أفضل كليات إدارة الأعمال ليست بالضرورة الأفضل لك

طلبة يسيرون في حرم كلية هارفرد للأعمال
طلبة يسيرون في حرم كلية هارفرد للأعمال المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

سيختار معظم دارسي ماجستير إدارة الأعمال المحتملين أفضل كلية يمكنهم الالتحاق بها. لكن البرامج الدراسية رفيعة المستوى ليست دائماً الأنسب لمرشح بعينه. أحرزت بعض الجامعات الكبرى نقاط متدنية بشكل مدهش في فئات معينة من دراسة أجرتها مجلة "بلومبرغ بيزنس ويك" لاختيار أفضل كليات الأعمال عن العام الدراسي 2021-2022، والتي استطلعت رأي المشاركين بشأن مدى موافقتهم على العبارات المختلفة التي تصف دراستهم أو رفضهم لها. وقد تحدثنا مع خبراء متخصصين في مجالات التوظيف ووضع مناهج كليات إدارة الأعمال لتفسير نتائج الاستطلاع.

العمل الجماعي والتعاون

بحسب استطلاع "بلومبرغ بيزنس ويك"، جاءت "كلية هارفارد للأعمال" من حيث الترتيب العام في المركز الثالث، ولحقت بها "كلية بوث لإدارة الأعمال" بجامعة شيكاغو في المركز الرابع. ثم بفارق كبير، احتلت "كلية ليونارد إن ستيرن للأعمال" بجامعة نيويورك المرتبة الحادية عشرة، فيما تلتها "كلية إدارة الأعمال بجامعة ييل" في المركز الثاني عشر، بحيث جاء ترتيب جميع البرامج الدراسية سالفة الذكر من بين أقل عشرة برامج تضمنها الاستطلاع. يقول ديفيد بوركوس، مؤلف كتاب "القيادة من أي مكان: الدليل الأساسي لإدارة فرق العمل عن بعد"، في العديد من الكليات، يعتمد نصف الدرجة النهائية في بعض الفصول الدراسية على المشاركة، الأمر الذي يحفز الجهر بالرأي "حتى لو كان ذلك يعني تحدي أفكار الآخرين والقتال من أجل نفسك". لذلك، مهما تقول بعض الكليات عن التعاون في المناهج الدراسية، فليس بالضرورة أن يتم تصميمها لتحقيق تلك الغاية داخل قاعات التدريس.

ركز تعليمي على العمل الجماعي والتعاون

وفي حين أن المدارس التي تخلفت في ميزة العمل الجماعي، وفقاً لنتائج الاستطلاع، قد تكون الخيار الصحيح لبعض المجالات -لا سيما المالية أو الاستشارات- إلا أنه إذا كانت اهتماماتك تكمن، على سبيل المثال، في الخدمات اللوجستية أو المحاسبة أو التسويق، فإن برامج "كلية توك لإدارة الأعمال" بجامعة دارتموث (في المرتبة الثانية وفقاً للاستطلاع)، وكلية "كيلوغ للإدارة" بجامعة نورث وسترن في إلينوي (في المركز الخامس)، أو "كلية روس لإدارة الأعمال" بجامعة ميشيغان (المركز الثالث عشر) قد تكون مناسبة بشكل أفضل. وتقول إيمي شاباكير دوفران، الرئيس التنفيذي لـ"معهد اعتماد الموارد البشرية"، وهي منظمة تعنى باعتماد وتأهيل المتخصصين في الموارد البشرية، إنه في معظم المجالات، "تزداد أهمية القدرة على تحقيق التوازن بين دور الفرد ومتطلبات أهداف الفريق، خاصة وأن الأعمال تتم عن بُعد".

الالتزام بالمبادئ الأخلاقية

حلت كل من "كلية بوث لإدارة الأعمال" بجامعة شيكاغو وكلية "وارتون لإدارة الأعمال" التابعة لجامعة بنسلفانيا (في المرتبة التاسعة) بين المراكز العشرة الأخيرة في الاستطلاع.

ركز برنامجي على الالتزام بالمبادئ الأخلاقية

من جانبه اعتبر أندريه سبايسر، العميد الوافد إلى "كلية بايز للأعمال" بجامعة سيتي في لندن، أن نتائج كلية "بوث" بجامعة شيكاغو غير مفاجئة نظراً لتركيزها القوي على فرع الاقتصاد. لكنه اعتبر وقوع ترتيب كلية "وارتون" في آخر القائمة، "بمثابة لغز". فشأنها شأن "بوث" في شيكاغو، "تُعرف "وارتون" بكونها كلية تركز على الاقتصاد إلى حد ما"، لكن هيئة التدريس تضم أيضاً أساتذة ينخرطون في قضايا تتعلق بتطبيق المبادئ الأخلاقية في الأعمال التجارية، مثل ستيفاني كريري، والتي درست ما تعنيه حركة "حياة السود مهمة" للإدارة، وأستاذ علم النفس التنظيمي، آدم جرانت.

المسؤولية المؤسسية والاجتماعية والبيئية

أعلن ميلتون فريدمان، العميد السابق لكلية "بوث" للاقتصاد بجامعة شيكاغو، قبل خمسة عقود، أن "هناك مسؤولية اجتماعية واحدة فقط للأعمال التجارية ... وهي زيادة أرباحها طالما يظل ذلك في إطار الالتزام بالقوانين". ومع أخذ ذلك في الاعتبار، بالإضافة إلى تصنيفات كليات "بوث" بجامعة شيكاغو، و"وارتون" بجامعة بنسلفانيا في الاستطلاع أعلاه، فليس من المفاجئ أن يأتي الاثنان أيضاً بين العشر الأقل ترتيباً في هذا الإطار.

ركزت كليتي على المبادئ الممتثلة للمعايير الاجتماعية والبيئية والحوكمة

على الرغم من أن مسؤولي التوظيف لا يهتمون كثيراً لأمر المسؤولية الاجتماعية والأخلاق، إلا أنه موضوع شائع بين الطلاب. وبحسب سبايسر، فإن الكليات التي تركز على تلك المبادئ تميل إلى اجتذاب المرشحين الذين "يربطون بين قضايا العمل والقضايا الاجتماعية".

يقول تيم ساكيت، مدير "إتش آر يو هيومان ريسورسز"، وهي شركة توظيف في لانسينغ بولاية ميشيغان وعضو سابق في مجلس إدارة "رابطة محترفي اكتساب المواهب" إن هذه الإجابات توضح ميول المشاركين بقدر ما توضح عن البرامج الدراسية ذاتها. وبحسب ساكيت، فإن كليات "بوث و"ووارتون" قد تميلان إلى تحقيق درجات أقل؛ لأن بعض الطلاب "لديهم اعتقاد ساذج" بأنه عندما يتعلق الأمر بقضايا المسؤولية الاجتماعية للشركات، فإن هناك "جانباً واحداً على حق والآخر على خطأ. لكن المسؤولية الاجتماعية للشركات، في واقع الأمر، أكثر تعقيداً، بحيث تتجاوز مجرد قضايا مثل الغسل الأخضر، وتدرك كل من "بوث" و"وارتون" هذا، كما يقول، وتقومان بتدريس الموضوع وفقاً لتلك الرؤية.