ترشيح باول لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي إيجابي للأصول الخطرة

جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، يتحدث في مبنى المكتب التنفيذي لأيزنهاور في واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة، يوم الاثنين 22 نوفمبر 2021. اختار بايدن باول لفترة ثانية مدتها أربع سنوات كرئيس لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وترقيته برينارد لمنصب نائب الرئيس ، والحفاظ على الاتساق في البنك المركزي في الوقت الذي يكافح فيه أسرع تضخم منذ ثلاثة عقود إلى جانب الآثار المستمرة لوباء كوفيد.
جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، يتحدث في مبنى المكتب التنفيذي لأيزنهاور في واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة، يوم الاثنين 22 نوفمبر 2021. اختار بايدن باول لفترة ثانية مدتها أربع سنوات كرئيس لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وترقيته برينارد لمنصب نائب الرئيس ، والحفاظ على الاتساق في البنك المركزي في الوقت الذي يكافح فيه أسرع تضخم منذ ثلاثة عقود إلى جانب الآثار المستمرة لوباء كوفيد. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يعتبر ترشيح جيروم باول للولاية الثانية لرئاسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أمراً إيجابياً على صعيد الأصول الخطرة، رغم الهبوط التلقائي المتوقع نتيجة إعادة تسميته، بحسب خبراء استراتيجيين.

وحول تفاعل السوق مع تلك المعطيات الجديدة، قال الخبراء الاستراتيجيون إن الأسهم من المفترض لها أن تستفيد من انحسار حالة عدم اليقين، كما أنه من الأرجح أن تهدأ السوق خلال الأيام القليلة المقبلة. مشيرين إلى أن تحول التركيز حالياً نحو إتمام التقليص التدريجي لبرنامج التحفيز المالي بشكل أسرع مما هو متوقع، من المفترض أن يدعم سعر صرف الدولار.

بايدن يُرشح جيروم باول لولاية ثانية في رئاسة "الاحتياطي الفيدرالي"

هبطت أسواق الأسهم وسندات الخزانة الأمريكية في أعقاب صدور قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي عزز التكهنات حول احتمالية قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بتشديد السياسة النقدية بوتيرة أسرع. وارتفع سعر صرف الدولار لأعلى مستوياته منذ سبتمبر 2020، وانخفض سعر صرف الين الياباني ليتخطى 115 ين مقابل الدولار الواحد لأول مرة منذ مارس 2017 كما هبطت أسعار الذهب.

يعد باول، الذي يشغل منصب رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي منذ عام 2018، أكثر تشدداً إلى حد ما من منافسته لايل برينارد، ومن الأرجح أن يحافظ على توجهه حيال السياسة النقدية مستقبلاً. يتوقع المستثمرون أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة عن المستوي الذي يقترب من الصفر في شهر يونيو المقبل، بحسب عمليات التسعير في أسواق العقود الآجلة.

فيما يلي عرض لمجموعة تعليقات عن رؤية الأسواق:

تراجع اللايقين أمر إيجابي للأصول الخطرة

قال خبراء استراتيجيون من "جيه بي مورغان تشيس آند كو" على رأسهم ماركو كولانوفيتش: "يقلل قرار إعادة تعيين باول في منصبه من حالة عدم اليقين، ومن ثم فمن المفترض أن يخلق تأثيراً إيجابياً على الأصول ذات المخاطر. من الناحية التاريخية، تختبر الأسواق الرؤساء الجدد لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، لذا نعتقد أنه سيتم تلافي تلك النتيجة. علاوة على ذلك، ستسفر تجربة باول في النصف الثاني من 2018، عندما ساعد تشديد السياسة النقدية على تراجع السوق بقوة حتى نهاية ذلك العام، عن تبني نهج يتسم بالحذر حيال التشديد خلال العام القادم على الأرجح".

باول: التوقيت الحالي غير مناسب لرفع الفائدة ونرغب في تعافي سوق العمل

قال جوان فيني، الشريك في "أدفيسورز كابيتال مانجمنت": "تعد الاستمرارية أمراً جيداً، فهي ستؤدي إلى التخلص من جانب من حالة عدم اليقين والفوضى التي ستنجم عن جلسات الاستماع في مجلس الشيوخ الخاصة بالسوق ما سيكون له أثر إيجابي تماماً، وهذا التأكيد الدائم بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي يعتبر في الواقع مسألة حسنة بالفعل بالنسبة للاقتصاد الأمريكي، ولمكانتنا في الاقتصاد العالمي، وهذا يصنع منها فعلاً ظروفاً إيجابية على صعيد الاستثمار في سوق الأسهم. بيد أنه بات واضحاً أن الناس تراهن حالياً على زيادة مبكرة في أسعار الفائدة الأساسية، وربما التقليص التدريجي لبرامج التحفيز المالي بشكل أسرع، وهو الأمر الذي سيسفر عن تقليص المكررات، وبصفة خاصة في الأسهم ذات مكررات الربحية المرتفعة".

