ملياردير روسي على محك شركة شيك على بياض ومشروع مركبات كهربائية

قائمة طويلة من شركات مولتها شركات استحواذ ذات أغراض خاصة تراجعت عن توقعاتها المتفائلة بعد وقت قصير من إدراجها بالبورصة

الملياردير الروسي دنيس سفيردلوف
الملياردير الروسي دنيس سفيردلوف المصدر: بلومبرغ
Chris Bryant
Chris Bryant

Chris Bryant is a Bloomberg Opinion columnist covering industrial companies. He previously worked for the Financial Times.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أصبح لدى شركة "ريفيان أوتوموتيف" (Rivian Automotive) ترسانة مال هائلة لتطوير وتصنيع سيارات كهربائية بعدما جمعت زهاء 12 مليار دولار في طرح عام أولي. تتضمن أفكارها المكلفة لاستغلال هذه الأموال إنشاء مصنع ثان بالولايات المتحدة ربما تصل أكلافه 5 مليارات دولار.

تُذكر غنيمة "ريفيان" وخطط إنفاقها الهائلة بمدى استهلاك شركات تصنيع السيارات

لرأس المال، حيث ستستثمر "فولكس واجن" نحو 150 مليار يورو (174 مليار دولار) خلال خمسة أعوام، بينما جمعت "تسلا" 12 مليار دولار من بيع أسهم خلال 2020.

إن حقق إنفاق رأس المال عائداً مناسباً فلا توجد في ذلك مشكلة، حيث أعلنت "تسلا" عن إجمالي هامش أرباح لنشاط السيارات يصل إلى 30% وهي نسبة مشجعة جداً. لكن هل هنالك وسيلة لتفادي الحاجة لإنفاق كثير من المال مقدماً؟

"أمازون" هي كلمة السر وراء تقييم "ريفيان" بـ 100 مليار دولار

تعتقد "أريفال" (Arrival)، وهي شركة بريطانية لصنع المركبات الكهربائية، أنها تستطيع ذلك بإنفاق أقل بكثير عبر استعمال مواد مركبة من ابتكارها كبديل للمعادن لتبني شاحناتها وحافلاتها في ما تسميه "مصانع بالغة الصغر"، وهي مرافق أصغر تعتمد على روبوتات متعددة الوظائف تجعلها لا تحتاج إلى وجود ورش طلاء أو تشكيل معادن باهظة التكلفة.

لكن لا تسير محاولتها لإثبات خطأ نهج صناعة السيارات المعتمد على رأس المال الضخم كما خططت. هبطت أسهم "أريفال" المدرجة في بورصة ناسداك بأكثر من 27% الثلاثاء، بعدما أعلنت أنها ستصنع عدد سيارات أقل العام المقبل مما خططت له حين تبدأ بالإنتاج، حيث إن الإنفاق على المعدات ومرافق التخزين والنقل والمواد الخام فاق تصوراتها الأولية. تصل قيمة "أريفال" في الوقت الحالي 8 مليارات دولار "فقط".

كما تخلت "أريفال" عن توقعاتها طويلة الأجل التي أبلغت عنها قبل عام، حين أعلنت اندماجها مع "سي أي أي جي ميرجير" (CIIG Merger) وهي شركة شيك على بياض، لتنضم لقائمة طويلة من شركات تمولها شركات استحواذ ذات أغراض خاصة تراجعت عن توقعاتها المتفائلة عقب وقت قصير من إدراجها بالبورصة.

مدمنو رأس المال

أختصر بالقول إن وعد إصلاح نهج استهلاك قطاع السيارات لرأس المال يبقى مجرد وعد، كما يشي به وصف سيرجيو مارشيوني لعمالقة هذه الصناعة بأنهم "مدمنون على رأس المال".

لا تنفرد "أريفال" بين مجموعة شركات ناشئة في مجال السيارات بمقاربة إنفاق رأس مال أقل. تعد شركة "فيسكر" (Fisker) أيضاً مقتصدة نوعاً ما، حيث تعتزم الاعتماد على تعهيد الإنتاج لشركتي "ماغنا إنترناشيونال" (Magna International) و"فوكسون تكنولوجي" (Foxconn Technology).

