في ذروة صعودها.. صناديق التحوط تراهن على هبوط سندات الخزانة الأمريكية

تتأرجح سوق السندات في الأسابيع الأخيرة وسط مخاوف من ارتفاع التضخم والرهان على رفع الفائدة فيما جاءت سلالة "أوميكرون" لتهدد التعافي الاقتصادي وتقلب الموازين
تتأرجح سوق السندات في الأسابيع الأخيرة وسط مخاوف من ارتفاع التضخم والرهان على رفع الفائدة فيما جاءت سلالة "أوميكرون" لتهدد التعافي الاقتصادي وتقلب الموازين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

واجه المضاربون حالة استثنائية غير متوقعة في سوق السندات خلال الأسبوع الماضي، عندما راهنوا بكثافة على تدهور أسعار سندات الخزانة في نفس وقت انطلاق موجة صعود عالمية لها بسبب ظهور متحوِّر "أوميكرون".

قامت صناديق الرافعة المالية بزيادة رهانها على انخفاض أسعار سندات الخزانة بأكبر نسبة منذ أبريل 2020، وفق البيانات الصادرة عن "لجنة تداول العقود الآجلة للسلع" حتى نهاية شهر نوفمبر.

غير أن أسعار السندات واصلت ارتفاعها، مع تسجيل "مؤشر بلومبرغ لسندات الخزانة الأمريكية" يوم الجمعة الماضي أعلى مستوى له منذ سبتمبر، بما يشير إلى أن صعودها الأخير ربما زادت حرارته طفرة غير عادية في الأسعار نتجت بالأساس عن المبالغة في الرهان على هبوطها.

محافظو البنوك المركزية يطيحون بصناديق التحوط الكلية

تأرجح سوق السندات

وتعليقاً على التأرجح الأخير في أسواق السندات العالمية، قال يوجين ليو، استراتيجي أسعار الفائدة لدى "دي بي إس بنك" في سنغافورة: "إنه مزيج من الرهانات وانعدام السيولة. فمن المعقول أن تتحول إلى موقف تشاؤمي من حركة سندات الخزانة استناداً إلى عوامل التحليل الأساسي والرسالة التي يبثها مجلس الاحتياطي الفيدرالي. ومن سوء الحظ أن أوميكرون قلب الأمور رأساً على عقب".

صناديق التحوط تخفض رهاناتها على هبوط الين بأكبر نسبة منذ انتشار كورونا

زاد تأرجح سوق السندات على مدى الشهرين الماضيين إذ دفع ارتفاع مستوى التضخم المتعاملين إلى المراهنة على سرعة تقشف السياسة النقدية، في حين أن المتحوِّر الجديد من فيروس كورونا عزز المخاوف المتعلقة بمستقبل نمو الاقتصاد.

وفي النهاية، أطلق تقرير الوظائف الأمريكية المربك الذي نشر يوم الجمعة الماضي موجة رهان على الملاذ الآمن بالإقبال على سندات الخزانة تسببت في انخفاض العائد على سندات الخزانة استحقاق 10 سنوات إلى 1.33%، بما يقل بنحو 40 نقطة أساس عن ذروته في شهر أكتوبر الماضي، ونتج عنها استقامة منحنى العائد.

مازال صافي الموقف الاستثماري عند صناديق الرافعة المالية طويل الأجل في سوق السندات، بما يشير إلى أن بعضها كان يراهن على استقامة منحنى العائد، وربما أنها قد استفادت من انخفاض العائد طويل الأجل أكثر من أقرانها التي راهنت على الهبوط في الأجل القصير.

انكمشت الفجوة بين العائد على السندات أجل 10 سنوات وأجل سنتين إلى 75 نقطة أساس يوم الجمعة الماضي، وهي أقل فجوة بينهما في ما يزيد على عام.

العوائد طويلة الأجل عاودت الارتفاع اليوم الإثنين. وارتفع العائد على سندات أجل 10 سنوات بنحو 5 نقاط أساس إلى 1.39%، معوضاً نصف النقاط التي فقدها يوم الجمعة، والتي بلغت 10 نقاط أساس.

وارتفعت عوائد السندات استحقاق عامين بمقدار 3 نقاط أساس، ما يعني ارتفاعاً في منحنى العائد بنسبة معتدلة.