"أوميكرون" يوجه ضربة مفاجئة لقطاع السياحة المتداعي في جنوب أفريقيا

بريتوريا، جنوب أفريقيا
بريتوريا، جنوب أفريقيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يهدد اكتشاف فيروس "أوميكرون" وهو من سلالة كورونا، بخروج تعافي جنوب أفريقيا من أعمق انكماش اقتصادي لها منذ ما يقرب من ثلاثة عقود عن مساره، وذلك بعد أن حظر العديد من الدول الأوروبية السفر من وإلى البلاد قبل موسم العطلة الصيفية.

توجه هذه القيود ضربة أخرى لصناعة السياحة المتداعية في جنوب أفريقيا، والتي انهارت تحت وطأة إغلاق الحدود وعمليات الإغلاق المحلية التي لا تكاد تتوقف لتبدأ على مدار عام ونصف.

وزير الصحة: جنوب أفريقيا تُعاقب لأسباب "غير مبررة"

انتكاسة للسياحة

قال سيوبان ريدفورد، الخبير الاقتصادي في بنك "راند ميرشانت" التابع لمجموعة "فيرست راند": "سيمثل هذا انتكاسة مهمة بالنسبة لجنوب أفريقيا ذات القطاع السياحي الضعيف بالفعل، والتي كانت تستعد لتشهد تدفق السياح الأجانب المزودين بالعملة الصعبة خلال موسم الأعياد".

أعلنت المملكة المتحدة، التي تُمثِّل أكبر مصدر من السياح الأجانب إلى جنوب أفريقيا، عن حظرٍ مؤقت للرحلات الجوية إلى الدولة وخمسة من جيرانها بسبب مخاوف متعلقة بالاكتشاف الجديد، المسمى بفيروس "أوميكرون".

بريطانيا تحظر السفر من جنوب أفريقيا وجيرانها بسبب فيروس "أوميكرون"

أثارت هذه الخطوة غضب المسؤولين في جنوب أفريقيا، حيث لا يزال العلماء يحاولون تحديد ما إذا كانت السلالة الجديدة أكثر قابلية للانتقال أو أكثر فتكاً من الأنواع السابقة.

وقالت وزيرة الخارجية، ناليدي باندور، إن القرار جرى استعجاله، بينما قالت وزيرة السياحة، لينديوي سيسولو، إنها تخطط لمناقشة حظر الطيران مع المسؤولين الذين سيحضرون الجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية في مدريد الأسبوع المقبل.

قال وزير المشروعات العامة، برافين جوردهان، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ يوم الجمعة: "نحن بحاجة إلى النظر إلى هذا باعتباره قضية عالمية، مثل التغير المناخي نفسه إلى حد ما، وإن هذه السلالات ستنتشر".

وقال: "أنا متأكد من أنه في الأيام العشرة المقبلة أو نحو ذلك سيكون هناك مزيد من الوضوح بعد القيام بمزيد من العمل حول التأثير الذي سيحدثه الفيروس ومدى انتقاله".

"أوميكرون" يرفع معدلات تذبذب العملات

ساهم السفر والسياحة بنسبة 7% في الناتج المحلي الإجمالي لجنوب أفريقيا في أوقات ما قبل الجائحة، وفقاً لمجلس السفر والسياحة العالمي.

ورغم أنه أقل من المتوسط ​​العالمي، إلا أنه يمثل حوالي 1.5 مليون وظيفة في بلد يبلغ معدل البطالة فيه 34.4%، وهي النسبة الأعلى بين 82 دولة تتبعها بلومبرغ.

تداعيات الفيروس الجديد

تُطبق جنوب أفريقيا حالياً أدنى مستوى من إجراءات الإغلاق، لكن السلالة الجديدة دفعت ما يسمى بمجلس قيادة إجراءات مكافحة فيروس كورونا ومجلس الوزراء إلى الدعوة لعقد اجتماع في عطلة نهاية الأسبوع.

قد يفرض الرئيس، سيريل رامافوزا، قيوداً محلية أكثر صرامة، بما في ذلك حظر بيع الكحول، لتجنيب المراكز الصحية عبء الحوادث والعنف المرتبط بالمشروبات، في الأيام المقبلة.

إليكم ما يقوله المحللون حول التأثير المحتمل للسلالة الجديدة على جنوب أفريقيا واقتصادها:

بيرند بيرغ، محلل الأسواق الناشئة في بنك "جيه سافرا ساراوين":

"هناك سلالة جديدة تسبب الكثير من التقلبات في الأسواق بالتأكيد، ومن الواضح أن جنوب أفريقيا تعمل على تسعير علاوة المخاطرة في الوقت الحالي، في عمليات البيع الضخمة في أسواق العملات وأسواق السندات في جنوب أفريقيا. أعتقد أنه من السابق لأوانه وصف مدى خطورة سلالة الفيروس الجديدة، ولكن من الواضح أن لها أثراً سلبياً للغاية على التوقعات الاقتصادية والأسواق العالمية الناشئة".

نيكي فايمار، كبير الاقتصاديين في "نيد بنك":

"حظرت المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا الآن الرحلات الجوية من وإلى جنوب أفريقيا. طلبت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى القيام بالمثل، وهذا يعني أن السياحة والضيافة في جنوب أفريقيا، وحتى المطاعم والأشكال أخرى من خدمات الطعام، والتي تمثل ذلك الجزء الكبير من الاقتصاد الذي كان يعاني من الألم لفترة طويلة، سيتعرض لضغط أكبر الآن. بدأ الأمر يصبح حرجاً، وفي حال استمراره، سنجد أنفسنا في نهاية المطاف في موقف تنهار فيه المزيد من الشركات، وسيفقد المزيد من الأشخاص وظائفهم وسترى خسارة دائمة في السعة".

بيتر ورثينغتون، كبير الاقتصاديين في مجموعة "أبسا":

"يعد هذا رادعاً كبيراً للسياحة، مباشرة عند المنعطف أثناء بدء القطاع في الانتعاش للتو، بعد حوالي عامين من الركود. ومع ذلك، ما زال الوقت مبكراً للغاية، ومن السابق لأوانه أن نقول إلى أي مدى ستكون هذه السلالة سيئة، من حيث قابليتها للانتقال والقدرة على تجنب الاستجابة المناعية، أو مدى سرعة زيادة العدوى الجديدة".

رايان وودز، رئيس التداول في "إندبندينت سيكيوريتيز":

"تسبب هذا النوع الجديد من كوفيد في الكثير من عمليات البيع بدافع الذعر، في جميع المجالات هنا إلى حد كبير - وضعف الراند إلى حد كبير. قد يكون الرأي السائد في السوق هو أن "عيد الميلاد الآن، لا سيما في الجانب السياحي من المنظور، لن يبدو جيداً وستكون كارثة محتملة لأولئك الذين يحاولون البقاء على قيد الحياة خلال هذه الفترة، لأنه قد يكون مجرد ناقوس الموت".

ديس مايرز، كبير المحللين في "أفريفوكس سيكيوريتيز":

"تتغير الأمور بسرعة كبيرة مع هذه السلالة الجديدة من كوفيد، ومن الواضح أن لها تأثيراً سلبياً للغاية على قطاعي السفر والترفيه. وإن عدنا إلى ما حدث في عام 2020، عندما ضرب فيروس كوفيد، كان لدينا انهيار كبير في أسعار أسهم هذه الشركات، كلها ​​انهارت ولدينا الآن شيء مشابه يحدث هنا".