ترمب يحظر التعامل مع 8 منصات صينية للدفع الإلكتروني قبل أسبوعين من مغادرته البيت الأبيض

رجل يعبر من أمام لافتة تحمل العلامة التجارية لـ"علي باي" خارج مقر مجموعة "آنت" في شنغهاي. الصين
رجل يعبر من أمام لافتة تحمل العلامة التجارية لـ"علي باي" خارج مقر مجموعة "آنت" في شنغهاي. الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

وقَّع الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترمب أمراً بحظر المعاملات الأمريكية مع ثماني منصات للدفع الإلكتروني مملوكة لشركات صينية -ومن ضمنها "علي باي" (Alipay) التابعة لشركة " آنت غروب كو"؛ على أن يسري الأمر في غضون 45 يوماً، عندما لن يكون الرئيس موجوداً في البيت الأبيض.

والأمر التنفيذي هو أحدث محاولة من جانب الإدارة المنتهية ولايتها لاستخدام قوى الأمن القومي ضد أكبر شركات التكنولوجيا في الصين. لكنَّ الأمر متروك للرئيس المنتخب جو بايدن ليقرر ما إذا كان سيطبقه أم لا.

كما أنَّه يوجِّه ضربة أخرى إلى "جاك ما" المؤسس الشريك في مجموعة "آنت"، الذي لم يظهر علناً منذ أن أوقفت الجهات التنظيمية في الصين الاكتتاب العام الأولي لـلمجموعة بقيمة 35 مليار دولار، وأطلقت تحقيقاً في مكافحة الاحتكار ضد مجموعة "علي بابا".

ويوجه الأمر التنفيذي وزارة التجارة الأمريكية إلى صياغة قواعد تحدد المدفوعات والمعاملات التي سيتم حظرها. ويطال الأمر شركات "تينسنت هولدنجز ليمتد" (Tencent Holdings Ltd)، و"كيو كيو واليت" (QQ Wallet)، و"ويتشات باي" (WeChat Pay)، بالإضافة إلى "كام سكانر" (CamScanner)، و"شاريت" (SHAREit)، و"في ميت" (VMate)، و"دبليو بي إس أوفيس" (WPS Office).

تأثير محدود

ومن المحتمل أن يواجه الأمر التنفيذي تحديات قانونية مماثلة لتلك التي تمَّ وضعها ضد جهود ترمب السابقة لفرض بيع تطبيق "تيك توك" (TikTok) المملوك لشركة "بايت دانس ليمتد" ( ByteDance Ltd) الصينية، وحظر تطبيق المراسلة "ويتشات". لكن يمكن لبايدن أيضاً إيقاف الأمر مؤقتاً أو إلغاؤه لدى توليه مهام منصبه في وقت لاحق من الشهر الجاري.

ومن المحتمل أن يكون التأثير الفوري للأمر التنفيذي محدوداً.

وتمتلك تطبيقات مثل "ويتشات"، و"علي باي" أكبر قاعدة عملاء لها في الصين الكبرى، علماً أنَّ عدد المستخدمين في الولايات المتحدة صغير نسبياً.

وليس من الواضح ما إذا كان يمكن تطبيق الأمر التنفيذي الذي أصدره ترمب على المعاملات خارج الولايات المتحدة –فمثلاً تسمح "ستاربكس" للعملاء بالدفع من خلال "ويتشات باي" في الصين.

وارتفعت أسهم "علي بابا"، و"تينسنت" بأكثر من 1% يوم الأربعاء في هونغ كونغ.

استخدام التطبيقات الصينية يزداد في أمريكا

ومن بين المجموعات المذكورة في الأمر التنفيذي الذي أصدره ترمب كان تطبيق " كام سكانر" لتصوير المستندات، وهو الأكثر تنزيلاً بواقع 4.4 مليون مرة في عام 2020، وفقاً لشركة الأبحاث "سينسور تاور" ( SensorTower).

وحقَّق تطبيق "ويتشات" المملوك لشركة "تينسنت" -خدمة وسائل التواصل الاجتماعي التي يستخدمها أكثر من مليار صيني- 1.6 مليون عملية تنزيل في عام 2020.

واستهدف الأمر التنفيذي الذي أصدره ترمب "ويتشات"، و "كيو كيو واليت"، المحفظة الرقمية المدمجة في أكبر منصتين تابعتين لشركة " تينسنت" تحملان الاسم نفسه.

