جيروم باول: "أوميكرون" يرفع المخاطر الاقتصادية ويزيد الغموض حول التضخم

جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، يتحدث في مبنى المكتب التنفيذي لأيزنهاور في واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة
جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، يتحدث في مبنى المكتب التنفيذي لأيزنهاور في واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

في أول تصريحاته العلنية عن السلالة الجديدة لفيروس كورونا، أكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول أن "أوميكرون" يشكل خطراً على مهمتي البنك المركزي في تحقيق استقرار الأسعار وأقصى درجة من التوظيف.

وقال جيروم باول، في شهادة مُعدة مسبقاً نشرت يوم أمس الإثنين، أو قبل يوم واحد من مثوله أمام اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ الأمريكي: "إن الزيادة الأخيرة في أعداد الإصابة بفيروس كوفيد-19، وظهور متغير "أوميكرون" الفيروسي، تمثل تهديداً سلبياً على التوظيف والنشاط الاقتصادي، وتساهم في زيادة الغموض حول معدل التضخم. فقد ينخفض استعداد الناس للعمل مباشرة بسبب تفاقم المخاوف المتعلقة بهذا الفيروس مما يؤدي إلى تباطؤ التقدم في سوق العمل وزيادة الارتباك في سلاسل التوريد".

لم يناقش باول في شهادته المختصرة نسبياً إجراءات محددة في السياسة النقدية أو احتمال تغيير سرعة تخفيف مشتريات الأصول – وهي مسألة هامة قام مسؤولون آخرون بإبرازها في تصريحات حديثة.

باول: الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ تخفيف شراء السندات.. والتضخم سينخفض

شهادة

منذ أسبوع مضى، أعاد الرئيس جو بايدن ترشيح جيروم باول لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي لدورة ثانية.

سيمثل باول أمام اللجنة اليوم الثلاثاء في العاشرة صباحاً، ومعه وزيرة الخزانة جانيت يلين في اليوم الأول من جلسات الاستماع الإشرافية، التي يجريها الكونغرس وتستمر لمدة يومين، لمتابعة حزم التحفيز المرتبطة بمواجهة الجائحة. وستتبعها جلسات استماع منفصلة أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب يوم الأربعاء.

يتعامل قادة البنك المركزي في الولايات المتحدة مع مرحلة جديدة من عدم اليقين تواجه الاقتصاد في أعقاب اكتشاف متغير "أوميكرون".

زادت حكومات في مختلف أنحاء العالم القيود على السفر وحذرت منظمة الصحة العالمية من احتمال أن تؤدي سلالة أوميكرون إلى زيادة عدد الإصابات.

من الشرق إلى الغرب.. كيف انتفض العالم لمواجهة "أوميكرون"؟

رغم نمو عدد الوظائف بقوة هذا العام، قال باول: "مازالت هناك مسافة ينبغي أن نقطعها حتى نصل إلى أقصى معدل للتوظيف بالنسبة لكل من التشغيل ومشاركة قوة العمل، ونحن نتوقع استمرار التقدم"، مضيفاً أن عبء البطالة مازال يقع "بصورة غير متكافئة" على عاتق الأمريكيين من الهيسبانيك والسود.

التضخم

يحقق اقتصاد الولايات المتحدة تقدماً قوياً حتى وسط هذه التحديات التي يمثلها الوباء. وقد رفع اقتصاديو "جيه بي مورغان" تقديراتهم لمعدل النمو السنوي إلى 7% بدلاً من 5% للأشهر الثلاثة الأخيرة من هذا العام. وأدى الانتعاش إلى ارتفاع معدل التضخم، مع زيادة أسعار المستهلكين خلال شهر أكتوبر بأسرع وتيرة منذ ثلاثين عاماً.

"غولدمان ساكس" ترسم 4 سيناريوهات لتأثير "أوميكرون" على الاقتصاد العالمي

قال باول: "إن معظم من يتنبؤون بأداء الاقتصاد، ومن بينهم الاحتياطي الفيدرالي، مازالوا يتوقعون انخفاض معدل التضخم بنسبة كبيرة على مدى العام القادم مع تلاشي أسباب الاختلال بين العرض والطلب. رغم صعوبة التنبؤ بمدى استمرار وتأثير العراقيل التي تواجه سلاسل التوريد" وأضاف:

يبدو الآن أن العوامل التي تدفع التضخم للارتفاع ستستمر لفترة طويلة في العام المقبل.

في الأسابيع الأخيرة، ناقش مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي احتمال الإسراع بوتيرة تخفيض البنك المركزي مشترياته الشهرية من الأصول، مما يتيح لهم خيار رفع أسعار الفائدة في وقت أقرب مما كان متوقعاً في العام المقبل، عند الحاجة للسيطرة على ضغوط ارتفاع الأسعار.

محمد العريان: "أوميكرون" يعيد إحياء مخاوف الركود التضخمي في الولايات المتحدة

وتيرة أسرع؟

في مقابلة أجريت يوم الجمعة الماضي على قناة "فوكس نيوز"، قال رفائيل بوستيك، رئيس الاحتياطي الفيدرالي لولاية أتلانتا، الذي يملك حق التصويت هذا العام على وضع السياسة النقدية في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة: "إنني منفتح جداً على تسريع وتيرة تخفيض مشتريات السندات".

باول: التوقيت الحالي غير مناسب لرفع الفائدة ونرغب في تعافي سوق العمل

ماري دالي، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في مدينة سان فرانسيسكو، وتملك هي الأخرى حق التصويت في اللجنة هذا العام، وتتبنى موقفاً غير متشدد في السياسة النقدية. في بداية الأسبوع الماضي، قالت ماري لموقع "ياهو فاينانس" (Yahoo! Finance) إنها ستتقبل اتباع وتيرة أسرع في تخفيف سياسة التيسير الكمي إذا استمر ارتفاع معدل التضخم أعلى مما ينبغي. وقد أجريت المقابلة مع دالي قبل ظهور الأنباء عن فيروس "أوميكرون".

سيتابع مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي تقارير مؤشر أسعار المستهلك والتوظيف عن شهر نوفمبر قبل آخر اجتماع لهم هذا العام في 14 و15 ديسمبر.