تخطي "تسلا" حاجز التريليون دولار يجعلك تتساءل.. أين عمالقة السيارات الآخرين؟

لا تجرؤ إلا قلة من شركات التصنيع على طرح فكرة أن خطوط تجميع السيارات المتحركة الضخمة التي ابتكرها هنري فورد منذ قرن عفا عليها الزمن. قال الملياردير الروسي دينيس سفيردلوف مؤسس "أريفال" في مكالمة مع مستثمرين هذا الأسبوع: "نحن نقوم بأمور غير مسبوقة ولدينا توقعات بأن تقنيتنا القوية ستغير من أساسيات قطاع السيارات".

تعتزم "أريفال" تشغيل ثلاثة مصانع صغيرة الحجم خلال العام المقبل، أحدها سيكون في المملكة المتحدة، بينما يقع اثنان في الولايات المتحدة. من وجهة النظر المالية، توجد لدى هذه المصانع جاذبية جلية، وذلك نظرياً على أقل تقدير.

مرونة هائلة

فيما تبلغ تكلفة إنشاء طاقة لإنتاج 10 آلاف شاحنة سنوياً إلى 50 مليون دولار، من المفترض أن تقدم المصانع بالغة الصغر لشركة "أريفال" قدراً هائلاً من المرونة لتعزيز عمليات الإنتاج سريعاً لتلبية الطلب على الصعيد المحلي. في حال أُجبرت إحدى مرافقها على التوقف أو تقليص الإنتاج تحت أي مبرر، فستفقد أموالاً أقل للغاية في مقابل ما يخسره مصنع سيارات ضخم الحجم لدى توقفه.

"فوكسكون" شريكة "أبل" تكشف عن أول مركباتها الكهربائية

تطال الفائدة أيضا المساهمين، لأن إنفاق قدر أقل من مخصصات رأس المال سيؤدي إلى أضعاف احتمالية تراجع القيمة. قدمت صفقة مع شركة الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة لشركة "أريفال" مبلغاً متواضعاً بالمقارنة بلغ 610 ملايين دولار كصافي عائدات، ولذا ما يزال سفيردلوف يتحكم بأزيد من 75% من الأسهم.

رغم ذلك، لن يطمئن المستثمرون لنجاح نموذج العمل حتى تشرع "أريفال" بمرحلة الإنتاج التجاري خلال العام المقبل. كما اكتشفت "تسلا" أن الإفراط باستخدام الروبوت قد يخلق مشاكل أكثر من التي يحلها.

رغم إيمانها الكامل بهذه المقاربة، إلا أن "أريفال" ستكون أشد حذراً حالياً بتنفيذها، حيث ستبدأ العمل بفترة دوام واحدة فقط عوضاً عن فترتين، كما ستؤجل إنشاء المصنع الرابع بالغ الصغر حتى 2023. اكتشفت الشركة أيضا وجود بعض التكاليف التي لا يمكن تفاديها. اضطرت مثلاً لزيادة الإنفاق لتوفير إمدادات من البطاريات.

إحباط المستثمرين

كان النبأ الآخر المقلق هو إبلاغ المستثمرين بعدم التعويل على التوقعات المالية التي نشرتها قبل نحو عام. كانت التوقعات في نشرة عملية الاندماج مع شركة الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة لمبيعات سنوية تبلغ 14 مليار دولار بحلول 2024، وهي ما تزال معدومة، وهامش أرباح إجمالي على غرار "تسلا" يصل إلى 27%. كتبت كثيراً عن سبب احتمال خطورة السماح لشركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة المالية بنشر توقعات مالية، وهو ما تحجم عنه الشركات التي تندرج في البورصة بالطريقة التقليدية.

تراجع الشركات عن هذه الأهداف بعد مدة قصيرة من الطرح العام الأولي يعد سبباً إضافياً لتدرس الولايات المتحدة حظر إعلانها من حيث الأساس.

"فيسكر" و"فوكسكون" توسعان نطاق اتفاقية لتصنيع السيارات الكهربائية

حتى في ظل الاستغلال الأقصى لرأس المال، ربما تجد "أريفال" أن مبلغ 380 مليون يورو من السيولة النقدية الذي تحتفظ به لن يكفي طويلاً. قالت الشركة: "يتوقف تحقيق النمو في المستقبل على تشغيل عدد من المصانع بالغة الصغر، وهي تعتمد على المتاح من رأس المال".

يُعتبر ما قامت به "ريفيان" حين جمعت قدراً كبيراً من رأس المال الوسيلة الأيسر للإيفاء بوعدها. على النقيض، فإن مقاربة "أريفال" حيال المصانع بالغة الصغر لم تُختبر بعد. كما عليها استعادة ثقة المستثمرين الى جانب إحداث ثورة في التصنيع.