هل ترفع بريطانيا أسعار الفائدة في ديسمبر؟ التاريخ ينفي

انعكاس مبنى بنك إنجلترا على سطح بقعة ماء
انعكاس مبنى بنك إنجلترا على سطح بقعة ماء المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

الاقتصاديون والتجار مقتنعون بأن بنك إنجلترا سيرفع أسعار الفائدة في ديسمبر لأول مرة منذ بداية جائحة كورونا، غير أن الطلاب الذين يدرسون تاريخ البنك المركزي قد تساورهم بعض الشكوك.

رفع بنك إنجلترا أسعار الفائدة مرة واحدة فقط في ديسمبر خلال 45 عاماً مضت، ومن غير المحتمل كذلك أن يتحرك في شهور غير التي يعلن فيها توقعاته، حيث يعقد مؤتمراً صحفياً لتفسير قراره للجمهور. سيكون المؤتمر التالي للبنك من هذا النوع في فبراير.

هؤلاء التسعة يحسمون قرار "بنك إنجلترا" برفع الفائدة الخميس المقبل

تأتي عطلة عيد الميلاد بعد ما يزيد قليلاً عن أسبوع من قرار أسعار الفائدة في 16 ديسمبر، وكان صناع السياسة النقدية بقيادة حاكم البنك المركزي أندرو بيلي يوضحون أسباب احتمالات امتناعهم عن رفع أسعار الفائدة.

مسيرة التعافي

قد تدفع هذه العوامل بنك إنجلترا للتردد في إفساد مسيرة التعافي العسيرة من آثار جائحة كورونا بفترة تشقف في السياسة النقدية حتى ينتهي موسم الإجازات.

قال أندرو سنتانس، الذي عمل في لجنة السياسة النقدية بين 2006 و2011: "إن توقيت اجتماع البنك مربك، فهو يأتي قبل سبعة أيام عمل فقط من بداية الإجازات، وهو وقت صعب جداً أن تقرأ فيه البيانات الاقتصادية إذ لن نستطيع أن نعرف كيف أثرت إجازة عيد الميلاد على أداء تجارة التجزئة والتوظيف".

أضاف قوله: "أستطيع أن أتصور أعضاء اللجنة الذين يتبنون مواقف أكثر حذراً وهم يقولون: انتظر حتى فبراير فسوف تتاح لنا بيانات فترة عيد الميلاد".

يشدد بنك إنجلترا دائماً على أنه قد يتخذ إجراءات في أي اجتماع، ويحتمل أن يتحرك مسؤولو البنك إذا رأوا حاجة لاتخاذ إجراء ما في مواجهة ارتفاع التضخم. ورغم ذلك، هناك ثلاثة أسباب تجعل أي تحرك يبدو استثنائياً:

  • معضلة ديسمبر

إن المرة الوحيدة التي رفع فيها بنك إنجلترا أسعار الفائدة في ديسمبر على مدى العقود الأربعة الماضية كانت في 1994، عندما تعافى الاقتصاد من أزمة خروجه من آلية أسعار الصرف الأوروبية قبلها بأعوام.

قام بنك إنجلترا برفع تكلفة الاقتراض مرة واحدة في ديسمبر منذ استعاد سلطته على السياسة النقدية في 1997. قد خفض أسعار الفائدة ثلاث مرات في آخر شهر من تلك السنة.

  • التركيز على التوقعات

جاءت ثمانية فقط من 21 مناسبة لرفع أسعار الفائدة من قبل بنك إنجلترا منذ 1997 في شهور لم يعرض البنك توقعاته الاقتصادية عبر "تقرير التضخم"، أو بنسخته الحالية بعنوان "تقرير السياسة النقدية".

كانت آخر مرة في يوليو 2007. كان عندها بنك إنجلترا قد أطلق دورة تقشف في السياسة النقدية بدأت برفع الفائدة في سبتمبر من عام 1999 وانتهى إلى رفع أسعارها خمس مرات على مدى سبعة لقاءات.

  • خميس واحد غير عادي

أطلق مارك كارني مصطلح "الخميس غير العادي" (Super Thursday) حين كان حاكماً لبنك إنجلترا في 2015، تعبيراً عن لقاءات ربع السنوية حين يعلن البنك المركزي في نفس الوقت قراره ومحضر الاجتماع والتوقعات ويعقد مؤتمراً صحفياً.

منذئذ لم يغير البنك المركزي سياسته في أسعار الفائدة إلا في تلك الاجتماعات، باستثناء الإجراءات الطارئة التي اتخذها خلال فترة انتشار الجائحة.