متداولو العملات يتأهبون للتقلبات بانتظار اجتماعات البنوك المركزية

صراف يعد أوراقاً نقدية
صراف يعد أوراقاً نقدية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يراهن متداولو العملات على تقلبات أكبر في الأسعار، إذ تحاول الأسواق التكهن بنتائج مجموعة من اجتماعات البنوك المركزية في نهاية العام.

سيصدر الاحتياطي الفيدرالي، والبنك المركزي الأوروبي، وبنك إنجلترا قرارات السياسات النقدية في غضون 24 ساعة فقط في منتصف ديسمبر. ارتفعت تكلفة التحوط ضد التقلبات في زوج اليورو والدولار خلال الشهر المقبل هذا الأسبوع بأكبر قدر منذ تفشي الوباء في مارس 2020. كما تشير أسواق الخيارات إلى أنَّ هذا الحراك بعيد عن نهايته.


الدولار يقفز لأعلى مستوى في 2021 مقابل الإسترليني واليورو

أدى التضخم ومبيعات التجزئة الإيجابية الأعلى من التوقُّعات في الولايات المتحدة إلى دفع مقياس لقوة الدولار إلى أعلى مستوى له في عام، إذ يتوقَّع المتعاملون أن يبدأ الفيدرالي وتيرة تشديد أسرع. في حين بقيت مقاييس تقلبات الأسعار أدنى بكثير من ذرواتها التاريخية؛ فإنَّ التقلبات في زوج الدولار والين لأجل شهر قد ارتفعت لأعلى مستوى لها في عام، وبالنسبة للجنيه فقد ارتفعت إلى أعلى مستوياتها منذ مارس.

قال فيراج باتل، استراتيجي الاقتصاد الكلي العالمي في "فاندا ريسيرش" (Vanda Research): "من المرجح أن نرى ارتفاعاً بالتقلبات على المدى القريب بالتماشي مع ازدياد تقلبات سوق السندات خلال الأشهر الماضية... بالنظر للتعافي المتباين بسرعاته في "مجموعة العشر"؛ فإنَّ التباين في السمات والسياسات الاقتصادية من المرجح أن يؤدي إلى خرق أزواج العملات لنطاقات ما بعد كوفيد المقيدة".

محفز محتمل

تطلق العلامات على التعافي السريع للاقتصادات عنان تقلبات عبر الأسواق، فيما قد تضطر البنوك المركزية للتصرف بأسرع مما أشارت إليه. ليس هناك ما يشير إلى انتهاء التقلبات على المدى القريب، إذ إنَّ كل إصدار بيانات، وتصريح لصانع سياسة يشكل محفزاً محتملاً لمزيد من تحركات الأسعار.

خرج الين والجنيه الإسترليني واليورو عن نطاقات التداولات المعتادة، ودفع الارتفاع الحاد في عائدات الخزانة ومبيعات التجزئة الأمريكية الين إلى أدنى مستوى في 4 سنوات أمام الدولار يوم الثلاثاء، في حين هبط اليورو إلى أدنى مستوى في 16 شهراً الأربعاء، ويتداول الجنيه الإسترليني بالقرب من أدنى مستوى له لهذا العام.

الين الياباني يهوي لأدنى مستوى في 4 سنوات مقابل الدولار

تخلق عوامل أخرى حالة عدم يقين لدى المتداولين. إذ يؤثر في حسابات السوق تزايد الإصابات بكوفيد 19 في أوروبا، وأزمة الطاقة المتزايدة، وتوترات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

تشير عقود الخيارات إلى أنَّ الأسواق مهيأة لمزيد من ارتفاعات الدولار. تداولت انعكاسات المخاطرة لمدة شهر واحد لزوج اليورو والدولار- وهو مقياس للمراكز الاستثمارية والمعنويات- يوم الأربعاء بعلاوة قدرها 67 نقطة أساس لصالح بيع العملة الموحدة، وهو مستوى غير مشهود منذ مايو 2020. تقترب معنويات الخيارات في الجنيه أيضاً من أدنى مستوياتها منذ ديسمبر 2020. يتطلع متعاملو الدولار مقابل الين لخرق المستوى النفسي التالي عند 115.

خارج السيطرة

قال إلياس حداد، استراتيجي عملات أول في "كومنولث بنك أوف أستراليا": "أتوقَّع أن تكون جولة التقلبات الحالية في أسواق العملات أشد حدة واستدامة في حال أصبحت مقاييس التضخم الأمريكي على المدى الطويل أقل ارتباطاً بهدف الفيدرالي على المدى الطويل."

أضاف أنَّ مقاييس التقلبات ما تزال دون متوسطاتها على المدى البعيد، لكن توجد "خطورة لا يمكن تجاهلها" تتعلق بخروج توقُّعات التضخم عن السيطرة.

الفرنك السويسري.. ملاذ التجار الآمن من الركود التضخمي

ويجادل باتيل من "فاندا" بأنَّ اليقين الذي وعدت به البنوك المركزية في ديسمبر من شأنه أن يهدئ تقلبات الأسعار في العام الجديد، إذ إنَّه من المتوقَّع أن يعلن البنك المركزي الأوروبي عن مزيد من التفاصيل حول مشترياته من السندات بعد الوباء. يُتوقَّع أيضاً أن يشبع بنك إنجلترا رهانات السوق على رفع سعر الفائدة، كما يتوقَّع المتداولون زيادة بمقدار 15 نقطة أساس تقريباً في اجتماع 16 ديسمبر. سيشهد ذلك اليوم أيضاً قرارات سياسية من البنوك المركزية في سويسرا، والنرويج، وتركيا، ودول أخرى.

أوضح باتيل قائلاً: "عندما نكون في دورة التشديد، وكما هو معتاد مع قليل من التوجيهات الإرشادية؛ سيتلاشى عدم اليقين بشأن السياسة".

قال ستيفن بارو، مدير استراتيجية العملات في "ستاندرد بنك"، إنَّ خلفية التضخم

ما تزال تسمح بفرصة "لارتفاع متفجر في التقلبات عبر الأصول" إذا فشلت البنوك المركزية بالتعامل مع الأسعار المرتفعة.

أضاف بارو: "هناك قليل من المؤشرات على أنَّنا نتحرك بعيداً عن بيئة التقلبات شديدة الانخفاض بما في ذلك العملات... إنَّه مجرد سؤال حول ما سيأتي، وفيما إذا كان القادم من تقلبات هو أعلى بقدر كبير حقاً، أم هو مجرد انحرافة بطيئة للأعلى".