ونجح تطبيق "علي باي" في إدارة ما يزيد قليلاً عن 207 آلاف عملية تنزيل في عام 2020.

وركَّز تطبيق شركة "آنت" المميز بشكل أساسي في الولايات المتحدة على الأماكن التي يزورها، ويتسوق فيها المستهلكون الصينيون، مثل المتاجر الفاخرة في نيويورك، أو الوجهات السياحية في كاليفورنيا.

نيكولاس تورنر: من الصعب التنبؤ بالنطاق النهائي للقيود والكيانات التي سيتم استهدافها

ولكن في عام 2019، أبرمت "علي باي" صفقات مع تجار التجزئة، مثل سلسلة الصيدليات "والغرينز" (Walgreens)، فقد وضعت شعار التطبيق أمام ملايين المستهلكين الأمريكيين الآخرين.

وقال نيكولاس تورنر، المحامي في "ستيبتوي آند جونسون إل إل بي" (Steptoe & Johnson LLP) في هونغ كونغ: "الأمر التنفيذي الجديد مشابه، ولكن يبدو أنَّه أوسع صياغة، من الأوامر التنفيذية التي صدرت العام الماضي، التي تستهدف المعاملات المتعلقة بـ"ويتشات" و"تيك توك"".

وأضاف: "من الصعب التنبؤ بالنطاق النهائي للقيود والكيانات التي سيتمُّ استهدافها. ومن المفترض أن يتركز التأثير على المعاملات في الولايات المتحدة، على الرغم من أنَّ ذلك غير مضمون".

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، إنَّ ترمب يتصور النطاق على أنَّه مشابه للأوامر السابقة، ولا يتوقَّع أن يؤثر على رواتب الموظفين. لكن المسؤولين لم يردوا على سؤال حول ما إذا كان الأمر التنفيذي سيؤثِّر على المدفوعات الفردية بين مستخدمي المنصات.

حرمان الخصوم من بيانات المستخدمين

ومع ذلك، فإنَّ أمر ترمب، الذي يشير إلى مخاوف من أنَّ المنصات تهدد الأمن القومي، لديه القدرة على تعطيل التجارة الدولية بشكل كبير.

وقال كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية، إنَّهم يعتقدون أنَّ هذه الخطوة يمكن أن تساعد في وقف التعدي الصيني على جمع البيانات، ومنع المعلومات الشخصية مثل النصوص، والمكالمات، والصور من أن يتمَّ جمعها من قبل الخصوم. لكنَّ كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية لم يحددوا حالات معينة لسرقة البيانات باستخدام التطبيقات.

وبدلا ًمن ذلك، أشاروا إلى حجم منصات الدفع، قائلين إنَّ نطاقها جعلها أهدافاً محتملة للجهود الصينية لجمع البيانات.

وقال روبرت أوبراين مستشار الأمن القومي في بيان: "تطلب الحكومة الصينية من جميع الشركات التجارية، الكبيرة والصغيرة، دعم الأهداف السياسية للحزب الشيوعي الصيني".

ولم ترد وزارة الخارجية الصينية في بكين على الفور يوم الأربعاء على طلب للتعليق على الأمر التنفيذي الذي أصدره ترمب.

وأصدر وزير التجارة الأمريكي ويلبر روس بياناً منفصلاً قال فيه، إنَّه أصدر توجيهات لوزارته بتنفيذ الأمر. وأوضح: "أؤيد التزام الرئيس ترمب بحماية خصوصية وأمن الأمريكيين من التهديدات التي يشكلها الحزب الشيوعي الصيني".

روبرت أوبراين مستشار الأمن القومي الأمريكي: تطلب الحكومة الصينية من جميع الشركات التجارية دعم الأهداف السياسية للحزب الشيوعي الصيني

ويعكس الجدول الزمني البالغ 45 يوماً فترة مماثلة في الأوامر التنفيذية الصادرة بشأن "ويتشات"، و"تيك توك" وفقاً لأحد المسؤولين الذين أدلوا بتصريحات للصحفيين بشرط عدم الكشف عن هويته. ولم يكن هناك أي اعتبار لتسريع التنفيذ قبل نهاية الإدارة الحالية.

وقال المسؤول، إنَّ إدارة ترمب لم تطلع الفريق الانتقالي لـبايدن على الأمر.

وكانت رويترز أوَّل من نشر الأمر التنفيذي الذي أصدره ترمب بشأن حظر التعامل مع تطبيقات صينية.