ماذا يحمل تحوّل موقف باول لأسواق آسيا؟

موظفون في غرفة تداول في طوكيو، اليابان
موظفون في غرفة تداول في طوكيو، اليابان المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أثار جيروم باول ضجة في الأسواق العالمية الثلاثاء، ومهّد الطريق لرفع الفائدة الأمريكية بأسرع من المتوقع، وهو ما سيتردد صداه عبر الأصول الآسيوية الحساسة لأسعار الفائدة.

أخبر رئيس الاحتياطي الفيدرالي الكونغرس، أن صانعي السياسة سيناقشون ما إذا كان عليهم إنهاء مشتريات السندات في وقت أبكر ببضعة أشهر، وتوقف عن استخدام كلمة "مؤقت" في تعليقه على التضخم.

باول: مخاطر التضخم المتصاعد "ارتفعت بوضوح" و"ستستجيب السياسات لذلك"

يكون للفائدة الأمريكية الأعلى عادة تأثير كبير على الأصول الآسيوية، إذا تدفق رأس المال نحو الولايات المتحدة، وللدولار القوي تداعيات على الاقتصادات والشركات الآسيوية، التي تعتمد بقوة على التصدير، وعلى الديون المقومة بالدولار للمقترضين السياديين والشركات في المنطقة.

لم يكن الحال كذلك اليوم مع ترويج بعض المحللين لمنعة آسيا وارتفاع أسهمها وعملاتها. قال تومو كينوشيتا، إستراتيجي السوق العالمية في "إنفسكو أسيت مانجمنت"، إن اعتراف باول بحال عدم اليقين التي يسببها متحول "أوميكرون" قد قلل من حدة النغمة المتشددة.

بعض أفكار مراقبي آسيا حول ما يعنيه تحول موقف باول لأسواق المنطقة

  • السوق الأسيوية المتفاوتة للعملات

قال خون غوه، مدير أبحاث آسيا في مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية في سنغافورة: "بينما توحي تعليقات باول بأن الفيدرالي يمكن أن يقدم موعد رفع الفائدة لمنتصف 2022، فقد فشل الدولار بالارتفاع استناداً لهذه الخلفية... يعود هذا على الأرجح إلى أن تصريح رئيس الفيدرالي يتوافق مع توقعات السوق".

قال: "التأثير على العملات الآسيوية سيكون متفاوتاً على الأرجح، في ظل استمرار النمو القوي للصادرات في المنطقة، كما ظهر اليوم في أرقام كوريا الأقوى من المتوقع، فإن أداء عملات الاقتصادات المدفوعة بالتصدير مثل الوون الكوري الجنوبي، واليوان، والدولار السنغافوري، سيكون جيداً. قد تؤثر احتمالات رفع الفائدة الأمريكية سلباً بعض الشيء على الروبية الإندونيسية بسبب التدفقات الداخلة الأجنبية المتقلصة للسندات. سيتأثر البات التايلندي أكثر بكيفية تأثير متحول (أوميكرون) على إعادة فتح القطاع السياحي التايلندي".

  • فرصة الصين

قال مايكل رينر برايس، إستراتيجي محفظة في "غولدن إكواتور ويلث" (Golden Equator Wealth): "يشكل الدولار مفرط القوة بسبب أسعار الفائدة الأمريكية الأعلى رياحاً معاكسة لأسهم آسيا والاقتصادت الناشئة، لكن الصين والأسواق الآسيوية الكبيرة مثل إندونيسيا ما يزال بإمكانها التفوق على الأسواق الغربية في 2022، بسبب الارتداد نحو المستويات المتوسطة... اختبرت الصين بالفعل تصحيحاً كبيراً وتصبح حجة تقييمات الأسهم الصينية أكثر قوة".

  • الالتجاء إلى الدولار

قال فيشنو فاراثان، مدير الاقتصاد والإستراتيجية في "ميزوهو بنك" في سنغافورة: "احتمالات التقليص الأسرع للمحفزات وأسعار الفائدة الأمريكية الأعلى ستختبر جاذبية العائدات الأعلى في آسيا الناشئة، وبالتالي ثبات الأموال الموضوعة في هذا الجزء من العالم".

