الأمطار الغزيرة تضر بالقمح الأسترالي في أصعب توقيت

مخزون من القمح في مستودع في منشأة تخزين ريوردان غرينز في باليانج، فيكتوريا، أستراليا
مخزون من القمح في مستودع في منشأة تخزين ريوردان غرينز في باليانج، فيكتوريا، أستراليا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

لدى أولئك القلقون بشأن ندرة القمح عالي الجودة حول العالم، سبب آخر يدعو للخوف: هطول أمطار غزيرة في وقت غير مناسب في أستراليا، أحد أكبر مصدري الحبوب في العالم.

ففي الوقت الذي يستعد فيه المزارعون للتوجه إلى الحقول وجني حصاد وفير، تسببت الأمطار الغزيرة في تدمير المحاصيل في مناطق النمو الرئيسية في شرق البلاد، مما أدى إلى تعثر الآلات وتصاعد المخاطر الكبيرة بشأن تقلص الإنتاج ما قد يؤدي إلى تفاقم النقص العالمي في طحن القمح.

طفرة أسعار القمح تمنح أستراليا والأرجنتين أرباحاً غير مسبوقة

تعتبر الأمطار الغزيرة أمراً اعتيادياً عند حدوث الظاهرة الجوية "إل نينو" (التذبذب الجنوبي)، والتي قال مكتب الأرصاد الجوية الأسترالي يوم الثلاثاء إنها بدأت الآن. تجلب هذه الظاهرة هطول أمطار أعلى من المتوسط إلى المناطق الشرقية والشمالية من أستراليا وجنوب شرق آسيا، والطقس الجاف في أجزاء من الأمريكتين.

قال أولي هوي، الرئيس التنفيذي لشركة "أيكون كوموديتيز": "ليس هناك شك في أن الجميع يخفضون تصنيف القمح، لدرجة أننا سنحصل على قمح علف أكثر بمقدار 200% إلى 300% من العام العادي". وتوقع أن تواجه ولاية نيو ساوث ويلز أكبر الخسائر في ظل تعرض حوالي 30-40% من إجمالي الإنتاج للخطر كونه علفاً حيوانياً منخفض الجودة – مقارنة بحوالي 8% فقط في عام عادي.

ومع ذلك، فإن أستراليا في طريقها لإنتاج 37 مليون طن من القمح هذا الموسم، وفقاً لـ"أيكون"، حيث لم يتأثر الإنتاج من غرب أستراليا إلى حد كبير بالأمطار الغزيرة. وإذا بقيت الظروف على حالها خلال الموسم، فمن المحتمل أن يتم خفض تصنيف المحصول الوطني بنسبة 15% -20% فقط للتغذية، كما قال هوي، الذي أضاف أنه حتى العلف سيتمتع "بوفرة من الطلب".

ويضيف هوي: "هل ستقلل من صادراتنا؟ على الاغلب لا. هل ستحافظ على أسعار عالية للجودة؟ نعم... هل هي الصفقة الكبيرة؟ بالتأكيد".

تفوق توقعات "أيكون" حول إنتاج القمح بعض التقديرات الأخرى. إذ تقدر وزارة الزراعة الأمريكية، على سبيل المثال، المحصول عند 31.5 مليون طن، بانخفاض عن الرقم القياسي للعام الماضي الذي بلغ 33 مليون طن، لكنه لا يزال واحداً من أكبر المحاصيل على الإطلاق.

في حين أن الضرر لا يبدو سيئاً مثل هطول الأمطار الغزيرة في عام 2011، عندما أدى إلى انخفاض حاد في الإنتاج إلى حوالي 75% من محصول نيو ساوث ويلز، إلا أنه تسبب في ندرة الإمدادات عالية الجودة على مستوى العالم أدت إلى الاعتماد على الحصاد الأسترالي للإغاثة، مع التركيز بشكل خاص على الساحل الشرقي الذي يميل إلى زراعة أصناف ذات محتوى بروتين أعلى من المناطق الغربية.

معدلات الطقس على مدى عقد زمني..بصمات لا يمكن تجاهلها لتغيّر المناخ

دفع الطلب الشديد الأسعار المعيارية في بورصة شيكاغو إلى أعلى مستوياتها في عدة سنوات. وفي الوقت نفسه، أدى الوضع المتدهور إلى ارتفاع الأسعار في أستراليا، حيث قفزت العقود الآجلة لقمح شرق أستراليا إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2019.

يقول هوي "تقل المواصفات العامة لجودة البروتين للمحصول الحالي عن العام العادي وفي سنوات عديدة لا يهم... لكن نظراً لأننا فقدنا إمكانية الوصول إلى الكثير من الحبوب الروسية هذا العام، فقد واجهتنا مشكلة مع المحصول الكندي، وكنا ننظر إلى أستراليا بحثاً عن هذا القمح عالي البروتين".