"بلاكستون" و"أبولو" تتجاهلان الانضمام لتحالف "جلاسكو" لمواجهة التغير المناخي

لافتة تحمل شعار شركة "بلاكستون" أمام مقر الشركة في نيويورك. الولايات المتحدة
لافتة تحمل شعار شركة "بلاكستون" أمام مقر الشركة في نيويورك. الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

غابت بعض الأسماء الكبيرة في وول ستريت عن أكثر ائتلاف في صناعة التمويل يحمل أهدافاً مناخية طموحة حتى الآن.

من بين تلك الأسماء البارزة، تأتي أكبر شركة أسهم خاصة في العالم "بلاكستون"، التي تقود العديد من عمالقة الاستحواذ من بينهم "أبولو غلوبل مانجمنت" و"كيه كيه أر آند كو".

ولم تتواجد الشركات الثلاث في قمة المناخ (كوب 26)، ولم تنضم أي منها لجهود القضاء على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والمساعدة في تجنب ارتفاع درجة حرارة الكواكب الكارثية.

تحالف "جلاسكو المالي" يقود معركة التغير المناخي مُتسلِّحاً بـ130 تريليون دولار

يضم "تحالف جلاسكو المالي للوصول لصافي انبعاثات صفرية" معظم عمالقة الخدمات المصرفية والتأمين وإدارة الأصول في الاقتصادات المتقدمة في إطار سعيهم لتصحيح الصورة الذهنية عنهم بعد أزمة عام 2008.

كانت كبرى الأسماء العالمية في مجال التمويل قد اجتمعت مطلع نوفمبر لتعلن عن اتفاقها على القيام بدور رئيسي في مكافحة تغير المناخ ومن بين 450 مؤسسة حول العالم ضمت القائمة أسماء كبيرة مثل "جي بي مورغان"، "سيتي غروب"، "بلاك روك" و"غولدمان ساكس".

مارك كارني، الرئيس المشارك في "تحالف جلاسكو المالي" الذي قضى الجزء الأكبر من العام في محاولة إقناع أكبر عدد ممكن من رؤساء تلك المؤسسات المالية بضرورة عدم تجاهل هذه الحركة، وصف هذا الإنجاز بأنه لحظة "فاصلة".

يدير التحالف أصولاً ضخمة بقيمة 130 تريليون دولار، وهو ما دفع كارني للقول بأن التمويل العالمي يضع نفسه على الجانب الصحيح من التاريخ.

انسوا كلمات اتفاقية جلاسكو للمناخ.. واتبعوا الأموال

يسيطر "تحالف جلاسكو المالي للوصول لصافي انبعاثات صفرية" أيضاً على صناعة الأسهم الخاصة وفقاً للمتحدثة باسم التحالف الذي يشارك في رئاسته مايكل آر بلومبرغ، مالك شركة "بلومبرغ نيوز" الشركة الأم لوكالة "بلومبرغ".

وقالت المتحدثة، إن التحالف "يضم شركات من جميع القطاعات المالية حول العالم". وأضافت أنه يواصل دعوة المؤسسات من خارج التحالف إلى "الانضمام لجهود تحقيق صافي انبعاثات صفرية والعمل مع أقرانهم والعلماء والأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية لتسريع الانتقال إلى اقتصاد عالمي خالي من الكربون".

تقييم الخيارات

انضمّ عددٌ قليل من شركات الأسهم الخاصة الصغيرة لتحالفات فرعية تابعة لـ"تحالف جلاسكو المالي"، ومن بينها: "ستونبيك" و"إيرث كابيتال" و"بروكفيلد لإدارة الأصول"، التي تضم وحدة أسهم خاصة تابعة لها ويعمل كارني، نائب رئيس تلك الوحدة التي انضمت للمبادرة.

حتى نهاية نوفمبر، لم تنضم أسماء كبرى في الصناعة من بينها "بلاكستون"، فيما امتنعت "أبولو" و"كيه كيه أر" ومجموعة "كارلايل" و"تي بي جي" عن الانضمام حتى الآن.