قال مشيراً لأغنية لفريق "Beach Boys": "لطالما اعتقدنا أن النتيجة ستكون (فيدرالي كوكومو) الذي يصل سريعاً ثم يأخذ الأمور ببطء بعد ذلك... وهذا بدوره سيحفز (دولار كوكومو)، حيث سيكون الميل نحو دفع الدولار نحو القوة".

  • سيء للأصول عالية التأرجح

قالت سو ترينه، العضو المنتدب للإستراتيجية الكلية العالمية في "مانيولايف إنفستمنت مانجمنت" في هونغ كونغ: "تهديد التقليص الأسرع للمحفزات هو بمثابة أنباء سيئة للأسواق عالية التأرجح مثل الأسواق الناشئة".

أضافت قولها: "ما زلنا نتمسك بوجهة النظر أن آسيا في وضع جيد بين الأسواق الناشئة للصمود في وجه أي تقلبات نقدية محتملة... التضخم في آسيا خاضع للسيطرة وهي أقل اعتماداً على رأس المال الأجنبي مقارنة بالأسواق الناشئة الأخرى... أما الأنباء غير الجيدة بالنسبة لآسيا هي أن المنطقة ما تزال شديدة الاعتماد على الطلب الأجنبي لاستيعاب صادراتها".

  • ضغوط الأصول الخطيرة

قال ألفين تي تان، مدير إستراتيجية العملات الآسيوية في "آر بي سي كابيتال ماركتس" في هونغ كونغ: "توقعوا المزيد من الضغوط على الأصول الخطيرة بشكل عام بما فيها الأسهم الآسيوية".

أضاف: "لكن العملات الأسيوية صمدت بشكل جيد حقاً في أحدث نوبة تجنب مخاطر وذلك لأن السوق بأكمله كان يشتري الدولار الأمريكي بكميات هائلة أثناء أنباء (أوميكرون)... بالتالي فإن الدولارات الأمريكية هي التي لن تباع هذه المرة، واستناداً إلى ذلك فقد كانت تلك تجربة تجنب مخاطر استثنائية، إلا أن الين الياباني كان أداؤه تقليدياً".

  • التركيز على اليوان الصيني

قال تيرينس وو، محلل صرف العملات الأجنبية في شركة "أوفرسي تشاينيز بنكينغ" (Oversea-Chinese Banking) في سنغافورة: "نتوقع أن يكون البات التايلاندي أكثر عرضة للخطر، خاصة وأن هناك عامل سلبي إضافي يتمثل في ظهور مخاوف كوفيد مجدداً، والتي قد تعيق عودة السياحة".

مضى الى القول: "الأهم من ذلك هو أننا سنراقب عن كثب التطورات في اليوان الذي كان أداؤه قوياً على أساس السلة، والذي وفر حماية للعملات الآسيوية، لكن إذا بدأ اليوان بإظهار علامات ضعف، فتوقعوا أن يكون تدفق قوة الدولار إلى عملات الأسواق الناشئة الآسيوية أقوى".

  • فوارق هزيلة

الحماية التي يوفرها فارق عائد السندات الدولارية الآسيوية من ارتفاع عائدات الخزانة "هزيلة بأفضل التقديرات" في ظل اقتراب التقييمات من أضيق مستوياتها لسنوات عديدة، باستثناء المصدرين من القطاع العقاري الصيني، وفقاً لإيك بون تاي، مدير محفظة أول في "بي إن بي باريبا" لإدارة الأصول في سنغافورة.

يوصي تاي المستثمرين بزيادة وزن الديون العقارية الصينية ذات التصنيف الاستثماري إذ إن هؤلاء المصدرون هم الناجون المرجحون في حال ركود مطول بالقطاع، كما تقدم تقييماتهم حماية فارق كبيرة مقارنة بغيرهم.