الصعود القياسي للأسهم يُخرج صندوق "بيرما بير كلارك" من السوق

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أصابت السوق التي شهدت أطول فترة انتعاش في التاريخ، واحداً من أبرز ضحاياها الكبار.

راسل كلارك، الذي راهن ضدَّ أسواق الأسهم على مدى معظم سنوات العقد الأخير، أبلغ عملاءه بأنَّه سيغلق صندوق التحوّط الذي يحمل اسمه، بعد سلسلة من الخسائر.

خسر صندوق "آر سي غلوبال فاند" (RC Global Fund)، الذي يديره منذ عام 2010، نحو 2.6% من قيمته هذا العام حتى نهاية شهر أكتوبر، في حين وصلت قيمة أصوله إلى نحو 200 مليون دولار بعدما كانت تبلغ حوالي 1.7 مليار دولار في عام 2015، وفق مستندات اطلعت عليها "بلومبرغ".

اقرأ أيضاً: صندوق تحوط لم يخسر منذ 3 عقود يراهن على الصفقات البريطانية

يؤشر هذا الإغلاق إلى نهاية صندوق آخر من شركات إدارة صناديق التحوط يراهن على ضعف أسواق الأسهم أو انهيارها، إذ مازالت هذه الأسواق في تقدُّم مستمر.

يعد كلارك، الذي يستخدم تحليل الاقتصاد الكلي في مراهناته على الأسهم، من بين مجموعة من مديري صناديق التحوط في الأسهم التي تتخذ مواقف استثمارية قصيرة وطويلة الأجل، والتي تخلَّفت وسقطت بسبب صعود الأسواق، وعانت من تخارج المستثمرين منها.

وصف كلارك ذلك بأنَّه "وقت التراجع إلى الوراء، والتفكير في الاتجاه الذي نسير فيه، ثم العودة من جديد عندما أكتشف فرصة للاستفادة من مجموعة مهاراتي"، بحسب ما كتب في خطاب تسلَّمه المستثمرون يوم الخميس الماضي. وأضاف: "التغيير هو الشيء الوحيد الثابت في الحياة".

رفض كلارك إضافة أي تعليق بعد ما جاء في الخطاب.

مراهنة ضد أسهم التكنولوجيا

نهاية صندوق كلارك تُرجع الأصداء المقابلة للكيفية التي بدأ بها تاريخه المهني في مجال الاستثمار منذ أكثر من 20 عاماً. فعندما كان متدرباً جديداً في بنك "يو بي إس غروب" في سيدني، اتبع أقرانه الذين حققوا ثروة من تداول أسهم التكنولوجيا في عام 2000، وأنفق نقوده الأولى القليلة التي تقاضاها كأجر عن عمله على شراء أسهم خمس شركات في قطاع التقنية؛ أربع شركات منها أفلست وأصبحت قيمتها صفراً، والخامسة فقدت نصف قيمتها مع انفجار فقاعة التكنولوجيا.

اقرأ أيضاً: صندوق التحوط "تريبيكا" يراهن على انتعاش تعويضات الكربون

في هذه المرة، كانت آخر مراهنة له في الاتجاه العكسي عبر اتخاذ موقف استثماري قصير على أسهم شركات التكنولوجيا. أخبر كلارك عملاءه في بداية العام الحالي بأنَّه يراهن ضدَّ أسهم التكنولوجيا، إذ تقوم الجهات الرقابية والتنظيمية من الولايات المتحدة حتى الصين بتضييق الخناق عليها. ومنذ ذلك التاريخ، شهدت أسهم التكنولوجيا على مؤشر "ناسداك المركب" فترة من الازدهار والنجاح الكبيرين.

كان صافي استثمارات كلارك في الأسهم، قصير الأمد على مدى أغلب فترات الأعوام التسعة الماضية. وقد واجه فترة عصيبة من ناحية الأداء وجمع رأس المال، وأغلقت شركته –التي كانت معروفة سابقاً باسم "هورسمان كابيتال مانجمنت" (Horseman Capital Management)– اثنين من صناديقها.

كلارك؛ الذي ولد وترعرع في كانبرا في أستراليا، اشترى حصة حاكمة في شركة "هورسمان" في عام 2019. وكان قد التحق بالشركة في عام 2006، وبدأ في إدارة صندوقها الرئيسي في عام 2010 عندما تقاعد جون هورسمان، الذي كان مديراً ناجحاً لصندوق الأسهم العالمية في تسعينيات القرن الماضي.

كلارك، الذي يدير شركته الاستثمارية من مكتب داخل منزل صغير في منطقة هادئة قرب حدائق قصر باكينغهام في لندن، قال في عام 2019، إنَّه مقتنع بأنَّ أزمة أسواق الأسهم قريبة. وأضاف في تصريحات علنية نادرة لـ"بلومبرغ"، أنَّ الأزمة وشيكة، أو "أنَّ هذه ستكون مقابلة الوداع بالنسبة إليَّ".

سجل مؤشر "ستاندارد أند بورز 500" رقماً قياسياً جديداً في تعاملات الإثنين الماضي.