توقعات متباينة لأداء وول ستريت في 2022.. وهامش الفرق هو الأعلى في 10 سنوات

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

جعل موقف مجلس الاحتياطي الفيدرالي تجاه تشديد السياسة النقدية والفيروس المتحور، من الصعب على الخبراء الإستراتجيين توقع أداء أسهم وول ستريت في العام المقبل.

اقرأ أيضاً: إستراتيجيو "وول ستريت" ينصحون باقتناص الأسهم المتراجعة غير مبالين بارتفاع الإصابات

فعلى سبيل المثال، يرى إد كليسولد، كبير الإستراتيجيين في "نيد دافيس ريسيرش" (Ned Davis Research)، أن احتمال تباطؤ الأرباح وسياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأكثر تشدداً، قد يدفعان الأسهم الأمريكية إلى "سوق هابط ضحل" خلال العام المقبل، قبل أن يرتدّ موشر "ستاندرد آند بوزر 500" لينهي العام على ارتفاع معتدل.

تتناقض هذه التوقعات الحذرة لكليسولد مع توقعات نظرائه في "كريدي سويس" و"جيه بي مورغان تشيس آند كو".

اقرأ المزيد: استمرار بداية الموسم النشطة مع تدفق 15 مليار دولار من إصدارات السندات مرتفعة الفائدة

رفع جوناثان غولوب من "كريدي سويس" أخيراً مستهدفه لعام 2022 لمؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بمقدار 200 نقطة إلى 5200، مشيراً إلى تحسن آفاق أرباح الشركات والأوضاع المالية السهلة، بينما يقول ماركو كولانوفيتش وزملاؤه في "جيه بي مورغان تشيس آند كو" إن تقلبات السوق ستهدأ في العام المقبل، عندما ينتهي الوباء ويتعافى الاقتصاد بالكامل.

اقرأ أيضاً: المستثمرون الكمِّيون في وول ستريت يبيعون كل الأصول المالية على المكشوف

تصدر التوقعات المتضاربة في عالم أصبح شبه مستحيل التنبؤ به، من اضطرار المستثمرين إلى التعامل مع بنك مركزي، يتجه نحو تشديد السياسة النقدية، للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، وصولاً إلى التهديد بمزيد من عمليات الإغلاق، وكلها أمور من شأنها أن تعرقل النمو.

فرق كبير

حتى الآن، يمتد نطاق تقديرات "ستاندرد آند بورز 500" التي جمعتها "بلومبرغ" لعام 2022 من 4400 إلى 5300، هامش بنسبة 20%، وهو ثاني أوسع فارق خلال 10 سنوات.

قال جوشوا ليوناردي، المدير في "تي دي برايم سيرفيسز" (TD Prime Services): "هناك المزيد من المتغيرات في الوقت الحالي، سواء كان ذلك ما يحدث بالنسبة إلى الاحتياطي الفيدرالي، أو التضخم، أو استمرار التقلبات الشديدة صعوداً وهبوطاً، والتي تحدث أثناء التعامل مع الوباء".

"ربما توفر نتيجة لما نحن عليه من وجهة نظر جغرافية سياسية كلية، طائفة أوسع من النتائج الممكنة"، وفقا لـ"جوشوا".

ظروف غير مواتية

في الوقت الذي يتجه فيه إد كليسولد من مؤسسة "نيد دافيس"، نحو النهاية الصعودية لهذا النطاق، فإن توقعه للاضطراب على طول الطريق يؤكد مدى صعوبة الحصول على اقتناع تام.

يتوقع أن يختتم مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" الأداء العام المقبل عند 5000 نقطة -بارتفاع نسبته 6% عن الإغلاق الأخير- ولكن ليس قبل أن ينخفض ​​بنسبة 10% على الأقل عند نقطة ما، وهذا من شأنه أن ينهي سلسلة من المكاسب الثابتة.

في الأشهر الـ13 الماضية، تراجع السوق بأكثر من 5%.

كتب كليسولد في مذكرة للعملاء الأربعاء: "من المؤكد تقريباً أن الظروف لن تكون مؤاتية للسوق في عام 2022".

"نتوقع وتيرة أبطأ للمكاسب، والمزيد من الانخفاض المتكرر، واحتمالاً كبيراً بحدوث عملية تصحيح بأكثر من 10%، وفرصة واقعية لسوق هابط ضحل".

لطالما كان توقع أداء الأسهم في 13 شهراً ممارسة محفوفة بالمخاطر، ولكن إذا كان الأسبوعان الأخيران بمثابة مؤشر على الاضطراب القادم، فهذه مهمة حمقاء أو صعبة في الوقت الحالي.

ارتفاع قياسي

مثلما أصبح المستثمرون مقتنعين بأن وجود سلالة جديدة من فيروس كوفيد وأن توجه الاحتياطي الفيدرالي للتشديد يمكن أن يضعا نهاية لصفقات شراء الأصول ذات الأسعار المنخفضة على أمل ارتفاعها، عاد صائدو الصفقات إلى الظهور، ما ساعد على دفع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" إلى أعلى مستوى إغلاق على الإطلاق.

لقد واجه مقدّمو التوقعات المحترفون أوقاتاً صعبة في عام 2021، وجاءت الأحداث وفق توقعاتهم سليمة، ولكنهم دائماً ما كانوا يخطئون الهدف في السوق الذي لم يفعل شيئاً سوى الارتفاع في معظم العام.

في يناير، كان أعلى مستهدف في نهاية 2021 هو 4400. ارتفع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 0.3% إلى 4701 يوم الأربعاء.

اعترف كليسولد بأن ورقة رابحة يمكن أن تعطل توقعاته: هوامش الربح، التي يتوقع أن تنكمش بمقدار 30 نقطة أساس بسبب ضغوط الأجور، رغم إشارته أنه على مدار الأربعين عاماً الماضية، نادراً ما حدث ضغط الهامش أثناء فترات النمو الاقتصادي.

الجدير بالذكر أن قدرة الشركات الأمريكية على جني المزيد من الأرباح من المبيعات قد ساعدت في دعم سلسلة ممتازة من المفاجآت الإيجابية.

الاحتياطي الفيدرالي وعدم اليقين

هناك حالة أخرى من عدم اليقين مرتبطة بخطة بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن التشديد النقدي. ففي حين لا يؤدي رفع أسعار الفائدة بالضرورة إلى تدمير الأسواق الصاعدة، إلا أن وتيرة الزيادات مهمة للغاية بالنسبة لأداء الأسهم خلال العام الأول من دورة التشديد النقدي: مكاسب بنسبة 11% خلال فترات أسعار الفائدة المنخفضة، مقابل خسارة بنسبة 2.7% خلال فترات التشديد السريع، وفقاً لثمانية عقود من البيانات التي جمعتها "نيد دافيس".

يشير نموذج الدورة المركبة الخاص بالشركة إلى حدوث تراجع كبير في النصف الأول من عام 2022، قبل أن يبدأ السوق في الصعود.

قال كليسولد: "مدى تأثير مخاطر كوفيد-19 وسلسلة التوريد والتضخم على الاقتصاد، سيحدد ما إذا كان الاتجاه الهبوطي لـلدورة المركبة خلال النصف الأول من 2022 سيؤتي ثماره".

وسط مخاطر التقلبات المتزايدة، يوصي كليسولد المستثمرين بتفضيل الأسهم ذات رؤوس الأموال الكبيرة عالية الجودة، والشركات ذات النمو المستقر.