شركة شيك على بياض تبني سلسلة توريد كاملة لبطاريات السيارات الكهربائية.. كيف؟

بطاريات السيارات الكهربائية تمثل صداعاً مستقبلياً للشركات
بطاريات السيارات الكهربائية تمثل صداعاً مستقبلياً للشركات المصدر: بلومبرغ
 Anjani Trivedi
Anjani Trivedi

Anjani Trivedi is a Bloomberg Opinion columnist covering industrial companies in Asia. She previously worked for the Wall Street Journal.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

في ظل النقص الذي يلوح في الأفق بشأن بطاريات السيارات الكهربائية، أصبح هناك شيء واحد واضح بشكل متزايد. خارج الصين، توجد سلسلة التوريد لحزمة الطاقة مبعثرة وغير مكتملة، كما أن التكنولوجيا تمرّ بمراحل مختلفة، وتوجد أموال تدعم مجموعة من المواد المختلفة عبر مجموعة واسعة من المناطق الجغرافية وعمليات الإنتاج، بجانب حجم الإنتاج المحدود. لم تُربط تلك النقاط بعضها ببعض، لكن شركة شيك على بياض تفعل ذلك الآن.

تخطط شركة "باتري فيوتشر أكويزيشن" (Battery Future Acquisition Corp) المعروفة اختصاراً بأحرف "بي إف إيه سي" (BFAC) لخلق سلسلة قيمة كاملة. يتضمن ذلك كل شيء، بدءًا من تعدين المواد الخام مثل الليثيوم، مروراً بمصنّعي المكونات والمستخدمين النهائيين، ووصولاً إلى البطارية وإعادة التدوير بعد انتهاء عمرها الافتراضي، حسبما أشارت الشركة في وثيقة الطرح. للقيام بذلك جمعت الشركة 250 مليون دولار مؤخراً من خلال كيان استحواذ ذي أغراض خاصة، أو ما يعرف بشركة الشيك على بياض، التي تُعَدّ بدعة الأسواق المالية.

اقرأ أيضاً: معركة طاحنة بين شركات البطاريات الكهربائية على الأراضي الأمريكية

تختلف شركة الشيك على بياض تلك عن نظيراتها التي استثمرت في عمليات التصنيع الخاصة بشركات السيارات الكهربائية، أو اندمجت معها وطورت خططاً أخرى تبدو عصرية، لكنها ليست بالضرورة قابلة للتنفيذ في أي وقت قريب، وإنما تقدم حلاً لمشكلة لم يكتشفها المستثمرون تماماً بعد، وهي سلسلة توريد بطاريات السيارات الكهربائية المفقودة خارج الصين، حيث يتركز معظم التصنيع حالياً.

يتسم نطاق هذا المشروع بالاتساع، إذ تتكون البطارية من عدة أجزاء تأتي من مجموعة من الموردين، تبدأ من المواد الخام عبر عمال المناجم، والمصافي التي تقوم بتنظيفها للاستخدام، والموردين الذين يصنعون القطع الصغيرة داخل حزمة الطاقة، وحتى هؤلاء الذين يصنعون المكونين الرئيسيين -الأنودات والكاثودات- ورزم البطارية حول الخلايا.

اقرأ أيضاً: إنفوغراف: منافسة بين الشركات لتأمين النيكل من أجل تصنيع البطاريات اللازمة للسيارات الكهربائية

كما أن هناك العمليات المرتبطة بعديد من الأجزاء، وأغلبها تصنعه شركات مختلفة، ويتطلب تكنولوجيا مختلفة، ومع ذلك، لكي يكون لها أي أهمية مالية أو تكنولوجية، يجب عليها العمل معاً.

عملية معقدة

بقدر ما تبدو عمليات الطلاء الجاف لتصنيع عناصر "الكاثودات" وأنظمة تغليف البطاريات مملة للغاية، فإنّ فهم هذه الأمور ليس سهلاً، وكذلك وضع رأس المال وراء الشركات الصغيرة التي تتحمل بعض أكبر التحديات التي تتطلب الترابط مع الشركات حولها، لكن ذلك قد يعني تحقيق تقدم كبير في مجال البطاريات، وبالتبعية في النظام البيئي للمركبة الكهربائية، وهذا بدوره من شأنه أن يساعد في إنشاء سلاسل التوريد التي تحتاج إليها دول مثل الولايات المتحدة بشدة.

