتغيير، قائلة إن الحفاظ على تكتل الشركات ساعدها على مواجهة الانكماش والتحولات المجتمعية. تصر شركة "سوني غروب"، على سبيل المثال، على أنها تمكنت من تحقيق أعلى ربح قياسي بسبب وحدات "بلاي ستيشن" القوية، حتى بعد تعرُّض وحدتها للاستشعار إلى ضربة قاسية نتيجة لانخفاض الطلبات من قبل شركة "هواوي تكنولوجيز" الصينية.