هل تنجح مطاعم "البيك" السعودية في التحوّل إلى سلسلة عالمية؟

أحد فروع سلسة الوجبات السريعة "البيك" في السعودية
أحد فروع سلسة الوجبات السريعة "البيك" في السعودية المصدر: الصفحة الرسمية لمطاعم "البيك"
Bobby Ghosh
Bobby Ghosh

Bobby Ghosh is a Bloomberg Opinion columnist. He writes on foreign affairs, with a special focus on the Middle East and Africa.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تشهد سلسلة قطع دجاج سعودية انطلاقة كبيرة بالمعرض العالمي في دبي، مما يُثير التكهنات بأنها قد تتحدى العمالقة من أمثال "كنتاكي" و"ماكدونالدز" يوماً ما.

لا يوجد مانع في ذلك، خصوصاً أن العالم قد يستهلك دائماً المزيد من الطيور المقلية، بالإضافة إلى عدد أكبر من النكهات المتنوعة.

مع ذلك، يتعيَّن على سلسلة "البيك" وعائلة أبو غزالة التي تمتلكها، الانتباه إلى مثال آخر من سلاسل مطاعم الوجبات السريعة غير الأمريكية، لكي تتمكن من الوصول إلى مكانة عالمية.

في منتصف التسعينيات، تفوقت "جوليبي" (Jollibee) فعلياً على "ماكدونالدز" بالفلبين، وبدأت في التوسع بآسيا والشرق الأوسط، وكانت تخطط للوصول إلى الولايات المتحدة.

حدث التوسع في نهاية المطاف بشكلٍ أبطأ مما كان متوقعاً بعد أن أدركت "جوليبي" أنها تحتاج إلى صيغة أعمال مختلفة لتصبح لاعباً عالمياً حقيقياً. قد ينطبق الأمر على سلسلة "البيك" أيضاً.

التعافي الهَش للمطاعم الأمريكية يصطدم بأزمات الأسعار ونقص العمالة

"طبق وطني"

كانت تجربتي الوحيدة مع تناول دجاج "البيك"على العشاء في مدينة جدة قبل 12 عاماً مخيبة للآمال. أصر الصديق الذي اصطحبني إلى "البيك" على أنه يتفوق على "كيه إف سي" أو "ماكدونالدز"K ولكنه كان أقل منها بكثير.

مع ذلك، لا أستطيع أن أكون الشخص الذي ينتقد الراحل أنطوني بوردين الذي زار سلسلة "البيك" في جدة بذلك العام تحديداً، وأعلن أن قطع الدجاج "ليست سيئة".

أو يُمكنك أن تسأل أي سعودي عن "البيك"التي تعتبر أكبر سلسلة مطاعم في المملكة وتضم أكثر من 50 فرعاً، وتقترب قطع الدجاج لديها من أن تكون طبقاً وطنياً. في الواقع، لا يتجادل محبوها حول أي شيء سوى سبب هذا النجاح.

نقص العمال بالمطاعم الأمريكية يهدّد صناعة بقيمة 860 مليار دولار

سر النجاح

يعزو البعض هذا النجاح إلى طريقة طهيها، حيث تقوم السلسلة بالقلي العميق لقطع الدجاج في طناجر الضغط، وهي العملية التي تم اختراعها وتسجيلها كعلامة تجارية من قبل شركة مقرها ويسكونسن.

تستخدم الطريقة كمية زيت أقل عن القلي التقليدي، وتُصبح اللحوم طرية ومُشبَّعة بخليط مقرمش.

تُقسِم الفئة الأخرى من محبي "البيك" بأن سرها يكمن في الصلصة المستخدمة حيث يتناسب خليطها المكون من الكريمة والثوم مع الذوق السعودي أكثر من كافة التوابل المعروضة في السلاسل الأمريكية.

ينظر أنصار "جوليبي" في الفلبين وأماكن أخرى إلى سلسلتهم المُحبَّبة بتفانٍ مماثل لأن الصلصات المستخدمة تميل إلى أن تكون أكثر حلاوة من الصلصلة الأمريكية المعتادة، وتستمد مذاقها من الذوق الفلبيني، مثل الكاتشب المصنوع من الموز> فهل يروق ذلك لكم؟

شهرة كبيرة بين المسلمين

نظراً لأن نجاح "البيك" يعود للسعوديين، فإن هزيمة "ماكدونالدز" أمام "جوليبي" في الفلبين تعد مفخرة وطنية واعتقاد راسخ.

استندت إستراتيجية التوسع الدولي لـ"جوليبي" إلى الانتشار الفلبيني في جميع أنحاء العالم، بينما تعتمد "البيك" من جانبها على شهرة العلامة التجارية لدى عشرات الملايين من المسلمين الذين تناولوا قطع الدجاج أثناء موسم الحج بمكة، ولا يضر ارتباطها بالحج، حتى وإن كان لا شعورياً.

ولكن، مثلما اكتشفت "جوليبي"، فإن الأذواق لا تنتقل إلى الوجهات المختلفة دائماً. هدفت الشركة في عام 1996 لأن يكون لديها حوالي 500 فرع حول العالم بحلول العام 2000، إلا أنه أصبح للشركة أقل من 300 مطعم بعد عقدين من ذلك الموعد.

بعبارة أخرى، افتتحت "ماكدونالدز" المزيد من المطاعم في الفلبين، لتصل إلى أكثر من 600 حالياً، بينما يقل عدد مطاعم "جوليبي" خارج البلاد عن ذلك.

التركيز على السوق المحلي

يُحسب لـ"جوليبي" أنها لم تسمح لخططها العالمية بصرف انتباهها عن سوقها المحلية نهايئاً، ولديها ضعف عدد المطاعم في السوق الفلبيني الداخلي مثل "ماكدونالدز". هذا درس لسلسلة "البيك".. قوموا دائماً بافتتاح منافذ بيع في سوقكم المحلية.

هناك طريقة أخرى؛ عليكم تجربة وسيلة أخرى إذا لم تنجحوا خارجياً في البداية. لم يتخل إرنستو تانمانتيونغ، الرئيس التنفيذي لشركة "جوليبي"، عن طموحاته العالمية، وكما قال لبلومبرغ نيوز مؤخراً، إنه لا يزال يطمح لأن يصبح واحداً من أفضل خمسة من مُشغلي المطاعم في العالم، ولديه حالياً قائمة مأكولات أكبر. باعتمادها على نجاحها المحلي الذي بنته، استحوذت "جوليبي" على عدد من السلاسل الأخرى، بما في ذلك "كوفي بين آند تي ليف"، و"سماش برغر"، وسلسلة مخابز "ريد ريبون"، وشركة "ميلك شوب" لشاي الفقاعات.

سيواصل تانمانتيونغ توسيع علامته التجارية الرائدة بعد أن افتتح مطعم "جوليبي" على مساحة 7 آلاف قدم مربع في تايمز سكوير بمدينة نيويورك في وقتٍ سابق من هذا العام.

لكن بالنسبة للأمريكيين الذين لا يتعاملون مع كاتشب الموز، لدى تانمانتيونغ حالياً علامات تجارية أخرى يقوم من خلالها بتلبية الأذواق غير الفلبينية.

من هذا المنطلق، قد لا يعتمد الأمر بالنسبة لسلسلة "البيك" نهائياً على صلصة واحدة فقط.