أُفُول أسهم التكنولوجيا الصينية يُبشِّر بصعود شركات السلع الرخيصة في 2022

الحملة الصينية على عمالقة التكنولوجيا أفسحت المجال لشركات السلع الاستهلاكية وآخرين
الحملة الصينية على عمالقة التكنولوجيا أفسحت المجال لشركات السلع الاستهلاكية وآخرين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قبل أن يضرب فيروس كورونا الأسواق، كان الاستثمار في أسهم المنتجات الفاخرة وعمالقة الإنترنت الصينيين مثل مجموعة "علي بابا" و"تنسينت" طريقة مؤكدة النجاح للاستفادة من أكبر قاعدة مستهلكين في العالم.

ثم في منتصف الوباء، بدأت بكين حملة تنظيمية بلغت ذروتها في خطاب 17 أغسطس الماضي، للرئيس شي جين بينغ، وهو الخطاب الذي غيّر كل شيء.

اكتسب برنامج "الرخاء المشترك" - وهو شعار استخدمه "شي" بوتيرة متزايدة العام الجاري - ثقلاً باعتباره أولوية وطنية، وأصبحت الشركات الصينية، التي أدت إلى تفاقم فجوة الثروة، في ورطة، بينما ازداد الطلب على الشركات التي قلصت تلك الثروة.

لكن كما يتبين للمستثمرين، تذهب رؤية "شي" إلى أبعد من مجرد الحد من عدم المساواة، إذ أوضح أيضاً في خطابه أن الجهود المبذولة لتعزيز "الرخاء المشترك" ستأتي وسط مبادرة "لتنمية عالية المستوى" للاقتصاد الصيني.

اقرأ أيضا: شركات التكنولوجيا الصغيرة أكبر مستفيد من حملة الصين على "الكبار"

فتح هذا الباب أمام مجموعة من القطاعات، حيث يمكن لمحافظ الأسهم أن تتفوق في الأداء من خلال التوافق مع أهداف الحكومة، وكان التحذير - الذي تعلمه مالكو أسهم الإنترنت بالطريقة الصعبة - هو أن الشركات ستُعاقب إذا جمعت الكثير من السلطة أو أضرت بالانسجام الاجتماعي.

وقال كينجر لاو، الخبير الاستراتيجي في "غولدمان ساكس": "ينبغي النظر إلى الكلمتين، رخاء ومشترك، بشكل فردي من أجل فهم النطاق الكامل للأهداف.. وفي حين أن إعادة توزيع الدخل أمر مهم، فإن النمو والازدهار المستدامين من خلال التكنولوجيا المتطورة لهما نفس القدر من الأهمية إن لم يكونا أكثر أهمية، وهو أمر مطلوب من أجل الحصول على شيء يعاد توزيعه".

بعد عام يُفضل العديد من المستثمرين نسيانه - إذ انخفض فيه مؤشر "هانغ سينغ" في هونغ كونغ بأكثر من 10% بينما انخفض نظيره في البر الرئيسي بنسبة 3% - نرصد في السطور التالية الأماكن التي يرى المحللون أنها تمثل فرصاً في عام 2022 في الصين تحت قيادة "شي":

أسهم السلع الاستهلاكية

بدلا من المنتجات الفاخرة والعلامات التجارية البرّاقة، من المتوقع أن تجد السلع الأساسية والسلع المعمرة استحساناً، وربما يكون أداء تلك السلع التي لديها إمكانات عالية في الأسواق الريفية جيداً بشكل خاص، في الوقت الذي يتطلع فيه صانعو السياسات إلى معالجة الفجوة بين الريف والحضر في الصين.

اقرأ أيضا: لماذا يرى المراهنون الأجانب فرصاً في حملة الصين؟

هذا يعني شركات الأطعمة والمشروبات المدرجة في البورصة، والتي تلبي احتياجات المستهلكين المُقتصدين، وحتى يرى أصحاب الدخل المنخفض تحسناً في نصيبهم، يتوقع المحللون أن القوة الشرائية الإضافية ستذهب إلى منتجات تتراوح بين منتجات الألبان عالية الجودة إلى الأجهزة المنزلية والسيارات المناسبة سعرياً.

بينما يمكن أن يعاني أي شيء يتباهى بالثروة المفرطة، مثل السيارات الفاخرة والمجوهرات والمشروبات الكحولية، كما أن الاحتمال على المدى الأطول لتوسيع نطاق ضريبة الاستهلاك لمطابقة الأهداف الاجتماعية بشكل أفضل يمكن أن يضيف أيضاً إلى الرياح المعاكسة لأسهم الرفاهية.

