الولايات المتحدة تفرض عقوبات على سفينة لمشاركتها في "نورد ستريم 2"

أنابيب من خط "نورد ستريم 2" في ألمانيا بانتظار تركيبها في قاع البحر
أنابيب من خط "نورد ستريم 2" في ألمانيا بانتظار تركيبها في قاع البحر المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

فرضت الولايات المتحدة عقوبات على سفينة تشارك باستكمال خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" في ظل سعي إدارة بايدن لممارسة مزيد من الضغط على روسيا دون استعداء القادة الألمان المصممين على استكمال المشروع.

وسمت الإدارة في تقرير أرسلته إلى الكونغرس الاثنين "ترانسادريا" (Transadria)، وهي كيان مقرّه قبرص يُعتقد أنه شركة صورية روسية، تنفذ أعمالاً في خط الأنابيب بواسطة إحدى سفنها، "مارلين" (Marlin)، وفقاً لبيان من وزير الخارجية أنتوني بلينكين.

تسييس خطوط أنابيب الغاز الطبيعي سيعاني منه الجميع

أشير لسفينة أخرى، تُعرف باسم "بلو شيب" (Blue Ship)، لعملها في خط الأنابيب شبه المكتمل، ولكن لم تُفرض عليها عقوبات، لأنها تابعة لكيان مرتبط بالحكومة الألمانية، حسب مسؤول أمريكي طلب عدم كشف هويته. سمحت السلطة البحرية الدنماركية لسفينة "بلو شيب" بصف الصخور على طول طريق "نورد ستريم 2"، وشوهدت السفينة في مياه البلطيق في 11 نوفمبر.

ذُكرت السفينتان في تقرير يتعيّن على الإدارة إرساله إلى الكونغرس كل 90 يوماً كجزء من قانون أُقر في 2020 بهدف إبطاء أو وقف استكمال خط الأنابيب.

إرضاء الكونغرس

لا يرجح أن تُهدِّئ هذه الخطوة منتقدي إدارة بايدن في الكونغرس؛ حيث يريد المشرعون من كلا الحزبين أن تتخذ الولايات المتحدة موقفاً أكثر صرامة ضد مشروع يقولون إنه يُقوّض الأمن الأوروبي عبر منح روسيا مزيداً من النفوذ على القارة. كما أوقف السناتور الجمهوري عن ولاية تكساس، تيد كروز، معظم مرشحي وزارة الخارجية للرئيس جو بايدن بشأن هذه القضية.

جادل مسؤولو الإدارة بأن خط الأنابيب اكتمل بنسبة 90% حين توليهم مناصبهم، وأن المزيد من الإجراءات العقابية لن يؤدي إلا إلى إقصاء ألمانيا، الحليف الرئيسي لحلف شمال الأطلسي وداعم المشروع. تأتي الخطوة الأمريكية الأخيرة فيما تواجه أوروبا أزمة طاقة أدت لارتفاع أسعار الكهرباء.

خلال شهور قليلة.. "نورد ستريم 2" جاهز للانطلاق وحل أزمة الطاقة في أوروبا

قال بلينكين في بيان: "حتى مع استمرار الإدارة بمعارضة خط أنابيب (نورد ستريم 2)، بما يشمل عقوباتنا، نواصل العمل مع ألمانيا والحلفاء والشركاء الآخرين من أجل تقليل المخاطر التي يُشكِّلها خط الأنابيب على أوكرانيا ودول الناتو والاتحاد الأوروبي في الخطوط الأمامية، وللتصدي للأنشطة الروسية الضارة، بما فيها تلك المتعلقة بالطاقة".

يبدو أن الحاجز الرئيسي أمام تدفق الغاز بعد ملء أول خطين من الأنابيب بات بيروقراطياً، حيث أوقفت جهة الرقابة الألمانية على الطاقة الأسبوع الماضي عملية اعتماد خط الأنابيب، ما أدى لارتفاع أسعار الغاز الأوروبية بما بلغ 12%.

سلاح الطاقة

علاوةً على ذلك، قال المسؤول الأمريكي في إشارة للتوترات المتصاعدة بين روسيا وأوروبا، إن روسيا تداني استخدام الطاقة كسلاح، مشيراً إلى أن اتخاذ قرار رسمي بفعل ذلك سيؤدي إلى رد إضافي يُرجح أن يشمل عقوبات جديدة على قطاع الطاقة الروسي.

وافقت الإدارة في يوليو على صفقة مع ألمانيا تُقدّم مساعدة جديدة لأوكرانيا، التي تعارض "نورد ستريم 2"، بهدف تعزيز وتحديث قطاع الطاقة لديها وضمان إمدادات عكسية من الغاز إلى البلاد في حال حاولت روسيا، التي تحشد نحو 100 ألف جندي على حدودها، قطع الإمدادات.

روسيا ترهن ضخ الغاز إلى أوروبا بالموافقة على تشغيل "نورد ستريم 2"

قال المسؤول الأمريكي إن التوقع الحالي هو أن خط أنابيب "نورد ستريم 2" لن يعمل قبل عدّة أشهر. أضاف المسؤول أن ذلك قد يصب في مصلحة الولايات المتحدة، لأنه سيعطي مزيداً من الوقت لتحديث قطاع الطاقة في أوكرانيا وللقادة في كييف للتفاوض مع روسيا بشأن اتفاقية جديدة لنقل الغاز على خط أنابيب منفصل.

قالت وزارة الخارجية في تقرير سابق حول "نورد ستريم 2" في مايو إن شركة "نورد ستريم 2" (Nord Stream 2) ورئيسها التنفيذي ماتياس وارنيغ، متورطان بنشاط خاضع للعقوبات بموجب قانون الولايات المتحدة، إلا أن الإدارة ستتنازل عن العقوبات لأسباب تتعلق بالأمن القومي، وما تزال هذه التنازلات سارية.