مطلوب رؤساء تنفيذيون جدد دون إعادة تدوير

تجد الشركات بشكل متزايد مرشحين مناسبين من داخلها بدلاً من اصطياد رؤساء من منافساتها

رجل أعمال يمشي بالقرب من بنك إنجلترا في لندن
رجل أعمال يمشي بالقرب من بنك إنجلترا في لندن المصدر: بلومبرغ
Chris Hughes
Chris Hughes

Chris Hughes is a Bloomberg Opinion columnist covering deals. He previously worked for Reuters Breakingviews, as well as the Financial Times and the Independent newspaper.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

إن كنت تسعى للعمل كرئيس تنفيذي، فإن حظوظك أفضل بكثير إن كنت الآن رئيساً تنفيذياً ناجحاً في مكان آخر. يساعد هذا المفهوم المبني على التناقض على إدراك صعوبة تحسين التنوع في قيادات الشركات. لكن ربما هذا بدأ يتغير.

تحاول مجالس إدارات الشركات أن تواكب تعيين رؤساء تنفيذيين جدد بعدما عطل الوباء تغيير القياديين. وجدت مؤسسة "هيدريك آند سترغلز إنترناشونال" (Hidrick & Struggles International)، المختصة باصطياد الكفاءات، ارتفاعاً حاداً بمستوى التعيينات في النصف الأول من هذا العام بعد ركود في النصف الثاني من 2020.

النساء يقلصن الفجوة في "وول ستريت" لكن تكافؤ الفرص ما زال بعيد المنال

كان تغيير المسار الهبوطي لتعيينات النساء هو أحد التغييرات البارزة، حيث شكلت النساء 13% من 103 تعيينات في الأشهر الستة الأولى من 2021، مقارنة مع 8% فقط من 89 تعييناً في نصف 2020 الأول و 6% من 49 تعييناً في نصفه الثاني.

تعتقد "هيدريك آند سترغلز" في دراستها أن التفسير الأرجح للنسب المنخفضة لتمثيل النساء هو إعطاء مجالس الإدارات الأولوية لرؤساء تنفيذيين ذوي خبرة في هذا الدور لدى تفشى الوباء لأول مرة، وهؤلاء المرشحون يرجح أن يكونوا رجالاً.

شمولية أكبر

يبدو أن المجالس التنفيذية تنظر اليوم إلى هذه الوظيفة بشمولية أكبر. ما تزال فكرة العمل كرئيس تنفيذي سابق في مكان آخر هي العلامة الأكثر شيوعاً في السيرة الذاتية للرؤساء التنفيذيين، لكن يبدو أن الأهمية النسبية لهذا الأمر آخذة بالتلاشي.

يبدو أن تكرار تولي الرؤساء التنفيذيين لهذا المنصب بدأ يقل. إن نظرنا إلى الوظيفتين السابقتين للرؤساء حديثي التعيين، نجد تراجعاً في عدد الذين شغلوا منصب رئيس تنفيذي سابقاً في تعيينات النصف الأول من 2021 مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق. كما تراجع احتمال أن يكون الرؤساء التنفيذيون الجدد مدراء ماليين فيما مضى، وكانت هذه هي نقطة الانطلاق التقليدية لمنصب القمة، حيث إنه الدور التنفيذي الآخر الشائع في مجالس الإدارة. أصبحت مناصب رئيس إدارة المخاطر أو رئيس الإستراتيجية أو المدير التقني من بين المسارات المطروحة نحو القمة.

لا نساء بمجلس الإدارة؟ "امتثل أو برِّر"

تجد الشركات بشكل متزايد مرشحين مناسبين من داخلها بدلاً من اصطياد رؤساء من منافساتها، وذلك نتيجة تخطيط أفضل وأدق لخلافة الموظفين، وغالباً ما تكون هذه التعيينات من النساء.

اتّباع مجالس الإدارة لنهج مختلف تدريجياً والنظر إلى داخل مؤسساتها ظاهرة مرحب بها كبديل عن انتقاء أحد الرؤساء التنفيذيين والمديرين الماليين المتاحين. قد يكون لرؤساء الأقسام الكامنين تحت مجلس الإدارة مهارات مفيدة تماماً في إدارة الشركات الكبرى، بالتالي يمكن دعم تلك المواهب لتتولى منصب الرئيس التنفيذي مباشرة.

مجالس شركات أخرى

أحد السبل التي يمكن اتّباعها هو تشجيع القادة المحتملين على تولي مناصب غير تنفيذية في أماكن أخرى، ما يعطيهم فرصة للتعرف على أليات عمل مجالس الإدارة. كما يمكن منحهم مزيداً من الفرص للتفاعل مع مجلس إدارتهم والمشاركة بمناقشات المدراء، فضلاً عن منحهم وقتاً للمشاركة بمكالمات الأرباح مع المستثمرين والمحللين.

ستستغرق مثل هذه المبادرات بعض الوقت قبل أن تؤتي ثمارها حقاً. قد يتوازن مزيج النساء والرجال أكثر في الأعوام المقبلة، لكن ينبغي لمزيد من الشركات أن تتبنى فلسفة أنها تستطيع أن تصنع قائدها المقبل بنفسها.