"لوفتهانزا" تفرض رسوماً على المسافرين ليتباهوا بوعيهم البيئي

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تبحث شركات الطيران دائماً عن طرق مبتكرة لفرض رسوم إضافية على الركاب مقابل بعض الخدمات، مثل اختيار المقاعد وأولوية الصعود والحقائب التي يتم فحصها مبكراً، وحتى حقائب اليد.

لكن "دويتشه لوفتهانزا" (Deutsche Lufthansa) تنتقل إلى مستوى جديد، حيث تعمل شركة الخطوط الجوية الألمانية على خطة مكافآت جديدة، تعتمد على إقناع العملاء بالدفع مقابل التخلّص من غازات الاحتباس الحراري والاستفادة من رغبتهم في النظر إليهم على أنه لديهم درجة من الوعي البيئي.

سيدفع المسافرون مقابل التمكّن من إظهار دعمهم لوقود الطائرات البديل أو مشتريات تعويض الكربون. وتفكر "لوفتهانزا" في تقديم العديد من المؤشرات الدالة على ذلك، مثل تعليم المقاعد باللون الأخضر، وصولاً إلى إنشاء شارات رقمية يمكن عرضها على الهاتف.

اقرأ أيضاً: "لوفتهانزا" تدرس طلبية "إيرباص إيه 220" لتعزيز أسطولها الإقليمي

قالت كريستينا فورستر، كبيرة موظفي خدمة العملاء في الشركة خلال مقابلة: "نعتقد بأن المسافرين المهتمين بالبيئة يريدون من الناس أن يعرفوا أنهم مسافرون مهتمون بالبيئة، ويجب أن تكون أنيقاً لتتباهى بأنك تطير باللون الأخضر".

نقل التكلفة إلى المسافرين

تواجه شركات الطيران تحدياً في نقل النسبة الأكبر من التكلفة المحتملة على مستوى الصناعة للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، والتي تبلغ تريليوني دولار إلى المسافرين. وفي الوقت الذي تقدم فيه "لوفتهانزا" وشركات طيران أخرى للعملاء طرقاً للدفع الإضافي للتخلص من الانبعاثات، نجد أن 1% فقط من المسافرين فد تقدموا للدفع.

اقرأ المزيد: حركة طيران مطار فرانكفورت تتجاوز مستوى 2019

قال سكوت كيربي الرئيس التنفيذي لشركة "يونايتد إيرلاينز هولدينغز" (United Airlines Holdings) في مؤتمر المناخ "كوب 26" (COP26) يوم الخميس، إن زيادة استخدام وقود الطيران المستدام من المرجح أن ترفع أسعار تذاكر الطيران.

أضاف كيربي: "هذه هي الطريقة التي يجب أن تكون عليها الأمور، حيث يجب رفع أسعار التذاكر قليلاً لتعويض التأثير على البيئة". وأشار كيربي إلى أن الوقود قد يصبح أرخص بنهاية المطاف، لكن التكلفة ستكون مرتفعة على المدى المتوسط.

ضغوط على الأرباح

قلّصت شركات الطيران رحلاتها خلال الأزمة، وكذلك تراجع استخدام المقاعد ذات هامش الربحية الأعلى. وتمثل تكلفة الوقود المستدام الذي يعدّ هدفاً رئيسياً للشركات لتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحسب ما تم الإعلان عنه في قمة المناخ، تكلفة اضافية ومؤثرة.

بدأت "لوفتهانزا"، أكبر شركة طيران في أوروبا، تتعافى من الركود الذي تسبب به كوفيد-19 وما تطلّبه ذلك من الحصول على 9 مليارات دولار ضمن خطة الإنقاذ الحكومية لإبقاء الشركة على قيد الحياة. ويتطلب التزام الشركة بخفض انبعاثات الكربون إلى النصف بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات عام 2019، شراء طائرات أحدث وأكثر كفاءة، ودفع 250 مليون دولار لشراء وقود مستدام على مدار السنوات الثلاث المقبلة –ما يعادل 1% من إجمالي استهلاكها للوقود.

اقرأ أيضاً: "لوفتهانزا" تسجل عودة مفاجئة للأرباح مع زيادة الحجوزات

سجلت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من "لوفتهانزا" مستوى قياسياً، مع ما يزيد على 32 مليون طن متري في عام 2019. لكنها انخفضت إلى 11 مليون طن في عام 2020، مع بلوغ تفشي الوباء ذروته، بينما تشير خطط العام المقبل إلى تسجيل انبعاثات تبلغ نحو 22 مليون طن متري.

بصمة كربونية للعملاء

لم تنته "لوفتهانزا" بعد من خطة المكافآت الخضراء، والتي ستدخل حيز التنفيذ العام المقبل. ويعرض تطبيق الشركة الخاص ببرنامج الولاء (Miles and More) الآن، البصمة الكربونية لرحلات العميل، والتي تسمح لهم بالإنفاق على أميال جوية باستخدام وقود مستدام.

تبلغ تكلفة استخدام وقود مستدام لتحييد أثر الكربون بالكامل لرحلة طيران ذهاباً وإياباً بين فرانكفورت ونيويورك، 485 يورو (559 دولاراً) لكل راكب. وتحاول شركات الطيران حث الحكومات على المساعدة في تحمل بعض النفقات أيضاً.

قالت فورستر: "تكلفتها ليست رخيصة لرحلة عائلية، حيث يفضل الناس اليوم إنفاق الأموال على الفنادق أو أنشطة العطلات".