ارتفاع حرارة الشتاء القياسي يهوي بأسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة

أدت درجات الحرارة المرتفعة في أمريكا إلى تقليل الطلب على الغاز الطبيعي للتدفئة وزيادة مخزوناته المحلية
أدت درجات الحرارة المرتفعة في أمريكا إلى تقليل الطلب على الغاز الطبيعي للتدفئة وزيادة مخزوناته المحلية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

هبطت أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى لها خلال أكثر من 4 شهور في الوقت الذي أدت فيه درجات الحرارة العالية القياسية إلى وأد الطلب على التدفئة قبيل دخول فصل الشتاء.

انخفضت أسعار العقود الآجلة تسليم شهر يناير بنسبة 12% أمس الإثنين، مما يجعل هذه السلعة صاحبة الأداء الأسوأ بين المواد الخام التي يجري تداولها في الولايات المتحدة.

بالفعل، خسر الغاز حوالي 40% من قيمته منذ شهر أكتوبر الماضي عندما كان المضاربون يراهنون على العجز في الوقود على مستوى العالم، مما أدى إلى صعود الأسعار لتبلغ مستوى هو الأعلى خلال سبعة أعوام.

منذ ذلك الوقت، أُجبر المستثمرون على التخلي عن جزء من تلك الرهانات. في حين ما زال يوجد نقص في مخزونات الغاز الطبيعي في أوروبا وآسيا، وهو ما أسفر عن صعود الأسعار هناك، لكن الطقس الدافئ في الولايات المتحدة أدى إلى زيادة بالمخزونات المحلية، وهو ما أسفر عن تقلص غالبية الصعود الذي تحقق خلال العام الجاري.

هبوط صادرات الغاز الطبيعي المسال الأمريكي في وقت غير مناسب

في غضون الأيام السبعة السابقة بمفردها، جرى رصد أكثر من 4 آلاف عملية تسجيل يومية لدرجات حرارة تتجاوز المستوى الاعتيادي.

وتشير توقُّعات شهر ديسمبر الجاري إلى أنَّه يسجل أعلى ثالث مستوى لدرجات الحرارة منذ عام 1950، بناءً على استهلاك الغاز الطبيعي، بحسب برادلي هارفي، خبير الأرصاد الجوية في شركة التوقُّعات التجارية "مكسار".

من الممكن أن تصل درجة الحرارة إلى 61 درجة فهرنهايت (بما يعادل 16 درجة مئوية) في نيويورك، و 81 درجة في هيوستن خلال الأسبوع الجاري، بحسب قناة "ويزر تشانل".

شركتان أمريكيتان تتوسعان في بناء قدرات تصدير الغاز الطبيعي المسال

تلاشي مخاوف العرض

جاء محو علاوات فارق العائدات المضافة من قبل المضاربين للعقود الآجلة لفصل الشتاء بالكامل تقريباً كواحدة من المؤشرات على طريقة تلاشي المخاوف المتعلقة بالعرض.

وخلال الفترة الماضية، كان يسيطر على العقود الآجلة لشهري مارس وأبريل رهان رئيسي على مدى نقص المخزونات في نهاية فصل الشتاء عبر نصف الكرة الشمالي، وتراجعت إلى 3 سنتات عقب صعوده إلى 1.90 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في وقت سابق من شهر أكتوبر الماضي.

البرد القارس على أبواب أوروبا بدون مخزون كافٍ من الغاز الطبيعي

"يجري وصف أولئك الذين أقروا بتوقُّعات وجود طلب قوي بالفعل في موسم فصل الشتاء بالأرامل"، بحسب غاري كنينغهام، الذي يعمل مديراً لأبحاث السوق في شركة "تراديشن إنريجي". تابع: "لا يمكننا فقط رؤيته في الوقت الحالي".

جاءت خسائر العقود الآجلة خلال فصلي الربيع والصيف بمستوى أقل حدة بكثير. وهبط سعر عقود الغاز للتسليم خلال شهر أغسطس المقبل بنسبة 7% أمس الإثنين، وتراجع بنسبة 18% عن المستوى الأعلى الذي سجلته في 26 نوفمبر الماضي.

من جهته، أوضح بوب يوغر، الذي يعمل رئيساً لقسم العقود الآجلة في شركة "ميزهو" للأوراق المالية، في رسالة عبر البريد الإلكتروني: "تقترب تجارة الصيف من تجاوز عمليات تجارة الشتاء حتى قبيل دخول فصل الصيف".

ازداد الهبوط جراء المبيعات التلقائية التي جرت عقب تراجع في الأسعار إلى أقل من مستويات سعرية محددة، تشمل المتوسط ​​المتحرك لفترة 200 يوم لعقود التسليم في شهر يناير التي وصلت إلى 4.15 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.

كان مؤشر "القوة النسبية" للوقود لمدة 14 يوماً ثابتاً عند 32.8 يوم الإثنين، وما زال يقف عند مستوى يتجاوز الـ30 الذي يدلل في العادة على بلوغ مستوى الذروة من عمليات بيع الأوراق المالية.

قال كنينغهام، إنَّ المخاوف التي تتمحور حول أنَّ تفشي عدوى فيروس "أوميكرون" المتحوِّر ستسفر عن زيادة في القيود المفروضة ألقت بظلالها أيضاً على أسعار تداول الغاز.

قلَّصت صناديق التحوط من رهاناتها الصعودية على الغاز الطبيعي إلى مستوى هو الأدنى منذ شهر يونيو خلال الأسبوع المنتهي في 30 نوفمبر الماضي، بحسب ما تُظهر أحدث بيانات صادرة عن لجنة عقود تداول السلع الآجلة الأمريكية.