كيف يمكن للولايات المتحدة الفوز في المرحلة القادمة من سباق المركبات الكهربائية

مقطع عرضي معروض لبطارية السيارة الكهربائية في مركز الترحيب بمبنى مقر شركة أمبيركس تكنولوجي المعاصرة (CATL) في نينغده، مقاطعة فوجيان، الصين.
مقطع عرضي معروض لبطارية السيارة الكهربائية في مركز الترحيب بمبنى مقر شركة أمبيركس تكنولوجي المعاصرة (CATL) في نينغده، مقاطعة فوجيان، الصين. المصدر: بلومبرغ
 Anjani Trivedi
Anjani Trivedi

Anjani Trivedi is a Bloomberg Opinion columnist covering industrial companies in Asia. She previously worked for the Wall Street Journal.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يشتد السباق لبناء مساحات شاسعة من سلسلة التوريد العالمية الخاصة بالمركبات الكهربائية، ومع هذه الوتيرة المتسارعة، لن يتعلق الأمر بمن يحل أولاً، وهذا واضح بالفعل، بل بمن سوف يفعلها بشكل أفضل.

تتقدم الصين كثيراً على منافستها، التي يقتصر حديثها حول سلاسل التوريد لبطاريات السيارات الكهربائية على الكلمات فقط. استغرقت الولايات المتحدة حتى شهر يونيو للإعلان عن خطط إنتاج واسعة خلال العقد المقبل. ورغم أنها طوّرت أجزاءً متباينة من سلسلة التوريد، إلا أن الولايات المتحدة ما تزال بعيدة عن امتلاك نظام بيئي كامل ومتكامل وجاهز لإنتاج مئات الآلاف من البطاريات التي ستعمل على تشغيل جميع المركبات المتوقّعة.

تُحدث الاستثمارات بمليارات الدولارات ضجة كبيرة، ولكن يتعلّق التحدي العالمي بعدم وجود بطارية معيارية ولا توجد أيضاً بطارية تعتبر الأفضل في فئتها حتى الآن. يعني هذا بدوره أنه لا توجد نهاية، ورغم كل التقدّم الذي تم إحرازه في السنوات الأخيرة، لا تزال كيمياء البطاريات المختلفة تواجه حجماً كبيراً من المشكلات. مع ذلك، تمضي الشركات المُصنِّعة والناشئة قدماً. لاحظ محللو "مورغان ستانلي" مؤخراً أن "ولادة اقتصاد البطاريات تعيد تشكيل سلاسل التوريد، التي يعود عمرها إلى قرن مضى وتخلق نظاماً صناعياً جديداً".

أسهم السيارات الكهربائية الصينية تتحول إلى ملاذ آمن من التضييق على عمالقة التكنولوجيا

سيناريوهان

لكن وسط كل هذا التدفّق، ما الذي يجب على مُصنّعي البطاريات والسيارات الالتزام به؟ إنها مسألة صعبة. يتعلق السيناريو الأول باتجاههم نحو أفضل التقنيات وأكثرها أماناً حالياً، والتعهّد ببناء القدرات من خلال الاستثمار في المصانع والآلات وتأمين المواد الخام وتوجيه رأس المال الكبير نحو البحث والتطوير. على الجانب الآخر، يُمكنهم الانتظار والتركيز على المستقبل دون الاستثمار كثيراً فيما هو قابل للتطبيق تجارياً اليوم، ولكن نأمل في هذا السيناريو أن يتقدموا خطوة خلال العامين المقبلين.

تُظهر أكبر شركة لتصنيع البطاريات في العالم، "أمبيريكس كونتيمبروري تكنولوجي" (كالت) الصينية، أن السيناريو الأول هو الطريقة الوحيدة المربحة للمضي قدماً حتى الآن. تمكّنت الشركة من الحفاظ على موقعها في تكنولوجيا البطاريات القديمة وتحسين عملية الإنتاج، وتأمين الإمدادات اللازمة لصنع البطاريات على نطاق واسع. في الوقت نفسه، تستثمر الشركة في أحدث التطورات وتتعاون أو تدخل في شراكات مع موّردي المكوّنات والمناجم وشركات صناعة السيارات. تُستخدم بطارياتها حالياً في العديد من سيارات "تسلا" التي سيتم تصديرها إلى جميع أنحاء العالم، وبلا شك تلقّت الشركة المساعدة من الإعانات المالية التي قدمتها بكين.

