الوباء قد يضطر المسافرين إلى استبدال موسم التزلج بعطلات صيفية

متزلجون في منتجع كابرون في جبال الألب النمساوية يوم 5 فبراير 2018
متزلجون في منتجع كابرون في جبال الألب النمساوية يوم 5 فبراير 2018 المصدر: غيتي إيمجز
Andrea Felsted
Andrea Felsted

Andrea Felsted is a Bloomberg Opinion columnist covering the consumer and retail industries. She previously worked at the Financial Times.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

إن آخر ما يحتاج إليه قطاع السفر المتضرر اليوم، هو تزايد عدد الإصابات بفيروس كورونا في أوروبا.

مع ذلك، لا يزال من المبكر أن تشعر شركات الطيران والفنادق بالذعر. فهناك متسع من الوقت قبل حلول ذروة موسم السفر في الصيف المقبل.

اقرأ أيضاً: "أوميكرون" يُجبر العالم على عزل جنوب أفريقيا

الخبر الجيد، هو أن أنشطة الترفيه والسفر في أوروبا بدأت تسجل تعافياً بعد أن أهلكتها الموجات السابقة من الوباء. إذ شهد شهر أكتوبر تحسناً في الطلب على الرحلات الجوية والفنادق وأماكن الإقامة المؤجرة لفترات قصيرة.

اقرأ المزيد: الاتحاد الأوروبي يقترح 9 أشهر صلاحية للقاحات كوفيد بغرض السفر

أعلنت مجموعة "إيزي جت" (EasyJet) خلال مؤتمر في وقت سابق هذا الأسبوع، أن حجوزات عيد الميلاد وصيف 2022 تبدو إيجابية، فيما أعربت "توي" (TUI AG) عن تفاؤلها حيال موسم الذروة في العام المقبل.

اقرأ أيضاً: السفر في حقبة "كوفيد" لا يزال مقيَّداً.. ولا ينبغي أن يكون كذلك

تعويض العطلات الصيفية

في المملكة المتحدة، اختارت عائلات كثيرة التخلي عن قضاء عطلة منتصف العام الدراسي في أكتوبر داخل البلاد، وفضّلت التوجه إلى مناطق مشمسة من أجل التعويض عن الرحلات التي فاتتها في يوليو وأغسطس، حين كانت القيود مشددة أكثر، وحين كان السفر الدولي يتطلب الخضوع لفحوصات مكلفة.

في غضون ذلك، حصلت شركات مثل "فيرجن أتلانتيك" (Virgin Atlantic) والخطوط الجوية البريطانية "بريتيش إيروايز" (المنضوية تحت مجموعة أي إيه جي)، على جرعة دعم من خلال استئناف رحلات الركاب بين أمريكا وأوروبا. إذ تستحوذ هذه المسارات الجوية على حيز كبير من سعة شركات الطيران الكبرى، كما أنها مدرّة للكثير من الأرباح.

إلا أن هذا التعافي بات مهدداً اليوم، مع احتمال تحول أوروبا إلى بؤرة لموجة جديدة من وباء كورونا، ما اضطُر السلطات المحلية إلى فرض الإغلاقات مجدداً. من جانبه، أوصى الاتحاد الأوروبي بتحديد صلاحية اللقاح للسفر إلى التكتل وبين دوله بمدة أقصاها تسعة أشهر من تاريخ تلقي الجرعة، كما اقترح منح الأشخاص الملقحين أولوية في السفر.

إلى ذلك، يبدو أن خطط السفر في عيد الميلاد ورأس السنة هي الأكثر عرضة للتهديد. فالإغلاق العام الذي فرضته النمسا مؤخراً قد يخيّب الآمال بموسم التزلج المقبل. وربما يتذكر المسافرون أن العديد من منتجعات التزلج كانت قد أسهمت في تفشي الفيروس في أوروبا خلال الموجة الأولى من الوباء. مع ذلك، حتى الآن لا يبدو أن البريطانيين مستعدون لإلغاء خطط سفرهم بسبب الأوضاع في أوروبا، إلا أنه في ظلّ الظروف الراهنة قد يتردد البعض بالقيام بحجوزات إذا لم يكونوا قد قاموا بها بعد.

تزايد القلق

أمّا الضحية الأكبر فقد تكون معنويات السفر، وهذا أمر مهم، لأنه في العادة، ما إن تُزال أطباق العيد عن المائدة، حتى يتجه التفكير نحو فصل الصيف. فكّر فقط بكلّ تلك الإعلانات التي تلي العيد والتي تروّج لشواطئ مشمسة وأحواض سباحة متلألئة. حتى إن أول يوم سبت بعد رأس السنة، غالباً ما يشار إليه باسم "سبت الشمس المشرقة"، لأنه الوقت الذي تبدأ فيه العائلات تقليدياً بالاتصال بوكلاء السفر من أجل حجز رحلاتها.

من جهته، يرى مايكل ليري، الرئيس التنفيذي لشركة "راين إير" (Ryanair) أنه لا مفرّ من شعور الزبائن بالقلق حيال الأخبار القادمة من أوروبا.

لكن بالطبع، ثمة أسباب تبعث على الاعتقاد بأن الضرر لن يكون بالحجم الذي يُخشى منه.

فازدياد أعداد الإصابات يُسجل في وقت من فصل الشتاء عادة ما يشهد ركوداً. وعلى الرغم من أن منتجعات التزلج قد تخسر موسماً آخر، إلا أنه بالنسبة إلى وكالات السفر مثل " توي"، العطل الشتوية أقل أهمية من عطل الصيف. ففي السنوات العادية، تحقق شركات الطيران ووكالات السفر الجزء الأكبر من أرباحها في خلال موسم الصيف. بالتالي، على الرغم من أن ارتفاع عدد الحجوزات في الشتاء يسهم في تقليل الخسائر في مواسم الركود، إلا أن شهريْ يوليو وأغسطس هما الأكثر أهمية.

تغيّر نمط الحجوزات

إلى ذلك، فإن النمط الذي تتبعه الحجوزات قد تغيّر. فقبل كورونا، كانت الأشهر الثلاثة الأولى من يناير تشهد ذروة مبيعات فصل الصيف. ولكن اليوم، باتت العائلات تفضّل الحجز قبل فترة أقرب إلى موعد السفر. وفي وكالة "توماس كوك" (Thomas Cook) التي تحوّلت اليوم إلى وكالة سفر إلكترونية، نحو ربع الحجوزات هي للشهر المقبل. إذ يعدّ ديسمبر الشهر الأكثر مبيعاً حالياً، يليه شهر مايو 2022.

من المهم متابعة الأحداث في ألمانيا بما أنها تشكل مؤشراً أساسياً لقطاع السفر في أوروبا، نظراً لكونها من أكبر مصدّري المسافرين الباحثين عن أشعة الشمس. وتعدّ ألمانيا وبريطانيا أكبر سوقين لشركة " توي" وهما من نفس الحجم تقريباً لناحية عدد الزبائن والإيرادات. كذلك، لا بدّ من مراقبة ما إذا كانت الولايات المتحدة ستعيد دراسة قرارها المتعلق بفتح حدودها أمام الأجانب.

لا شكّ في أن حالة عدم اليقين الراهنة تصعّب على شركات الطيران والسفر توقع عدد مقاعد الطائرات والغرف الفندقية التي سوق تحتاج إليها في الصيف المقبل. لكن في حال بلغ عدد الحالات في أوروبا الذروة في وقت قريب نسبياً، يتوقع أن يكون هناك طلب على السفر للعطلة في خلال الأشهر المشمسة.