نتائج قمة "كوب 26".. طموحات مناخية هائلة تُختبر على أرض الواقع

تعهدات من الدول المشاركة في القمة حول عدد من قضايا المناخ الرئيسية
تعهدات من الدول المشاركة في القمة حول عدد من قضايا المناخ الرئيسية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أسفرت محادثات استمرت لمدة 14 يوماً في قمة المناخ "كوب 26" التي انعقدت داخل مركز مترامي الأطراف ومعقم تماماً في مدينة جلاسكو الاسكتلندية، عن التوصل لتعهدات بين الدول المشاركة حول عدد من قضايا المناخ الرئيسية، والتي تعد بمثابة إنجاز غير مسبوق، بجانب مجموعة قواعد صارمة تتعلق بأسواق الكربون وبعض الطموحات الهائلة التي سيتعين إخضاعها للاختبار على أرض الواقع خلال الأعوام القادمة.

اقرأ أيضاً: تعرف على أهم نتائج اتفاقية "جلاسكو" للمناخ

الوقود الأحفوري يُشعل التوترات في اليوم الختامي لقمة المناخ في جلاسكو

فيما يلي استعراض سريع لأهم نتائج المؤتمر:

هدف الفحم

في اللحظة الأخيرة جرى تقليص هدف الاستغناء تدريجياً عن الفحم إلى مجرد وعد "بخفض تدريجي" للكهرباء المولدة من الفحم، بيد أن تضمينه ما زال يعد أمراً مهماً على أساس أنها المرة الأولى التي يذكر فيها الفحم في نص مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ.

رغم أن ذلك لا يلبي المطلوب فيما يتعلق بإنهاء استخدام الفحم تماماً ليصبح جزءاً من التاريخ"، إلا أن تلك النتيجة تتجاوز ما توصلت إليه مجموعة دول العشرين الكبرى حتى الوقت الحالي، ويبعث بإشارة جلية في هذا الصدد.

اتفاق الصين والولايات المتحدة

جاء اتفاق أكبر اثنين من مسببي الانبعاثات على العمل المشترك بينهما بمثابة المفاجأة الأكبر في مؤتمر جلاسكو.

لا يوجد تحرك كبير حقيقي، بيد أن الخبر الجيد أن الطرفين يتحدثان عن المناخ وسط مواجهة دبلوماسية على نطاق أوسع على الأقل. وقد غابت الصين نهائياً عن تلك المباحثات حتى وقت المؤتمر.

اقرأ المزيد: قبل انتهاء "جلاسكو".. اتفاق مناخي أمريكي-صيني مفاجئ يعيد التفاؤل بشأن خفض الانبعاثات

قواعد تجارة الكربون

انتصار صعب وتحقق بعد طول انتظار، حيث تعتبر القواعد الخاصة بتجارة الكربون على نطاق دولي مصدراً لتوضيح الأمور بالنسبة للشركات ولوضع معايير موحدة ستسهم في الحد من الانبعاثات الكربونية الملوثة للبيئة، رغم أن بعض النشطاء قلقون جراء عدم تشديدها بالقدر الكافي. ازدادت ممارسة الضغوط لفرض القواعد مع مواصلة سوق التسوية الطوعي تحقيق النمو في عملية توسع لا تخضع للتنظيم.

تعهد الميثان

وافق ما يزيد عن 100 دولة على الحد من انبعاثات الميثان، كما جرى ذكر الميثان للمرة الأولى في الاتفاقية. رغم أن الاتفاقية غير ملزمة، إلا أنها للمرة الثانية تعطي دلالة قوية على أن ذلك هو الوقت المناسب للتصدي لانبعاثات تعتبر مؤثرة على نحو أكثر قوة من ثاني أكسيد الكربون.

تطوير المخططات

يتوجب على الدول العودة خلال السنة القادمة مع تقديمها لمخططات مناخية محسنة، رغم وجود بند في الوثيقة يعفي من ذلك الأمر.

مراجعة دقيقة

جرى الاتفاق على قواعد جديدة تتعلق بالسماح بإجراء مراجعة دقيقة بهدف الإبلاغ عن الانبعاثات. في النهاية من المفترض أن يجري وضع أهداف مناخية صالحة للمقارنة، وهو ما يتيح لجميع الأطراف وضع تقييم لما يقوم به الآخرون.

أموال لتعويض الضرر

للمرة الأولى، تعترف الدول أن البلاد التي تعرضت لأحداث مناخية على مستوى كارثي سيجري تقديم المساعدة لها. يوجد اتفاق حول تجهيز آلية بطريقة سليمة وذلك رغم أن التفاصيل الأكثر دقة والسيولة النقدية المحدودة المتوفرة ما زالت تتطلب زيادتها. وجرى وضع ذلك الطلب من أجل قمة المناخ "كوب 27" المقررة في مصر السنة القادمة.

طالع أيضاً: خطة بميزانية 100 مليار دولار سنوياً لمساعدة الدول الفقيرة في مواجهة تغير المناخ

اجتثاث الغابات

جاءت الكثير من الاتفاقات على الهامش التي جرى التوصل إليها في مؤتمر المناخ بمثابة خيبة أمل، بيد أن الاتفاق الخاص بإزالة الغابات من الممكن أن يؤدي إلى حدوث فارق. على النقيض من بعض الاتفاقات الأخرى، انضم اللاعبون الرئيسيون لهذا الاتفاق.

البنوك

أشاد رئيس بنك إنجلترا السابق، مارك كارني، بالبنوك والمستثمرين وشركات التأمين التي ستكون لديها أعمال بدون كربون بأصول تصل قيمتها إلى 130 تريليون دولار بحلول منتصف القرن الحالي. يعتبر التمويل أداة مؤثرة للغاية في جهود مكافحة التغير المناخي، بيد أن هذه القائمة تخلو من البنوك الثلاثة الأكبر حول العالم، وجميعها بنوك صينية ومن بين مقدمي التمويل لأنشطة الفحم ذات الصلة الرئيسيين.

طالع المزيد: تحالف "جلاسكو المالي" يقود معركة التغير المناخي مُتسلِّحاً بـ130 تريليون دولار

العدد السحري

يضعنا كل ذلك على طريقنا لبلوغ مستوى صعود في درجة حرارة الأرض بنحو 1.8 درجة مئوية، هذا في حال جرى الوفاء بكافة التعهدات، بحسب وكالة الطاقة الدولية، وهذا أمر عظيم إذا تحقق. يعتبر ما تحقق أفضل بكثير بالمقارنة بما كان عليه الحال فترة الإعداد لمؤتمر المناخ التابع للأمم المتحدة، بيد أنه ما زال يتجاوز المستوى الآمن بكثير.