رفض المتحدثون الرسميون باسم "بلاكستون" و"كارلايل" و"أبولو" التعليق عندما اتصلت بهم "بلومبرغ". فيما قالت متحدثة باسم "كيه كيه أر"، إن الشركة "تقوم بتقييم الالتزامات العامة المستقبلية المتعلقة بتعهدات الوصول لصافي انبعاثات صفرية"، دون الخوض في التفاصيل.

وقال متحدث باسم "تي بي جي"، إن الشركة "تفكر في الانضمام"، وأشار إلى استهداف محفظة الشركة "التركيز على القطاعات منخفضة الكربون" وإنها "الأكثر تركيزاً" على الاستثمار في "الأعمال التي ستولد تقنيات يمكنها الحد من انبعاثات الكربون، والتي تساهم في تحقيق تطلعات اتفاقية باريس".

وتعدّ شركات الأسهم الخاصة من بين أكثر الشركات قدرة على الوفاء بأهداف صافي الانبعاثات الصفرية. وقد قالت ماري نيكولسون، رئيسة الاستثمارات المسؤولة في "ماكواير لإدارة الأصول"، إن الصناعة تسعى لامتلاك "حصص ملكية كبيرة أو مسيطرة" ليكون لديها القدرة على التأثير التي "يصعب تحققها في الأسواق العامة".

شكوك حول الوصول لصافي الصفر

قالت مصادر من شركات الأسهم الخاصة الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن أكبر المعوقات لديهم تتمثل في عدم القدرة حتى الآن على التوصل لخطط موثوقة للقضاء على بصماتهم الكربونية بحلول عام 2050.

وأشار الكثيرون أيضاً إلى خططهم المناخية الحالية التي وإن لم تكن تستهدف على وجه التحديد الوصول لصافي انبعاثات صفرية بحلول منتصف القرن، لكنها تتخذ خطوات تهدف لتقليل تمويل الانبعاثات.

تتمسك صناديق الثروة السيادية المملوكة في الغالب للدول النفطية بنفس الرأي الخاص بشركات الأسهم الخاصة، وهو ما يفسر مقاطعتها شبه الكاملة للانضمام للتحالف.

أعرب نشطاء المناخ عن شكوكهم تجاه "تحالف غلاسكو المالي"، ولكن لأسباب مختلفة، حيث حذروا من غياب آليات داخلية لمراقبة ما إذا كانت الشركات التي وقَّعت على الاتفاق ستلتزم بتنفيذ تعهداتها. كما يخشى البعض من استخدام بعض الشركات التحالف للتسويق لعلاماتهم التجارية دون الخضوع للمساءلة.

قالت صوفي فلاك، الشريك الإداري ورئيسة الاستدامة في شركة الاستثمار الفرنسية "يورازيو" في باريس: "يدور أكبر تساؤل حول مدى فعالية تلك التحالفات والالتزامات وهل يتم بناؤها من أجل اتباع أفضل المعايير العلمية المتاحة لإزالة الكربون، أم أنها تهدف ببساطة للسماح لشركات الخدمات المالية أن تبدو وكأنها تتخذ إجراءات بشأن المناخ والوصول لصافي انبعاثات صفرية مقابل باقي القطاعات".

في المقابل نجد عدداً قليلاً من نشطاء حماية البيئة يعترض على أهمية استهداف الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية.

انتقدت رئيسة المناخ السابقة في الأمم المتحدة، كريستيانا فيغيريس، التحالف في وقتٍ سابق من هذا العام وقالت "إنهم يستغلوا الفرص الناتجة عن التحول منخفض الكربون" كإستراتيجية استثمار دون الالتزام بتحقيق صافي صفر انبعاثات.

وقالت فيغيريس، التي أشرفت على إبرام اتفاقية باريس عام 2015 "لم يعد هذا كافياً في ظل تصاعد خطورة أزمة المناخ".

وكلما زاد عدد المستهدفين الوصول إلى صافي صفر انبعاثات، قلت احتمالية النجاح وفقاً لما قالته "يورازيو"

قالت فلاك: "لكي ينجح مشروع مثل ذلك التحالف يتعين على جميع اللاعبين الرئيسيين الالتزام بالوصول لصافي انبعاثات صفرية وبناء خرائط طريق لإزالة الكربون تتوافق مع اتفاق باريس". وهو ما يشمل بالتأكيد شركات الأسهم الخاصة.