إذا واجهت "تسلا" مشكلات فعلى الجميع القلق

عملاء ينظرون إلى سيارة "تسلا" كهربائية من طراز "Y" في صالة عرض شركة صناعة السيارات في شنغهاي بالصين
عملاء ينظرون إلى سيارة "تسلا" كهربائية من طراز "Y" في صالة عرض شركة صناعة السيارات في شنغهاي بالصين المصدر: بلومبرغ
 Anjani Trivedi
Anjani Trivedi

Anjani Trivedi is a Bloomberg Opinion columnist covering industrial companies in Asia. She previously worked for the Wall Street Journal.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تمكنت "تسلا" حتى الآن من الإبحار ببراعة في أزمة سلاسل التوريد والتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين التي أعاقت شركات التصنيع في العالم، لكن مخاوف شركة تصنيع السيارات الكهربائية الأخيرة تُظهِر أن الأمر سيُصبح أكثر صعوبة بالنسبة إلى الشركات التي كانت تأمل في أن تكون قد تخطّت الأسوأ.

انضمت شركة إيلون ماسك إلى مجموعة من مورّدي السيارات الآخرين الذين يبحثون عن استثناءات ضريبية على أجزاء مختلفة، وقدّمت ثلاثة تعليقات إلى الممثل التجاري للولايات المتحدة لدعم التنازلات على المواد الخام الأساسية التي تحتاج إلى استيرادها من الصين. وقالت "تسلا" في تلك التعليقات إنّ "الغرافيت الطبيعي غير متوفر حالياً في المواصفات، كما أن السعة غير متاحة لدى جهات غير مورّديها الحاليين والصين"، وهي المطلوبة لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة.

أفضلية

ويُعَدّ هذا ارتداداً صارخاً في الثروات. فخلال السنوات القليلة الماضية، حتى في أثناء فترة الحرب التجارية، بدت "تسلا" فائزة في الصين بعد دخولها السوق بشروط مواتية وتأسيسها مشروعاً خاصاً، على عكس شركات صناعة السيارات الأخرى التي كان عليها العمل في شراكات والتقيد بسقف في الملكية. استفادت الشركة كذلك من سياسات بكين الصديقة للمركبات الكهربائية لتكثيف الإنتاج وبناء سلسلة إمداد عميقة في الصين. كل هذا يعني أن "تسلا" كانت قادرة على تعزيز التصنيع بشكل كبير في الوقت الذي كانت فيه خطط منافسيها غير مؤكدة.

في نهاية المطاف، فاق فيروس كوفيد-19 المخاوف المتعلّقة بالتعريفات الجمركية، ورغم سلاسل التوريد الصعبة والنواقص، تمكنت "تسلا" من إنتاج كثير من السيارات وتصدير أحدث طرازاتها إلى أوروبا من الصين. أُجبر مصنّعو السيارات الآخرون على وقف مرافق الإنتاج مؤقتاً، وعانت "تسلا" أيضاً من المشكلات ولكنها كانت أقل خطورة بكثير من نظيراتها. يرجع ذلك جزئياً إلى الطريقة التي تعامل بها ماسك مع هذه الأزمات التي عبّر عن إحباطه بشأنها في الأيام الأخيرة.

وفي تغريدة بنهاية نوفمبر الماضي، قال إيلون ماسك: "يا رجل، لقد كان هذا العام بمثابة كابوس لسلسلة التوريد، وهو لم ينتهِ بعد. سأقدّم خريطة طريق مُحدّثة للمنتجات في مكالمة الأرباح التالية".

مشكلة حقيقية

توضّح معاناة "تسلا" الحالية لشراء مادة خام تحتاج إليها لخلية بطارية تحاول تطويرها داخلياً، ولا تتوفر إلا في الصين، أن التأثير المُركّب للتعريفات الجمركية وسلسلة التوريد لا يقارب على الانتهاء. تنتقل هذه التأخيرات اللوجستية والقضايا المتعلّقة بها من مجرد مضايقات تصنيعية مؤقتة على ما يبدو إلى مشكلات حقيقية تؤدي إلى إبطاء التطوير والإنتاج. يعتبر الغرافيت عنصراً ضرورياً لصنع أجزاء أو أنودات بطاريات المركبات الكهربائية، ومن دونها قد تواجه "تسلا" مزيداً من الانتكاسات للتقنية التي كانت تعتزم الكشف عنها وتحاول السيطرة عليها.

في الوقت نفسه، لن يتمكن الآخرون المتطلعون إلى تعزيز القدرة التصنيعية للولايات المتحدة من القيام بذلك أيضاً.

قد تبدو هذه مجرد عثرات نابعة من القيود المفروضة على نقل المواد، ولكن المسألة تشير إلى أن القضية آخذة في الاتساع. ضع في اعتبارك هذا الأمر. المواد، أي الغرافيت، التي تحتاج إليها "تسلا" مطلوبة أيضاً من قِبل صانعي البطاريات الآخرين. وعلى غرار ما قدّمته "تسلا" من تعليقات، قدمت "إس كيه إنوفيشين" (SK Innovation) الكورية الجنوبية تعليقاً قالت فيه: "لا توجد حالياً بنية تحتية كافية في الولايات المتحدة يمكنها تقديم الغرافيت الصناعي بالكمية والتكلفة التي تتطلبها". علاوة على ذلك، أشارت الشركة إلى أنه نظراً إلى أن هذه المواد أساسية جداً، فستُنقل التكاليف المرتفعة إلى المستهلكين والشركات الأمريكية. وإذا لم تتمكن "إس كيه" من الحصول عليها فقد يواجه عنصر الاستثمار في البطارية، وهو أحد أبرز عناصر سياسة السيارات الكهربائية والتصنيع في الولايات المتحدة، صعوبات.

حتى الآن، استجابت الشركات تجاه الضغوط عند ظهورها، بل وتنتظر انتهاءها، ولكن يصعُب رؤية بدء أي تخطيط طويل الأمد. كما أنّ رد فعل صانعي السياسات كان بطيئاً حيال معالجة التحديات المتزايدة، وهذا لا يبشر بالخير لقطاع التصنيع في العالم، حتى وإن ظهر بعض العلامات على تخفيف الضغوط على الإمدادات، فلقد وقع الضرر وقلة استعدوا للأمر.