مدفوعات دين تركيا الخارجي تمتحن الليرة في أسبوع عالي المخاطر

سائحة تشتري الليرة التركية في صرافة في إسطنبول
سائحة تشتري الليرة التركية في صرافة في إسطنبول المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

انضمت فاتورة سداد ديون تركيا الضخمة إلى قائمة مخاطر تواجهها الليرة التي تتراجع وسط توقعات بخفض آخر لأسعار الفائدة هذا الأسبوع.

يتعين على الشركات والحكومة التركية سداد ديون خارجية بقيمة 13 مليار دولار في الشهرين الأخيرين من العام، حسب بيانات رسمية. يستحق أكثر من نصفها أي 8 مليارات دولار في نوفمبر، وهو أكبر مبلغ يأتي موعد استحقاقه خلال الأشهر العشرة المقبلة، وفقاً لأحدث البيانات المتاحة.

الليرة التركية بصدد تقلبات حادة بعد إثارة أردوغان مخاوف خفض الفائدة مجدداً

تتسبب مثل هذه المدفوعات برفع الطلب على العملة الأجنبية، ويزيد ذلك الضغوط على الليرة، كما يسلط الضوء على سبب خطورة الخفض الحاد للفائدة على الاقتصاد الذي يعتمد بشدة على التمويل الخارجي.

خفض البنك المركزي بضغط من الرئيس رجب طيب أردوغان الفائدة مرتين متتاليتين غير متوقعتين منذ سبتمبر، ما أدى لتراجع الليرة بأكثر من 25% هذا العام مقابل الدولار، وصولاً إلى مستوى قياسي منخفض.

قال إبراهيم أكسوي، كبير اقتصاديي "إتش إس بي سي أسيت مانجمنت تركيا" في إسطنبول، إن مزيج مدفوعات الديون المتزايدة في نوفمبر وديسمبر واحتمالية خفض الفائدة هذا الأسبوع قد يؤدي لمزيد من ضعف العملة.

خفض متوقع

يتوقع أكسوي، الذي كان أهم المتنبئين بقرارات الأسعار التركية في استطلاعات "بلومبرغ" على مدى العامين الماضيين، انخفاضاً قدره 100 نقطة أساس إلى 15% لدى اجتماع صانعي السياسة الخميس.

يتفق ذلك مع توقعات استطلاع شهري للبنك المركزي شمل 48 شخصاً من قطاعي التمويل والشركات، وكذلك مع أوسط تقديرات استبيان بلومبرغ.

بلغ الدولار 10.0182 ليرة الساعة 8:48 صباحاً في نيويورك، بعد تجاوزه حاجز 10 ليرات النفسي المهم الجمعة. يرى متداولو الخيارات احتمالية تزيد على 50% بأن يمتد انخفاض الليرة إلى 10.5 مقابل الدولار بحلول نهاية العام، حسب بيانات جمعتها بلومبرغ.

أردوغان يتخلص من معارضي خفض الفائدة بالبنك المركزي.. والليرة تهوي لمستويات قياسية

بخلاف سداد الديون، تؤدي الزيادة في طلب تركيا على الغاز الطبيعي من مصادر خارجية أيضاً إلى زيادة الحاجة للدولار، ما يقود لمزيد من الضعف في العملة المحلية.

تتوقع الحكومة أن يرتفع استهلاك الغاز 25% ليسجل مستوى قياسي عند 60 مليار متر مكعب هذا العام. أجبر الارتفاع الكبير في أسعار الطاقة العالمية مستوردته المملوكة للدولة "بوتاش" على زيادة مشترياتها من السوق الفوري بتكلفة أعلى.

لتخفيف التأثير على السوق، بدأ البنك المركزي البيع المباشر للعملات الأجنبية إلى "بوتاش"، ووفرت الهيئة النقدية للشركة 258 مليون دولار في أكتوبر، بعد توقف المبيعات في الأشهر الثلاثة السابقة.

عززت تركيا الشهر الماضي وارداتها من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة إلى ست شحنات بعد الحصول على خمس شحنات في الأشهر السبعة السابقة، في إشارة إلى أنها تستعد لتلبية الطلب في فصل الشتاء.