غياب الموظفين لمتاعب الصحة العقلية يرفع تكلفة الإجازات المرضية 31% في بريطانيا

متاعب الصحة العقلية في مقدمة أسباب الغياب عن العمل لأسباب صحية في بريطانيا خلال 2021
متاعب الصحة العقلية في مقدمة أسباب الغياب عن العمل لأسباب صحية في بريطانيا خلال 2021 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

جاءت متاعب الصحة العقلية في مقدمة الأسباب الأساسية لانقطاع العمالة في بريطانيا عن العمل لأسباب مرضية خلال عام 2021، وهو ما كلف أصحاب العمل حوالي 43 مليار جنيه إسترليني (56.9 مليار دولار).

يأتي ذلك بحسب بيانات من شركة "غوود شيب"، التي تدير الغياب عن مواقع العمل لصالح الشركات، وتوجد لديها قاعدة بيانات تضم 750 ألف سجل للموظفين.

وأظهرت تقديرات شركة "غوود شيب" أن تكلفة الإجازة المرضية التي يتحملها أرباب العمل قد صعدت بنسبة 31% فوق المستوى الذي كانت عليه قبيل تفشي وباء فيروس كورونا، مع عدم أخذ تعيين موظفين بدلاء وتدريبهم في حساب التكلفة.

خلافات مرتقبة بين موظفين وأرباب عمل يريدون إعادتهم إلى المكاتب

تمثل الأمراض العقلية نسبة 19% من إجمالي وقت العمل المفقود في المملكة المتحدة حتى تاريخ 28 نوفمبر، وهو ما يفوق بقليل النسبة الخاصة بحالات الإصابة المؤكدة بمرض كوفيد- 19.

يأتي ذلك مشابهاً لأحوال كافة القطاعات الاقتصادية باستثناء قطاعات النقل واللوجستيات والمستهلكين والتجزئة وخدمات موقع العمل.

رئيس "إكسون" يلمح بزيادة الرواتب تصدياً لتسرب كبير في الموظفين

أيام العمل المفقودة

جمعت شركة "غوود شيب" البيانات التي لديها من خلال إحصاءات السكان والأجور الرسمية من أجل القيام بتحليل الأرقام الوطنية، حيث يصل تقديرها للزيادة في إجمالي عدد أيام العمل المفقودة جراء غياب الموظفين إلى 319 مليوناً في عام 2021، بالمقارنة بـ 250 مليوناً في سنة 2019.

"ريفاين" تقدّم بديلاً من استجداء الموظفين رؤساءهم للحصول على سلفة

ويشير ذلك إلى أن نسبة أيام العمل المفقودة بسبب الغياب الناجم عن أسباب تتعلق بالصحة العقلية صعدت أيضاً 5% في المجمل بالمقارنة بما قبل تفشي وباء فيروس كورونا.

تأتي هذه النتائج في وقتٍ يشهد تفشياً سريعاً لفيروس "أوميكرون"، وهو ما يعني وجود احتمالية بالنسبة للعمال في المملكة المتحدة بأن يتعرضوا للعودة مجدداً للعمل من المنزل.

دعا رئيس الوزراء بوريس جونسون البريطانيين للعمل من المنزل بداية من أمس الإثنين إذا كان في إمكانهم ذلك ضمن جولة جديدة من القيود المفروضة.

اضطرابات عقلية

تبين البيانات الصادرة عن "غوود شيب" أيضاً أن ما يفوق نصف العمالة التي تكرر غيابها لمرتين أو أكثر لأسباب تتعلق بالصحة العقلية انتهى بهم الأمر إلى التخلي عن وظائفهم.

ثبت من خلال الأبحاث المرتبطة بالعمل من المنزل والصحة العقلية المنشورة في شهر يوليو من قبل شركة "ناتسين"، والتي تعتبر أكبر مؤسسة متخصصة في البحوث الاجتماعية في بريطانيا، أن العمال الذين يمارسون وظائفهم عن بعد ويعيشون بمفردهم قاموا بالإبلاغ عن حدوث زيادات ضخمة في الاضطرابات العقلية لديهم مع بداية تفشي الجائحة.

من جهته، قال ألون بيكر، الرئيس التنفيذي لشركة "غوود شيب": "كان يعني وجود الجائحة أنه سيكون هناك المزيد المتوقع على صعيد الأفراد والميزانيات عبر كافة القطاعات ".

وأضاف: "بيد أن النبأ السار هو إدراك مجتمع الأعمال لأن الأداء يرتبط بطريقة وثيقة مع الرفاهة والقدرات العقلية".