من جهته، قال جورج بول، رئيس "ساندرز موريس هاريس": "ستؤدي إعادة ترشيح باول إلى التخلص من التأثير السلبي المحتمل في الأسواق وتقدم مشاعر الثقة التي يتطلع المستثمرون إليها. يعتبر باول مسؤولاً جيداً وصاحب تجربة، ويتمتع بالاحترام ومعروف على مستوى الأسواق".

"بينما بقاء باول في منصب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لن يسفر عن تحرك كبير حديث في الاتجاه الصاعد للأسهم، إلا أن تغييره كان من الممكن أن يسفر عن خلق ضغوط هبوطية كبيرة على السوق، حيث يكره المستثمرون حالة عدم اليقين ومواجهة المجهول. كان تغيير جيروم باول سيكون بمثابة البعث بإشارة نفسية بأن المسؤولين التقدميين لديهم نفوذ قوي، وهو الأمر الذي من شأنه أن يبث مشاعر القلق في الأسواق".

الدولار يستطيع البقاء متماسكاً

قال خبراء استراتيجيون في شركة "تي دي سيكيوريتيز"، من بينهم جيم أوسولفيان: "نعتقد أن إعادة ترشيح باول ستقدم الدعم لسعر صرف الدولار حالياً، رغم تراجع الإقبال بشكل واسع. ونرى أن الدولار من الممكن أن يظل متماسكاً نظراً لأن السوق يقوم باستيعاب احتمالية حدوث تقليص تدريجي لبرنامج التحفيز المالي بوتيرة أسرع".

بعد ترشيح باول.. الدولار يرتفع لأعلى مستوى في 4 سنوات مقابل الين

وعلى الجانب الآخر، أضافوا: "مازلنا نعتقد أن التاريخ سيعيد نفسه، حيث تهرع الأسواق إلى تسعير توقعات صعود أسعار الفائدة الأساسية. وسيسمح تباطؤ معدلات النمو والتضخم أيضاً خلال عام 2022 للمسؤولين في الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على الأرجح بالتمسك بالصبر في محاولتهم للوصول إلى أعلى مستوى من معدلات التوظيف. وبناء عليه، لا نتوقع ضعف البيانات على نحو كبير خلال الشهرين القادمين، ومن ثم ربما تتصاعد الضغوط على المسؤولين في الاحتياطي الفيدرالي لكي يظهر/ يبدو على الأقل أكثر تشدداً في سياسته النقدية في الأجل القريب، متضمنة جلسات الاستماع لاعتماد قرار إعادة التعيين والرسم الإحصائي للبيانات لشهر ديسمبر المقبل".

قال كريس ويستون، رئيس وحدة الأبحاث في شركة "بيبيرستون فاينانشال بي تي واي": "ثمن المضاربون على صعود الدولار قرار إعادة تسمية جيروم باول في منصب رئيس الاحتياطي الفيدرالي واختيار برينارد نائبة للرئيس. لم تأت النتيجة مخالفة للتوقعات بطريقة ما، بيد أن السوق أنهي التحوط ضد تغير رئاسة الفيدرالي لشخص يتمتع بمرونة أكثر، حيث كان تعيين برينارد أمراً وارداً. وكانت فكرة الاستمرارية في السياسة النقدية أساساً لتسعير زيادة سعر الفائدة في شهر يونيو 2022 بنسبة 96%، مع تسعير 2.8 زيادة أخرى حتى نهاية 2022".

أقل مرونة، لكن سيسود الهدوء السوق

يرى خبراء استراتيجيون في شركة "ويلز فارغو" من بينهم مايك شوماخر: "تعتبر تحركات السوق في هذا الاتجاه بديهية، وتتماشى مع توقعاتنا، بيد أننا نأمل أن تهدأ السوق في غضون يوم أو اثنين".

لدى باول أو برينارد الدعم الكافي لتولي رئاسة الاحتياطي الفيدرالي

من جهته، قال فيليب ماري، كبير المحللين الإستراتيجيين المختص بالولايات المتحدة في رابوبنك "يُنظر إلى باول على أنه أقل تشدداً مقارنة بـ "برينارد" ويمتلك نهجاً بدرجة صرامة أقل فيما يتعلق بالعمليات التنظيمية". رغم ذلك، أضاف أن "الفوارق بين الشخصيتين محدودة"، و"في ظل استمرار بلوغ معدلات التضخم مستويات تفوق المتوقع، كان عليها أيضاً التصدي لمعضلة ارتفاع التضخم".