أسبوع عصيب للأسواق ينتهي بتقلبات عنيفة بسبب سلالة كورونا الجديدة

سلالة جديدة من كورونا تظهر في جنوب أفريقيا تثير مخاوف الأسواق العالمية وتدفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة
سلالة جديدة من كورونا تظهر في جنوب أفريقيا تثير مخاوف الأسواق العالمية وتدفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تخلص المستثمرون من الأصول الخطرة، وأقبلوا على الملاذات الآمنة في الأسواق العالمية اليوم الجمعة، مع ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا.

المخاوف من أن السلالة الجديدة التي اُكتشفت لأول مرة في جنوب أفريقيا قد تنتشر دولياً، وتحبط الانتعاش الاقتصادي عالمياً، قد دفعت سندات الخزانة والين إلى الارتفاع، بينما انخفض الراند، عملة جنوب أفريقيا، إلى أدنى مستوياته في عام.

انخفضت الأسهم الآسيوية والعقود الآجلة للأسهم الأمريكية وسط نبرة العزوف عن المخاطرة كما تراجعت أسعار النفط الخام.

هذا ما نعرفه عن سلالة فيروس كورونا الجديدة

قلق عالمي من السلالة الجديدة

في حين لا يزال يتعين على الباحثين تحديد ما إذا كانت السلالة (B.1.1529) أكثر قابلية للانتقال، أم مميتة أكثر من السلالات السابقة، سارعت السلطات في جميع أنحاء العالم إلى التحرك سريعاً.

حظرت بريطانيا وإسرائيل مؤقتاً الرحلات الجوية من جنوب أفريقيا وخمس دول مجاورة كإجراء احترازي.

أكدت هونغ كونغ وجود حالتي إصابة بالسلالة الجديدة من الفيروس لدى المسافرين القادمين إليها، بحسب ما أعلنت الحكومة مساء الخميس. (بالتوقيت المحلي).

سلالة جديدة من "كورونا" تهبط بأسعار النفط إلى أدنى مستوى منذ سبتمبر

كانت تلك العوامل كافية لدفع المتداولين إلى التصرف أولاً وطرح الأسئلة لاحقاً، في ضوء نقص المعلومات حول السلالة الجديدة.

قال جاستن تانغ، رئيس قسم الأبحاث الآسيوية في "يونايتد فيرست بارتنرز": "هناك عمليات تحوط ضد المخاطر تحدث من اليابان إلى أفريقيا بسبب المخاوف إزاء سلالة جديدة من الفيروس تم اكتشافها في جنوب أفريقيا، لكن الأمر الجيد هو أن دولاً مثل بريطانيا تتصرف بسرعة للحد من انتشارها".

"بالنظر إلى أن العالم قد مر بهذا من قبل مع (دلتا)، هناك بالفعل دليل للتصرف في مثل هذه المواقف- حتى لو استمرت السلالة الجديدة فترة طويلة" .

سلالة "كورونا" الجديدة وقوة الينّ تهبطان بالبورصة اليابانية لأدنى مستوى في 5 أشهر

تراجع عملات الأسواق الناشئة

قفزت سندات الخزانة عبر آجال استحقاق مختلفة. انخفض عائد السندات لأجل 10 سنوات -معيار السندات عالمياً- 9 نقاط أساس إلى 1.54% مع استئناف التداول النقدي بعد عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة. انخفضت السندات لأجل خمس سنوات 11 نقطة أساس إلى 1.23%.

ارتفع الين 0.7%، بينما ارتفع مقياس التقلبات المتوقعة في "ستاندرد آند بورز 500". تراجعت عملات الأسواق الناشئة، بما في ذلك الراند، والبيزو المكسيكي، والليرة التركية، بأكثر من 1%.

"بتكوين" تهوي 20% من أعلى مستوي تاريخي بسبب سلالة "كورونا" الجديدة

صدمة في قطاع السفر

كانت أسهم شركات الطيران وشركات السفر الأخرى في جميع أنحاء آسيا من بين أكبر الخاسرين، حيث تصرف المتعاملون مع احتمالية فرض قيود إضافية على الرحلات الجوية.

تراجعت أسعار النفط، بعد أن أثارت السلالة الجديدة مخاوفاً بشأن آفاق الطلب على الطاقة، قبل أن تجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها الأسبوع المقبل بشأن السياسة الإنتاجية.

يجتمع تحالف "أوبك +" في 2 ديسمبر لاتخاذ قرار بشأن الإنتاج لشهر يناير، بعد التحرك غير المسبوق من جانب الولايات المتحدة ودول أخرى للاستفادة من المخزونات الإستراتيجية لكبح ارتفاع أسعار الطاقة.

"أوبك+" قد تعدل سياسة إنتاج النفط لمواجهة سلاح الاحتياطي الإستراتيجي

في الوقت نفسه، تفوقت سلة من الأسهم الآسيوية التي تتابعها بلومبرغ- الخاصة بالبقاء في المنزل، بما في ذلك ألعاب الفيديو وخدمات الإنترنت وأسماء الرعاية الصحية– في التعاملات المبكرة.

الأعصاب المتوترة

أصاب التوتر أعصاب المستثمرين عالمياً بالفعل الأسبوع الجاري، وسط مخاوف بشأن سحب حزم التحفيز من جانب الاحتياطي الفيدرالي والارتفاع المستمر في التضخم على ما يبدو.

تعرضت أسهم التكنولوجيا مرتفعة السعر للضغط، وشهدت أسعار العملات المشفرة تقلبات متزايدة، كما ارتفعت تكلفة الحماية من الانخفاض في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500".

انتشرت حركة التحوط ضد المخاطر يوم الجمعة إلى رهانات المتداولين بشأن رفع الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة العام المقبل، مع ارتفاع أسعار عقود اليورو دولار الآجلة في ديسمبر 2022. وهي علامة على انخفاض التوقعات بشكل طفيف.

مع ذلك، فإن التقدم ما هو إلا انعكاس لانخفاض هذا الأسبوع والذي سيطر عليه التصريحات المتفائلة نسبياً من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي.

ضعف السيولة

ربما أدى تأثير عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة إلى تفاقم التحركات في التعاملات المبكرة.

كانت الأحجام في العقود الآجلة للأسهم الأمريكية أقل بنسبة 10% تقريباً من متوسطها لمدة 30 يوماً، حتى ظهر اليوم (بالتوقيت المحلي) في طوكيو، كما كان النشاط في الشركات المدرجة على مؤشر "هانغ سنغ" في هونغ كونغ.

قال ألفين تي تان، رئيس إستراتيجية الصرف الأجنبي في آسيا لدى "أر بي س كابيتال ماركتس" في هونغ كونغ: "إن معنويات العزوف عن المخاطرة تتعاظم بالنظر إلى ضعف السيولة مع حلول بدء يوم جديد في آسيا بالإضافة إلى عطلة الولايات المتحدة".