قد يكون للشركات التي تلعب دور الفخر الوطني في صعود الصين ميزة على المنافسين الأجانب، وتتضمن الأمثلة صانعة الأحذية الرياضية المحلية مثل "لي نينغ" (Li Ning Co) و"أنتا سبورتس برودكتس" مقابل "نايكي"، وسلاسل المطاعم مثل "هايديلاو انترناشونال" (Haidilao International Holding Ltd) مقارنة بـ"ماكدونالز"، وشركات مستحضرات التجميل المحلية مثل مجموعة "إس يونغ" (SYoung Group Co) و"ياتسين هولدينغ" (Yatsen Holding Ltd) مقابل "لوريال".

الشركات الصناعية والتكنولوجية

أشباه الموصلات تعد واحدة من جوانب التصنيع عالي المستوى التي حظيت باهتمام كبير، وبخلافها، يرى المحللون فرصة في الشركات العاملة بمجال الروبوتات وشبكات الاتصالات والبيانات الضخمة، والتي من المفترض أن تستفيد جميعها من الاستثمار الذي تقوده الدولة.

كما يقترح المحللون أن "البنية التحتية الجديدة" التي تغطي كل شيء من أنظمة السكك الحديدية الحضرية إلى الذكاء الاصطناعي لديها نفس إمكانات الاستثمار التي حظيت بها الطرق والجسور في الماضي.

اقرأ أيضا: حملة الصين على قطاع التكنولوجيا تعني صيفاً سيئاً للمستثمرين في كل مكان

وتبدو آفاق أسماء شركات الإنترنت الكبيرة في الصين غير مؤكدة، ومع ذلك، يتفق معظم المراقبين على أن سنواتهم من المكاسب القوية في أسعار الأسهم أصبحت وراءهم، ورغم أن هناك قيمة كبيرة في كنوز البيانات التي جمعتها هذه الشركات فإن القوة التي تجلبها تعتبر تحدياً غير مقبول لسلطة الحكومة.

وعلاوة على ذلك، فإن شركات مثل منصة التوصيل "ميتوان" انتهكت قوانين العمل وتجنبت جهود رفع أجور العمال المؤقتين.

وتتضمن الأسهم التي ينبغي مراقبتها "غيغاديفايس سيميكوندكتور بكين" (GigaDevice Semiconductor Beijing Inc)، و"هنغتشو لايون الكتورنيكس" (Hangzhou Lion Electronics Co)، و"آي فلايتك"، وناري تكنولوجي" (Nari Technology Co).

الرعاية الصحية

يتوافق "الرخاء المشترك" مع مبادرة لجعل العلاج الطبي والمستحضرات الصيدلانية بأسعار معقولة بجانب دفع الصين إلى أعلى سلم التكنولوجيا الحيوية.

بالنسبة للمستثمرين، يُترجم هذا إلى تقييمات أعلى لشركات الأدوية ذات الابتكارات المتطورة وتقييمات أقل لصانعي الأدوية المكافئة، حيث تضغط الحكومة لإبقاء أسعار الأدوية الأساسية منخفضة.

ومن المتوقع أن تتفوق الشركات العاملة في مجال الطب الصيني التقليدي في الأداء، نظراً لأن تلك الصناعة تعتبر مصدر فخر وطني ويُعد "شي" من بين مؤيديها.

تضم قائمة الأسهم التي ينبغي مراقبتها كلاً من "بكين تونغ رن تانغ كو"، و"والفاكس بيوتكنولوجي" (Walvax Biotechnology Co)، و"وكسي أبتيك كو" (Wuxi Apptec Co)، و"ليبو ميديكال تكنولوجي بكين" (Lepu Medical Technology Beijing Co).

طاقة متجددة

يعتبر أمن الطاقة ضرورياً للنمو الاقتصادي في الصين، وفي نفس الوقت تتطابق المركبات الكهربائية ومصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية مع رغبة "شي" في تنمية عالية المستوى وبيئة أنظف.

يشير محللو "غولدمان ساكس" إلى أن استخدام كلمة "علم البيئة"، في العديد من التقارير الرسمية حول "الرخاء المشترك"، يوفر رابطاً ينبغي على المستثمرين الانتباه إليه، فهم يرون مساراً إيجابياً لنمو الأرباح لأسهم الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية في العام المقبل وفي المستقبل، حيث تضخ الصين رأس المال في الجهود المبذولة للحد من انبعاثات الكربون.

اقرأ أيضا: المستثمرون يراهنون على صناديق التداول بعد حملة الصين على شركات التكنولوجيا

وتضم قائمة الأسهم التي ينبغي مراقبتها "كونتمبوراري أمبيريكس تكنولوجي" و"شنغهاي بوتايلاي إنرجي تكنولوجي" (Shanghai Putailai New Energy Technology Co) و"بي واي دي" و"صن غرو باور صبلاي" (Sungrow Power Supply Co).