تقلبات حادة تصدم مستثمري السندات بعد "أوميكرون" وتصريحات "باول" حول التضخم

توقعات زيادة الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي أصبحت أسرع من أي وقت مضى
توقعات زيادة الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي أصبحت أسرع من أي وقت مضى المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تسارعت تقلبات السندات مع تسبب فيروس "كوفيد -19" ومخاوف التضخم في إحداث فوضى بشأن مستقبل السياسة النقدية.

أثار جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، مزيداً من الاضطرابات، أمس الثلاثاء، بعد إشارته إلى أن التضخم المستعصي المرتفع يبرر زيادة وتيرة تشديد السياسة، ما يضيف ضغوطاً تصاعدية محتملة على عائدات السندات. في الوقت ذاته، تسببت المخاوف من مقاومة سلالة "أوميكرون" للقاحات المتوافرة حالياً في وصول عوائد السندات المرجعية ذات أجل الـ10 سنوات إلى أدنى مستوى لها في شهرين خلال هذا الأسبوع.

يهدد التداول الحاد للسندات بزيادة التوتر الذي ينتشر عبر الأسواق المالية، فيما ينذر التعافي من الوباء بالخروج عن المسار الصحيح. وكلما ارتفعت تقلبات سوق الديون؛ زادت احتمالية تسببها في انتشار الخوف بسوق الأسهم، والتي ما تزال تقف بالقرب من المستويات المرتفعة القياسية، بالرغم من الانخفاضات التي شابتها هذا الأسبوع.

رهانات التضخم

عانت صناديق التحوط من خسائر خلال الأشهر الأخيرة، عندما ارتفعت عوائد السندات فجأة بسبب رهانات التضخم. لكن بعد ذلك، ومع زيادة المستثمرين رهاناتهم على رفع أسعار الفائدة، قللت البنوك المركزية من جدوى تلك التوقعات، ما تسبب في هبوط العوائد.

اقرأ أيضاً: "أوميكرون" قد يكون مُبهماً لكن التضخم أصبح مؤكداً

بعد الإصرار لأشهر على أن التضخم على الأرجح سيكون "مؤقتاً"، قال "باول" في شهادته أمام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ إن الوقت قد حان لإسقاط ذلك المصطلح، وربما يتحرك بنك الاحتياطي الفيدرالي بسرعة أكبر نحو رفع أسعار الفائدة، عن طريق إنهاء برنامج شراء الأصول بشكل أسرع. وأضاف "باول" أن السلالة الجديدة لفيروس كورونا، التي تسببت الأسبوع الماضي في مخاوف النمو، يُحتمل أن تؤثر هي الأخرى على التضخم، من خلال تسببها في تفاقم مشاكل سلسلة التوريد.

فترة مؤقتة

قالت كاثرين كامينسكي، كبيرة إستراتيجيي الأبحاث، ومديرة المحفظة في مجموعة "ألفا سيمبلكس"(AlphaSimplex Group) ، التي يقع مقرها في مدينة كامبريدج بولاية ماساتشوستس، والتي تشرف على حوالي 6.4 مليار دولار: "الشيء الذي سيتسبب في كثير من التقلبات هو الانتقال من بيئة إلى أخرى". وأضافت أن تخلي باول عن كلمة "مؤقت" هو "المحور الرئيسي الذي سيتسبب في نشأة بيئة مختلفة من المنظور الكلي".

شهدت عقود اليورو- دولار المستقبلية ذات أجل استحقاق في يونيو 2022، والتي يمكن استخدامها للمراهنة على سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي، تقلباً تاريخياً على مدى فترة خمسة أيام، حتى وصلت إلى أعلى مستوى لها في أكثر من عام. في الوقت نفسه، ارتفع متوسطها لمدة 50 يوماً منذ منتصف سبتمبر.

اقرأ أيضاً: باول: مخاطر التضخم المتصاعد "ارتفعت بوضوح" و"ستستجيب السياسات لذلك"

تزامناً مع ذلك، تنطوي سوق سندات الخزانة على تقلب ضمني خلال الثلاثين يوماً المقبلة، وفقاً لمؤشر بورصة "إنتركونتيننتال بنك أوف أمريكا ميرل لينش - موف" ((ICE BofA MOVE، الذي يرصد التقلب في الخيارات ، إذ ارتفع التقلب إلى أعلى مستوى له منذ بيع سندات الخزانة لأول مرة بعد تفشي الوباء في مارس 2020.

يستمر التقلب في الارتفاعات أيضاً بأسواق آسيا والمحيط الهادئ. وصعد مقياس لرصد التقلبات الضمنية في السندات اليابانية إلى أعلى مستوى منذ مارس، فيما ارتفعت تقلبات أسعار العقود المستقبلية للسندات الأسترالية ذات أجل استحقاق 10 سنوات خلال الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى منذ أبريل.

ارتفعت عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات 3 نقاط أساس، اليوم الأربعاء، عند نسبة 1.48٪، وذلك بعد انخفاضها 5 نقاط أساس أمس الثلاثاء. وصعدت عوائد السندات لأجل عامين 3 نقاط أساس، لتصل إلى 0.59٪، مقتربة من مستوى مرتفع يبلغ نحو 0.65٪ خلال الأسبوع الماضي، وهو أعلى مستوى منذ مارس 2020.

تقلبات إضافية

قال مايكل أورورك، كبير إستراتيجيي السوق في شركة "جونز تريدنغ" (JonesTrading) للخدمات المؤسسية، ومقرها في ستامفورد بكونيتيكت: "قبل أسبوع، كانت سوق سندات الخزانة تستعد لبيئة أسعار فائدة أعلى العام المقبل". وأضاف: "الضغط على سندات الخزانة بهذا الشكل، كرد فعل على اندلاع سلالة أوميكرون، فاجأ المستثمرين. والآن، صدمتهم تعليقات "باول" مرة أخرى. وهذا يمهد الطريق لتقلبات إضافية لكلاً من السندات والأسهم".

تقف هذه البيئة الكلية الساخنة في مواجهة العديد من المؤشرات، التي تتمثل في بيانات كشوف الرواتب في الولايات المتحدة المنتظر الكشف عنها الجمعة المقبل، وأرقام التضخم المنتظر نشرها الأسبوع القادم، واجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي المرتقب في منتصف ديسمبر، بالإضافة إلى قيود السيولة المقررة في نهاية العام، والتي يمكن أن تعزز التقلبات أيضاً.

اقرأ أيضاً: "أوميكرون" يثير مخاوف جديدة بشأن التضخم أمام البنوك المركزية العالمية

قال جون برادي، المدير الإداري في شركة "أر جيه أوبراين" (RJ O’Brien)، وهي شركة وساطة للعقود المستقبلية في شيكاغو: "ستظهر بيانات شهر نوفمبر ارتفاعاً في كشوف الرواتب والتضخم، وتُظهر أن الاحتياطي الفيدرالي يقدم أداءً أقل من المتوقع، بينما تلقي سلالة أوميكرون بظلالها على آفاق البيانات". واختتم بقوله إن: "اجتماعات سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي وإصدارات البيانات، التي توفر تحديثاً حول المسار المحتمل للتضخم، ستدعم زيادة التقلب".

عائدات السندات الحكومية