عملاقة صناعة البطاريات تقترب من خطف المركز الثاني في سوق الأسهم الصينية

إن القدرة على الوصول إلى كل جزء من سلسلة التوريد، بدءاً من المواد الخام مثل الليثيوم إلى الكاثود والأنود وتعبئة الخلايا، منحت شركة (كالت) والصين السبق على نطاق أوسع. ساعد موقع الشركة كذلك في تجنبها الزيادات الحادة بأسعار المواد الخام التي ضربت المنافسين، وفي نفس الوقت أدت السيطرة على الموردين والعلاقات الوثيقة مع العملاء إلى تخلصها من بعض ضغوط التكلفة. في المقابل، قامت الشركة بحماية هوامشها الربحية، مما عزّز قدرتها على التوسع وزيادة رأس المال.

التأخر

مع ذلك، تعني الاختلالات المتزايدة في السوق الأوسع والمخاوف من أننا قد نواجه نقصاً عالمياً في البطاريات وتسابق المُصنّعين على تأمين السعة، أن صانعي السيارات يتجهون إلى كل ما هو متاح حالياً، وهنا تكمن المخاطر. سيضغط زخم الطلب على سلاسل التوريد لكي تركز على التكنولوجيا في الوقت القريب، رغم وتيرة التقدّم السريعة وسيصعب التخلّي عنها. وبينما تعمل الصين وشركاتها المُصنّعة على بناء القدرات لتتناسب مع الهدف الآني والمستقبلي كذلك، ما يزال من السابق لأوانه التساؤل حول إمكانية استدامة هذا النهج.

مع ذلك، يعتبر هذا الأمر فرصة بالنسبة للولايات المتحدة. في شهر يونيو، وضعت وزارة الطاقة خارطة طريق لإنشاء سلسلة توريد بطاريات محلية بحلول العام 2030. وبالنظر إلى المكان الذي وصلت إليه الصين، يعتبر هذا الموعد النهائي بعيداً للغاية للاستمرار في المنافسة خلال الموجة الحالية. لكنه في نفس الوقت يمنحها فرصة لتخطّي تحديات تعزيز التبني المبكر والدخول بشكل صحيح عندما تصبح السيارات الكهربائية حقيقة واقعة على نطاق واسع تزامناً مع وعي المستهلكين.

مبيعات البطاريات تقفز عالمياً مع ازدهار الطلب على السيارات الكهربائية

يُمكن للشركات في أمريكا الشمالية وأوروبا المساعدة في إنشاء سلاسل التوريد دون الاندفاع نحو ضرورة أن تكون الأولى في تحقيقها، والتركيز بدلاً من ذلك على أن تكون مستدامة ومرنة بما يكفي لمواكبة التكنولوجيا المتطوّرة بطريقة أكثر اخضراراً. تتطّلع "سباركز إنيرجي سيستيمز"، المحتضنة من قبل مختبر فيدرالي في الولايات المتحدة، إلى تسويق البطاريات المصنوعة محلياً والخالية من الكوبالت بحلول العام المقبل.

يجب أن تبدو سلاسل التوريد مختلفة في المستقبل. فبدلاً من تطوير طرق ثابتة لصنع البطاريات، سنحتاج إلى أنظمة تصنيع مرنة تستطيع التكيّف مع تطوّر الكيمياء وعمليات الإنتاج ومجموعة متنوعة من مصادر المواد الخام، بالإضافة إلى توفير هامش أكبر للتجربة والخطأ. يجب أن تكون النتيجة أكثر استدامة وأقل انبعاثاً لكي يتحقق التقدّم مستقبلاً، ويجب أن يتم بناء سلاسل التوريد مع الأخذ في الاعتبار أن الأشياء ستتغير وربما قريباً جداً. ستواجه الشركات غير الجاهزة مشاكل تتشابه إلى حد كبير مع شركات صناعة السيارات التقليدية في الوقت الحالي، وهي العالقة في طرق تصنيعها القديمة وفي معاناتها لبدء إنتاج المركبات الكهربائية رغم تعهّدها بمليارات الدولارات للقيام بذلك.

مستقبل الطاقة يحتاج إلى بطاريات أنظف

سيعتمد الكثير من هذا على حجم السياسات ودعم رأس المال، ولكن على نهج الشركات المُركّز في صنع البطاريات والتصنيع كذلك. رغم أن الولايات المتحدة أضاعت الموجة الأولى من الفرص، إلا أنها تملك فرصة حالياً للفوز بالسباق التقني والتأكدّ من استمرار ظهور أفضل البطاريات وتصنيعها على نطاق واسع. إذا تم تنفيذ هذه العملية بشكل ديناميكي ستكون سلاسل التوريد مرنة أيضاً، وإلا بقيت الصين وأمثال شركة (كالت) في المقدمة.