دراسة: أوميكرون يهدد بريطانيا بزيادة حالات الوفاة إلى 75 ألفاً خلال الشتاء

متحور أوميكرون قد يزيد حالات الوفاة في إنجلترا خلال الشتاء المقبل
متحور أوميكرون قد يزيد حالات الوفاة في إنجلترا خلال الشتاء المقبل المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يمكن أن يتسبب متحور أوميكرون في حدوث موجة عدوى "كوفيد - 19" واسعة في بريطانيا وهو ما سيزيد من حالات الوفاة الناجمة عنه إلى 75 ألف حالة خلال الشتاء الجاري، وذلك في حال لم تقم الحكومة بفرض مزيد من الإجراءات الاحترازية، وذلك بحسب تقرير بحثي لكلية لندن للصحة والطب الاستوائي.

اقرأ أيضاً: "الصحة العالمية": أوروبا ستتجاوز مليوني حالة وفاة بسبب كوفيد-19 بحلول مارس

في ظل تطبيق قواعد "الخطة البديلة " التي فرضتها الحكومة الأسبوع الماضي لمجابهة فيروس "أوميكرون"، ستكون حالات دخول المستشفى في إنجلترا بحسب السيناريو الأكثر تفاؤلاً نحو 175 ألف حالة، بجانب حدوث 24700 حالة وفاة على مدى 5 أشهر بداية من شهر ديسمبر الجاري وحتى أبريل من العام المقبل.

طالع المزيد: "بريطانيا" تدعو وزراء صحة مجموعة السبع لاجتماع طارئ غداً لبحث تطورات "أوميكرون"

تشير التوقعات الأسوأ إلى حدوث 74800 حالة وفاة. يزيد ذلك عن نصف حالات الوفيات التي تصل إلى 127154 حالة وفاة مسجلة في بريطانيا منذ بداية الجائحة. سجلت بريطانيا ما يفوق ثلثي حالات الوفاة في كافة أنحاء المملكة المتحدة البالغة 172 ألف حالة تقريباً، ويتضمن ذلك اسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية. نوهت الكلية على موقعها الإلكتروني أن البحث لم تجر مراجعته من قبل الأقران.

الكلية قالت على موقعها الإلكتروني: "استعمل فريق البحث أحدث البيانات التجريبية المتعلقة بسمات قيام متحور أوميكرون بتفادي الأجسام المضادة من أجل استطلاع السيناريوهات المنطقية للهروب المستضدي الخاص بفيروس أوميكرون".

طالع أيضاً: بريطانيا تحظر السفر من جنوب أفريقيا وجيرانها بسبب فيروس "أوميكرون"

قيود على الضيافة الداخلية

جاء في توصيات التقرير أن الأمر يتطلب فرض قيود على أنشطة الضيافة الداخلية، وأحجام التجمعات للأشخاص، والقيام بإغلاق بعض أماكن الترفيه التي من الممكن أن تقلص حالات دخول المستشفى المتوقعة بحوال 53 ألف حالة، وتحد من الوفيات بنحو 7600 شخص. تحث خطة الحكومة البديلة الأفراد على العمل من المنزل، وتطالب بارتداء الكمامة أثناء استقلال وسائل النقل العام ولدى القيام بزيارة للأعمال التجارية الخاصة بالبيع بالتجزئة. جرى إعفاء الحانات والمطاعم من تطبيق هذه القواعد، في حين سيكون مطلوباً من النوادي الليلية وغيرها من الأماكن الكبيرة إجراء عمليات تحقق من حصول الزوار على اللقاح.

الدكتورة روزانا بارنارد من مركز النمذجة الرياضية للأمراض المعدية (CMMID) التابع لكلية لندن للصحة والطب الاستوائي، قالت: "يعتبر ارتداء الكمامة والالتزام بمسافات التباعد الاجتماعي وجرعات اللقاح المعززة مسألة ضرورية، بيد أنه من المحتمل أن تكون غير كافية".

اقرأ أيضاً: الاتحاد الأوروبي: متغير "أوميكرون" الفيروسي مثير للقلق

أعلنت المملكة المتحدة ما يتجاوز 58 ألف حالة إصابة جديدة بمرض كوفيد في يوم الجمعة الماضي، لتسجل المستوى الأعلى منذ شهر يناير الماضي. قبل القيام برصد فيروس "أوميكرون" في البلاد للمرة الأولى منذ أسبوعين، كان فيروس دلتا المتحول يؤدي إلى تصاعد عدد حالات الإصابة، رغم أن المملكة المتحدة لديها واحد من أكثر برامج التطعيم تحقيقاً للنجاح على مستوى العالم. حصل ما يزيد عن 80% من السكان البالغين على جرعتي لقاح، وفرضت الحكومة القواعد الخاصة بالخطة البديلة في سعي منها لكسب مزيد من الوقت من أجل الإسراع بتنفيذ برنامجها الخاص بالجرعات المعززة. وتلقى 40% تقريباً من الأفراد البالغين جرعة ثالثة معززة.

إجراءات صارمة

في هذه الأثناء، قدم مسؤولو وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة النصيحة للوزراء بضرورة تطبيق "إجراءات صارمة على المستوى الوطني" مع حلول 18 ديسمبر الجاري من أجل تفادي تخطي معدلات دخول المستشفى لتلقي العلاج لمستويات الذروة التي شهدها فصل الشتاء الماضي، وفقاً لما أوردته صحيفة الغارديان. ونوهت صحيفة الغارديان في تقرير لها إلى أن التدابير الإضافية، التي تجري الإشارة إليها تحت مسمى الخطة الثالثة البديلة، من الممكن أن تنطوي على قواعد عزل أشد صرامة بالنسبة للأفراد المهددين بالإصابة بفيروس مرض كوفيد، بجانب فرض قيود إضافية على مرتادي دور الرعاية الصحية والمستشفيات، وارتداء الكمامات داخل الحانات، وإغلاق أعمال الضيافة.

من المحتمل أن تدرس حكومة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون القيام باتخاذ تدابير إضافية، بيد أنها تتعرض فعلياً لمعارضة متنامية من قبل المشرعين المحافظين على صعيد فرض القيود، خصوصاً بالنسبة لفترة العطلة.

من جهته، أكد وزير شؤون مجلس الوزراء البريطاني مايكل غوف للصحفيين يوم الجمعة الماضية في أعقاب قيادته لاجتماع طارئ حضره قادة دول المملكة المتحدة المفوضة لإدارة شؤونها: "توجد حاجة شديدة لدينا من أجل الحفاظ على عملية مراجعة مستمرة لكافة الأمور". وأضاف أن هذا الاجتماع "جرى عقده في ظل ظهور معلومات حديثة تأتي بمثابة تحد صعب للغاية" وأن البلاد تتعرض لـ "وضع مثير بشدة للقلق".