صناديق التحوّط قد تنهي العام بمكاسب مذهلة

صناديق التحوّط قد تنهي العام بمكاسب مذهلة
صناديق التحوّط قد تنهي العام بمكاسب مذهلة المصدر: غيتي إيمجز
Mark Gilbert
Mark Gilbert

Mark Gilbert is a Bloomberg Opinion columnist covering asset management. He previously was the London bureau chief for Bloomberg News. He is also the author of "Complicit: How Greed and Collusion Made the Credit Crisis Unstoppable."

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يمكن تلخيص العقد الضمني الذي توفره صناديق التحوط لمستثمريها على النحو التالي: سنفرض عليك رسوماً زائدة مقابل إدارة أموالك، ولكن كلما أصبحت الأسواق أكثر تقلباً، زادت العوائد التي سنحققها لك. وإذا كان هذا الوعد لا يزال صحيحاً -بعد أن أضعفت السنوات الماضية ادعاءات توليد العائد في أعلى سلّم صناعة إدارة الأموال- من المفترض أن تكون صناديق التحوط قادرة على إنهاء العام بمكاسب مذهلة.

اقرأ أيضاً: صناديق التحوط تُحول تمويل التقاضي إلى صناعة عالمية بـ 39 مليار دولار

أدت المخاوف بشأن مفاقمة متحوّل أوميكرون للوباء، وعدم اتفاق البنوك المركزية بشأن مدى استمرارية التضخم، والضغوط في أسواق الطاقة العالمية، إلى تزايد التقلبات في العديد من الأسواق، وهو ما يجب أن يوفر بيئة مثالية للمتداولين في صناديق التحوط لإثبات معدنهم الحقيقي.

أسواق السندات

تحمّلت أسواق السندات وطأة الزيادة في تقلبات الأسعار في ظل ارتفاع أسعار المستهلكين السنوية بنسبة 6.2% في الولايات المتحدة و4.9% في منطقة اليورو. وأصبح مجال الدخل الثابت أقل هدوءاً في الأشهر الماضية، وفقاً لمؤشر (MOVE) لتقلبات سوق الخزانة التابع لـ"بنك أوف أميركا".

اقرأ المزيد: أحد أقدم صناديق التحوط في آسيا يشتري ديون الصين المتعثرة

أسواق العملات

اشتدت تقلبات أسواق العملات أيضاً في الوقت الذي يقيّم فيه المتداولون ردود الفعل المحتملة من المصارف المركزية على ارتفاعات التضخم الأحدث. وكافح الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا لتقديم إرشادات مستقبلية واضحة حول نواياهم السياسية أو حتى الإشارة إلى الاتجاه المحتمل للنمو والتضخم، وتأثرت أسواق الصرف الأجنبي برسائل متناقضة في كثير من الأحيان، ما دفع التقلبات إلى أعلى مستوياتها منذ مارس.

أسواق الأسهم

في الأسهم، أدت اضطرابات سلسلة التوريد إلى جانب احتمالات المزيد من الإغلاق الاقتصادي لمكافحة الوباء، إلى ارتفاع مؤشرات تقلب الأسعار في كل من الولايات المتحدة وأوروبا.

أسواق النفط

تسبب الصراع على إمدادات الطاقة في اضطراب أسواق النفط، وبعد اتخاذ الولايات المتحدة قرار استغلال الاحتياطيات الإستراتيجية، مثيرة خلاف مع منظمة الدول المصدرة للنفط، زادت تقلبات أسعار النفط الخام إلى أعلى مستوى منذ مايو 2020.

صناديق التحوّط

تعد الزيادة بنسبة 60% العام الجاري في سعر سهم "مان غروب" (Man Group)، أكبر صندوق تحوط عام في العالم، بمثابة تصديق على تحسن معنويات المستثمرين تجاه مديري الأصول الأكثر ربحية. وفي المتوسط، بلغت عائدات القطاع حوالي 1.7% في أكتوبر، ما عزّز الأداء منذ بداية العام إلى أكثر من 10.5%، وهو ما يضع صناديق التحوط على مسار تحقيق أفضل عام لها منذ أن بدأت "بلومبرغ" تجميع البيانات في عام 2013.

من المفترض أن تكون تقلبات السوق في نوفمبر قد أعطت المتداولين مساحة كافية للتفوق على أدائهم الجماعي في شهر أكتوبر، أو على الأقل -حتى يأتي الوقت الذي نكتشف فيه- سد الفجوة مع الـ20% من المستثمرين الذين ربحوا حتى الآن العام الجاري من الإستراتيجية الرخيصة لتتبع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، ولا يزال أمام صناديق التحوّط طريق لتقطعه قبل أن يُقال حقاً إنها استعادت بريقها.