يوم عصيب على مستثمري الأسواق الناشئة من الهند إلى تركيا

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يسود شعور بأنَّه لا يوجد مكان للاختباء في الأسواق الناشئة. فقد هوت الليرة التركية إلى مستوى قياسي آخر ليتجاوز الدولار حاجز 11 ليرة، بعد أن خفَّض البنك المركزي أسعار الفائدة، على الرغم من ارتفاع التضخم لأكثر من 10%.

في الهند، أخفق أكبر طرح عام أولي على الإطلاق في البلاد بعد بدء التداول على السهم. وتراجعت الأسهم الصينية المتداولة في الولايات المتحدة بسبب خيبة الأمل بشأن أرباح شركات التكنولوجيا.

يدل كل ما يحدث على أنَّ المستثمرين أصبحوا أقل تسامحاً إزاء أخطاء السياسة النقدية والمبالغة في التقييمات. تواجه العديد من الدول النامية معضلة بين تشديد السياسة لاحتواء ضغوط الأسعار والتيسير لدعم التعافي الاقتصادي الهش.

الليرة التركية تواصل هبوطها القياسي في تعاملات الثلاثاء

"تتزايد العقبات في الأسواق الناشئة مع تشديد الأوضاع المالية العالمية، وتزايد انتشار موجات جديدة من كوفيد-19، كما يتضرر المستوردون من ارتفاع أسعار الطاقة، كما أصبح التضخم المحلي تحدياً لمصداقية السياسة النقدية"، بحسب مذكرة بحثية لمحللين استراتيجيين في "دانسكي بنك" (Danske Bank )، بقيادة مينا إميليا كوسيستو.

اضطرابات تركية

اكتست الأسواق في تعاملات أمس الخميس باللون الأحمر، لتُضاف بذلك إلى التقلبات المتفاقمة خلال العام.

بلغت خسائر مؤشر "إم إس سي آي للأسواق الناشئة" 1.3% منذ بداية 2021، بعد محو الارتفاعات التي تحققت منذ عام حتى تاريخه عدة مرات. ويتأرجح المؤشر المكافئ للعملات بين المكاسب والخسائر أيضاً.

تؤدي جميع التقلبات إلى زيادة تكلفة التحوّط، ويتجه متوسط ​​تكلفة الحماية من تخلف حكومات الأسواق الناشئة عن السداد نحو تسجيل أكبر زيادة سنوية منذ 2018.

ضغطت تحركات السياسة النقدية على العملة التركية أيضاً، لتنهار ويتجاوز سعر صرف الدولار حاجز 11 ليرة، بعد أربعة أيام تداول فقط من تخطيه حاجز 10 ليرات.

مدفوعات دين تركيا الخارجي تمتحن الليرة في أسبوع عالي المخاطر

من جانبهم، يراهن متداولو عقود الخيارات على المزيد من الخسائر، فقد قفز مقياس التقلب لمدة شهر واحد يوم الخميس بأكبر قدر خلال الأسبوع الجاري منذ أكثر من ثلاث سنوات، إلى 30%. يأتي ذلك فيما أدى تحرك البنك المركزي التركي لخفض تكاليف الاقتراض للشهر الثالث إلى تآكل ثقة المستثمرين بشأن استقلاليته.

من جنوب أفريقيا إلى الهند

أضرت التصريحات حول تخفيف السياسة النقدية في جنوب أفريقيا بعملة الراند، ودفعتها إلى أدنى مستوياتها مذ بداية العام. وبرغم رفع جنوب أفريقيا أسعار الفائدة، إلا أنَّ المستثمرين رأوا أنَّها زيادة مقبولة، بعد أن قالت السلطات إنَّ المزيد من التشديد سيكون تدريجياً. نتيجة لهذا، تتجه العملة نحو أسوأ أداء سنوي لها منذ 2018.

كانت السياسة النقدية هي الدافع وراء تكبد الخسائر في تشيلي. انخفض البيزو إلى أدنى مستوياته منذ مايو 2020، فقد عاقب التجار العملة قبل الانتخابات الساخنة المرتقبة يوم الأحد. كما تراجعت العملة بنحو 4.3% في ثلاثة أيام، مسجلة أسوأ أداء لها منذ يناير 2021.

على صعيد الأسهم، بدأ اليوم بتراجع المؤشرات في الصين وهونغ كونغ، بعد أن قال مصرف "مورغان ستانلي"، إنَّ الشركات الصينية تمر بأسوأ موسم نتائج أعمال منذ 2018. كما توقَّع البنك "خفضاً "كبيراً" للتوقُّعات أيضاً.

رغم رفع الفائدة.. عملات الأسواق الناشئة تقع في "فخ" تباطؤ النمو

تدهورت المعنويات أكثر مع هبوط أسهم شركة التطوير العقاري "شينسون هولدينغز" (Shinsun Holdings) بأكثر من 50% بعد انتهاء فترة التجميد المرتبطة بالطرح العام الأولي. كان تحرك الشركة سريعاً لتهدئة مخاوف التخلف من سداد الديون بمثابة نقطة مضيئة لسوق تعاني من المتاعب التي تواجه "إيفرغراند غروب".

وفي الهند، خسر سهم شركة "ون97 كوميونيكيشنز" (One 97 Communications)، المشغِّلة لأكبر شركة مدفوعات رقمية في البلاد، أكثر من ربع سعر الاكتتاب العام في أول أيام تداوله. وكانت حدة الهبوط مفاجئة للكل، حتى للمشككين في تقييم الشركة.

مديرة صندوق: الاستثمار في طرح "باي تي إم" الأكبر في الهند "رهان مرتفع الخطورة"

تكبَّد الأفراد الذين استثمروا أموالاً في الطرح العام، بالإضافة إلى "بلاك روك"، و"مجلس استثمار خطة المعاشات التقاعدية الكندية"، خسائر فادحة.

آسيا والمحيط الهادئ