في نهجها، تقوم "بي إف إيه سي" فعلياً بما يمكن أن يكون اختصاص شركات رأس المال المغامر التقليدية، إذ تقدم مجموعات عميقة من الأموال للشركات الناشئة وأنظمة الدعم مترامية الأطراف للشركات الجديدة من خلال شبكاتها الواسعة، فيما (من الناحية النظرية) تقدم المشورة والاتصالات من خلال حاضناتها، وهي تشبه نسخة مصغرة من شركة "بيركشاير هاثاواي" لكنها تختص بالبطاريات فقط. هؤلاء الممولون الكبار لم يفعلوا ذلك لتكنولوجيا حزم الطاقة كثيرة المشكلات، وقد لا تكون فكرة الدخول إلى مجالات الأجهزة والكيمياء جذابة مثل سوق كبيرة أو تطبيق اجتماعي صاعد.

اقرأ أيضاً: مبيعات البطاريات تقفز عالمياً مع ازدهار الطلب على السيارات الكهربائية

كما أخبرني أركادي سوسينوف، الرئيس التنفيذي لشركة "فريواير تكنولوجيز" (Freewire Technologies Inc) لشحن السيارات الكهربائية والطاقة، مؤخرا بأن "نموذج رأس المال المغامر لا يدعم الابتكار الإضافي". وأشار إلى أن الاختلاف في الصين هو أن "عوائد هذه الاستثمارات التي تبلغ خمسة أضعاف -أو حتى العوائد الصغيرة- تكون ذات مغزى". هذا يفسر مجموعة التكنولوجيات الواقعية التي ظهرت فجأة بحثاً عن رأس المال والترابط، في الوقت الذي تسعى فيه مليارات الدولارات من أموال رأس المال المغامر إلى تحقيق العوائد.

تخلف الغرب

هذا سبب لكون شركة الشيك على بياض تلك مثيرة للاهتمام، فهي تملأ الفراغ بشكل استراتيجي بعد تحديد المشكلة جيداً قبل الآخرين، وتستعدّ "بي إف إيه سي" للعبة الطويلة. ورغم أنها لم تحدد بعدُ "مجموعة الشركات الأولية" كما تفعل شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة عادة للبدء، فإنّ شركة "بالا إنفستمنتس" (Pala Investments Ltd)، وهي من المساهمين الرئيسيين، كانت تركز على هذا المجال منذ فترة. وفي عام 2019 استحوذت على شركة تمتلك منجماً للنيكل والكوبالت، ومشاريع تعدين أخرى ذات صلة لكنها غير مطورة بالقدر الكافي. ومؤخراً اشترت حصة كبيرة في شركة "نيفادا كوبر" (Nevada Copper Corp).

اقرأ أيضاً: رئيس "فورد" يدعو إلى إنتاج البطاريات في الولايات المتحدة لتجنب النقص

في مؤتمر عُقد مؤخراً، أشارت جيسيكا فونغ، الخبيرة الاستراتيجية الرئيسية في "بالا"، إلى أن العالم الغربي كان متخلفاً عن الركب، وأنه فقط "استيقظ على حقيقة نقص المعادن المهمة"، وفقاً لشركة "ستاندرد أند بورز". وقالت إن أحد الأشياء التي تفكر فيها الشركة هو سلاسل التوريد والتنسيق، و"لماذا لا تستثمر شركات المصبّ في المنبع لضمان حصولها على المعروض؟".

قالت "بي إف إيه سي" أيضاً في نشرة طرحها إنها تعتمد بشدة على خطط حكومة "بايدن" لبناء سلاسل توريد للسيارات الكهربائية، مقدمة حجة مشروعة تذهب إلى ما وراء شراء حصص في شركات المعادن الأساسية وشركات التعدين.