كأس العالم والإدراجات الجديدة تدعم أسواق الأسهم الخليجية في 2022

 مستثمرون يتوقعون مكاسب أكثر للأسهم الخليجية العام المقبل
مستثمرون يتوقعون مكاسب أكثر للأسهم الخليجية العام المقبل المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يعتبر العام الجاري هو الأفضل منذ ما يزيد عن عقد من الزمان بالنسبة للأسهم الخليجية وذلك بفضل صعود أسعار النفط، ويتوقع المستثمرون تحقيق مكاسب أكثر خلال العام 2022، بمساعدة من تنظيم كأس العالم لكرة القدم في قطر وعمليات إدراج جديدة للأسهم بالبورصات الخليجية.

تتقدم أسهم المنطقة على طريق تحقيقها الأداء السنوي الأفضل لها منذ سنة 2007، بعائد تبلغ نسبته 36% تشمل توزيعات الأرباح على الأسهم. يأتي ذلك بالمقارنة بتحقيق مؤشر (أم أس سي أي) العالمي عائدات بنسبة 20%، وهو المؤشر الذي يتعقب الأداء الخاص بأسواق العالم المتقدم، مقابل تحقيق مؤشر أم أس سي أي للأسواق الناشئة خسارة بلغت 1.9%.

اقرأ أيضاً: دبي تعلن إدراج "إمباور" بسوق الأسهم المحلية

منح الضوء الأخضر لإدراج مجموعة "تيكوم" في سوق دبي المالي

أسواق عربية

تمتلك الأسهم في منطقة الخليج الكثير من محفزات الأداء خلال المستقبل، بحسب شركات إدارة الصناديق وخبراء استراتيجيين. فقد أعلنت دبي عن عمليات إدراج أسهم بالبورصة لـ 10 شركات تابعة للحكومة مخطط لها، تشمل شركة المرافق الهامة: هيئة كهرباء ومياه دبي، وذلك في إطار الجهود المبذولة لجذب المستثمرين.

في هذه الأثناء، تضخ قطر، التي من المقرر أن تستضيف بطولة كأس العالم لكرة القدم العام المقبل، نفقات تقدر بمليارات الدولارات على مشاريع البنية التحتية وعمليات الاستعداد الجارية الخاصة بذلك الحدث.

طالع أيضاً: وزير المالية: إيرادات قطر سترتفع 22% العام المقبل إلى 52 مليار دولار

%50 مكاسب النفط

قال محمد علي ياسين، الرئيس التنفيذي لوضع الاستراتيجية في شركة "الظبي كابيتال" (Al Dhabi Capital Ltd): "في ظل التوقعات بحدوث اضطراب في أسعار النفط في أعقاب تحقيق مكاسب خلال العام الجاري تصل إلى 50% بالنسبة لخام نفط برنت، وفي ظل وجود مخاطر محدقة جراء تفشي وباء مرض كوفيد، من الممكن أن تسفر هذه البوادر عن قدر من التراجع في بعض أسواق الأسهم الخليجية". لكنه أوضح أن أسواق دول مجلس التعاون الخليجي الرئيسية ستواصل التفوق العام المقبل". من المتوقع أن تقود الأسهم المدرجة في بورصتي دبي وقطر عمليات تحقيق المكاسب خلال العام المقبل، يعقبها في الترتيب سوقا السعودية وأبو ظبي.

يعتقد حسنين مالك، رئيس وحدة الأبحاث في شركة "تيليمير" التي تتخذ من دبي مقراً لها، أنه توجد عوامل تحفيز إيجابية أخرى تشمل احتمال القيام بعملية إعادة تفاوض حول عقد اتفاق نووي إيراني، والتوصل لتهدئة للحرب المستعرة في اليمن، علاوة على مزيد من التطبيع في العلاقات مع إسرائيل، موضحاً أن حدوث تحسن على صعيد الوضع الجيوسياسي من المفترض أن يعمل على تهيئة خلفية مزدهرة بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي.

اقرأ أيضاً: "العالمية القابضة" أبوظبي تجمع 13 مليار دولار من إدراج "ملتيبلاي"

مخاطر تتهدد الأسهم

لا تخلو التوقعات المستقبلية من وجود مخاطر تتهدد الأسهم في منطقة الخليج، والتي يأتي من بينها تجدد تفشي وباء فيروس كوفيد والتأثير المحتمل له على نشاط السفر وبطولة كأس العالم بقطر، علاوة على تقييمات الأسهم القوية.

تتمتع أسعار الأسهم في أسواق الخليج بقيم باهظة الثمن، وذلك باستثناء دولة قطر، بالمقارنة مع الأسواق الناشئة الأخرى في الدول المصدرة للنفط. يجري تداول مؤشر "أس سي أي" لدول الخليج مجتمعة بنحو 16 ضعفاً لمعدل الأرباح المتوقعة على مدى الـ 12 شهراً القادمة، بزيادة نسبتها 30% فوق عائدات أسهم الأسواق الناشئة. يأتي ذلك بالمقارنة مع متوسط علاوة إضافية في العائد تبلغ نسبتها 13% خلال الـ 10 أعوام الماضية.

بيد أنه في حين ستستمر حكومات منطقة الخليج في بذل جهودها لتنويع اقتصاداتها ومواصلة النمو في الإنتاج، سيبقي نمو الأرباح يتحقق بالقوة، وهو ما يعزز المكاسب في أسواق الأسهم حتى سنة 2022، بحسب ديفي أرورا، التي تعمل مديرة محفظة في شركة "ضمان للاستثمار" التي تتخذ من دبي مقراً لها.

عمليات الإدراج

تمثل خطط دبي الخاصة بإجراء عمليات إدراج أسهم مجموعة كبيرة من الشركات في البورصة خلال عام 2022 مساعي الإمارة من أجل جذب المستثمرين في أعقاب تراجع أحجام التداول وحدوث سلسلة من عمليات شطب الشركات بالبورصة على مدى سنوات سابقة. بالفعل حقق سوقا أبوظبي والرياض انتعاشة في عمليات الطرح العام الأولي خلال العام الجاري.

شركة "مورغان ستانلي" التي قامت بإعادة الأسهم السعودية إلى قائمة الشراء الخاصة بها في شهر نوفمبر الماضي، قالت إن الوضع جاء ملائماً أيضاً على ما يبدو، حيث ما تزال الصناديق النشطة داخل الأسواق الناشئة على مستوى العالم تعطي بطريقة هائلة تقييماً منخفضاً لأسواق الأسهم في منطقة الشرق الأوسط.

أداء الأسواق

مجموعة "غولدمان ساكس" قالت إن الهبوط في أداء الأسواق في مؤشر أم أس سي أي للأسواق الناشئة بصفة عامة يعتبر أحد العوامل الأساسية التي تردع المستثمرين. تعد الأسواق في منطقة الشرق الأوسط "حديثة نسبياً في المؤشر من ناحية عملية التضمين، ومن الممكن أن تشهد هجرة في الأموال مع مرور الزمن، وفقاً لسيزر معاصري، رئيس فريق العمل المختص باستراتيجية الأصول المتداخلة في الأسواق الناشئة في مجموعة "غولدمان ساكس".

رغم ذلك، "ستجني حكومات الخليج دخلاً عالياً على الأرجح خلال عام 2022"، وفقاً لأكبر خان مدير إدارة الأصول في شركة "الريان للاستثمار" في الدوحة الذي يدير أصولاً تبلغ قيمتها 1.3 مليار دولار. تابع: "بطريقة واضحة للغاية، توجد توقعات مستقبلية مزدهرة بالنسبة لأسواق الأسهم في منطقة الخليج".