الأسهم الأوروبية على موعد مع موجة صاعدة في العام القادم

تمثال ثور خارج بورصة فرانكفورت، في فرانكفورت، ألمانيا
تمثال ثور خارج بورصة فرانكفورت، في فرانكفورت، ألمانيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

لم تغير قرارات الإغلاق وسلاسة "أوميكرون" رؤية المحللين الإستراتيجيين المتفائلة باستمرار انتعاش أسواق الأسهم الأوروبية العام القادم.

سيصعد مؤشر "ستوكس 600" المعياري بنسبة 9.3% من مستوى إغلاق الثلاثاء الماضي ليصل إلى 506 نقاط بنهاية عام 2022، وفقاً لمتوسط 17 توقعاً في مسح أجرته "بلومبرغ". يرتفع هذا الرقم عن متوسط نسبة ارتفاع المؤشر السنوية على مدار 20 عاماً، والبالغة 4%، وقد يأخذ المؤشر صوب تحقيق قمة قياسية جديدة.

قال ميسلاف ماتيجكا، المحلل الإستراتيجي لدى "جيه بي مورغان"، والذي وضع مستهدفاً لمؤشر "ستوكس 600" عند 525 نقطة: "نعتقد أن قوى الدفع الإيجابية لم تُستنزف بعد، ويرجح أن تحقق الأسهم مزيداً من الصعود العام القادم، إذ تنحسر مخاوف الركود التضخمي من الجانبين. ويلعب متحور أوميكرون دور الورقة الحاسمة في ذلك، على المدى القصير في معظم الأحيان، ومن غير المرجح أن يغير قواعد اللعبة في السنة القادمة".

بعد الارتفاعات القياسية التي حققتها الأسهم الأوروبية في العام الحالي وصعودها بنسبة 18%، هبطت الأسهم في شهر نوفمبر، إذ أدت موجة انتشار كوفيد-19 الأخيرة وظهور متحور "أوميكرون" إلى فرض قيود جديدة، بما عزز من أسباب القلق من تعثر تعافي الاقتصاد.

"أوميكرون" يعيد الارتباك مُجدداً إلي المسافرين وشركات الطيران

توقعات متفائلة

غير أن المحللين الإستراتيجيين الذي استطلعت "بلومبرغ" آراءهم يرون هذه المخاطر مجرد عقبة مؤقتة في الطريق، ويتوقعون أن يتلقى صعود الأسهم دعماً من نمو الأرباح، بالإضافة إلى برامج تحفيز مالي ونقدي سخية في عام 2022.

من جهته، يرى إيمانويل كاو، المحلل الإستراتيجي لدى بنك "باركليز"، أن نقص الشعور بالرضا في الأسواق فيما يتعلق بمخاطر كوفيد-19من الأمور الجيدة، ويوصي المستثمرين بشراء الأسهم عند الهبوط.

يتبنى رولان كالويان، المحلل الإستراتيجي في بنك "سوسيتيه جينرال"، نظرة مستقبلية براقة للأسهم الأوروبية بفضل قوة المراكز المالية وزيادة هوامش الأرباح وارتفاع مستويات السيولة، ويقول إن "المتحورات الجديدة من فيروس كوفيد تعد سبباً لتقلب الأسعار، غير أن العالم اليوم أكثر استعداداً في مواجهتها مقارنة بفبراير 2020".

وأضاف: "أن الشركات تأقلمت مع القيود التي يفرضها انتشار الفيروس، بينما يمكن أن تتلقى الأسواق دعماً من البنوك المركزية والحكومات في حالة وقوع سيناريوهات سلبية". وأوصى بإعادة ضبط محفظة الاستثمار لتميل نحو الأسهم التي ترتبط حركتها بالدورة الاقتصادية في عام 2022.

"جيه بي مورغان": أوميكرون لن يوقف صعود الأسهم عالمياً

من بين أكبر الأسباب وراء احتمال ارتفاع الأسهم الأوروبية إلى مستويات قياسية جديدة في العام القادم هو نمو الأرباح بمعدلات قوية. ويتوقع إستراتيجيو "يو بي إس" بقيادة نيك نيلسون، نمواً في الأرباح بنسبة 15% في 2022، بزيادة كبيرة عن مُجمع الأراء البالغ 8%، غير أنهم يقولون إن عوائد السوق ستتركز في النصف الأول من عام 2022، قبل أن تتغير قوة الدفع من مستوى الربحية إلى الجانب السلبي، ويتحول التركيز إلى تقشف السياسة النقدية.

تتضح النزعة التفاؤلية بين المحللين الإستراتيجيين أكثر في الدراسة المسحية حول متوسط مستهدف مؤشر "ستوكس 600" الذي بلغ مستوى 520 نقطة، بما يعنى تحقيق عائد بنسبة 12% في العام القادم. تراوح المستوى المستهدف في استطلاع الآراء بين 430 نقطة و530 نقطة، وكان "غولدمان ساكس" و "بايرن" (Bayern) أكثر البنوك تفاؤلاً، في حين كان "بنك أوف أميركا" و "تي إف إس ديريفاتيفزز" الأكثر تشاؤماً.

قالت ميلا سافوفا، محللة إستراتيجية لدى "بنك أوف أميركا": " نتوقع أن يكون عام 2022 هو عام السداد، مع تباطؤ معدل النمو إلى مستوى يجاري الاتجاه، استجابة لفتور العوامل الداعمة ذات الطبيعة الدورية، وارتفاع العوائد الحقيقية على السندات نتيجة سحب برامج التحفيز النقدي. لم يدخل ظهور سلالة أوميكرون المتحولة من فيروس كورونا في حساب السيناريو المرجح لدينا، غير أن تأثيره إن وقع سيعزز فكرتنا بأن المخاطر التي تواجه فرص النمو تميل أكثر في اتجاه الجانب السلبي".

بعد صعودها القياسي.. 5 مخاطر كبرى تهدد انتعاش أسواق الأسهم في 2022


من بين نتائج الاستطلاع الأخرى:

  • يتوقع المحللون الإستراتيجيون ارتفاع مؤشر "يورو ستوكس 50" بمتوسط نسبة 12%.
  • من المرجح صعود مؤشر "داكس" بنسبة 11% في المتوسط.
  • سيضيف مؤشر "فوتسي 100" قرابة 8.6% لقيمته .