مصافي النفط تضطرب جراء تعهدات تخفيضات الإنتاج السعودية

أنابيب لنقل النفط في مصفاة رأس تنورة التابعة لشركة أرامكو. من المتوقع أن تعلن شركة أرامكو السعودية المملوكة للدولة عن أسعارها الرسمية للخام لحمولة شهر فبراير خلال هذا الأسبوع. وعادة ما تبلغ الشركة العملاء بأحجام الشحنات والتخفيضات، وهي عملية معروفة باسم التخصيصات، تجري في اليوم العاشر من كل شهر تقريباً.
أنابيب لنقل النفط في مصفاة رأس تنورة التابعة لشركة أرامكو. من المتوقع أن تعلن شركة أرامكو السعودية المملوكة للدولة عن أسعارها الرسمية للخام لحمولة شهر فبراير خلال هذا الأسبوع. وعادة ما تبلغ الشركة العملاء بأحجام الشحنات والتخفيضات، وهي عملية معروفة باسم التخصيصات، تجري في اليوم العاشر من كل شهر تقريباً. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

فوجئ العديد من مصافي النفط في آسيا بتعهد المملكة العربية السعودية بخفض مليون برميل يومياً من الإمدادات اعتباراً من الشهر المقبل، حتى مع تخطيطهم لعمليات الصيانة التي ستقلل الطلب.

وأعرب مسؤولو مصافي في منشآت نفطية في أنحاء المنطقة عن دهشتهم من هذه الخطوة، قبيل الإعلان عن الأسعار الرسمية السعودية وتوزيعات الشحنات لشهر فبراير المقبل في الأيام القادمة. وقالوا إن قرار المملكة ربما يأخذ في الاعتبار إغلاق المنشآت النفطية في مارس وأبريل علاوة على نصائح البقاء في المنزل (تسهم في تراجع استهلاك الطاقة) الناجمة عن تفشي فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم.

ارتفعت العقود الآجلة للنفط في نيويورك إلى أعلى مستوى في 10 أشهر وتجاوزت 50 دولاراً للبرميل يوم الثلاثاء بعد اتفاق "أوبك بلس" (مجموعة تضم 10 دول مصدرة للنفط بالإضافة الي 13 دولة عضو في منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"). وقد أطلق على تعهد الرياض اسم "هدية العام الجديد" للسوق، حيث من المقرر أن ترفع روسيا وكازاخستان الإنتاج بمقدار 75 ألف برميل يومياً في شهري فبراير ومارس.

وقال "فيكتور شوم"، نائب رئيس استشارات الطاقة في "آي اتش اس ماركيت" (IHS Markit): "لم تكن التخفيضات الطوعية متوقعة وكانت مفاجأة للسوق"، مضيفاً: "يبدو المستقبل القريب للطلب صعباً وكئيباً بسبب الزيادات المستمرة في حالات الإصابة بفيروس كورونا، علاوة على أن موسم صيانة المنشآت النفطية في آسيا يعني أيضاً انخفاض الطلب على النفط."

ومن جهته قال "موكيش كومار سورانا"، رئيس مجلس إدارة شركة "هندوستان بتروليوم" إن السعوديين قد يأخذون في الحسبان موجات جديدة من فيروس كورونا وعمليات الإغلاق التي ستؤدي إلى تآكل الطلب على النفط والوقود. مضيفاً أنهم لا يريدون انهيار الأسعار ولا يزال من السابق لأوانه التعليق على التأثير الكامل للقرار.

التدفقات البديلة

ويرى تجار أن المشترين ربما يلجؤون إلى سوق عقود التسليم الفوري للحصول على شحنات فورية أو إمدادات قصيرة المدى من منتجي منطقة الشرق الأقصى الروسية إذا لزم الأمر. وستعتمد شركة تكرير آسيوية واحدة على الأقل على الإمدادات من العراق إذا تأثرت سلباً التدفقات التي تحصل عليها من السعودية.

وقال متحدث باسم شركة تكرير يابانية عبر الهاتف إن شركة "أيدميتسو كوزان كو لميتد" (Idemitsu Kosan Co Ltd) ستضمن إمدادات خام مستقرة من خلال استخدام عمليات الشراء الفورية، إلى جانب واردات إضافية من موردي عقود التسليم الآجل إذا خفضت السعودية حجم إنتاجها. وقال متحدث باسم شركة "إينيوس هولدنغز" (ENEOS Holdings Inc)، أكبر شركة تكرير في اليابان، إنها ستشتري الخام من سوق عقود التسليم الفوري إذا لزم الأمر.

وقال فيجاياغوبال، مدير المالية في شركة "بهارات بتروليوم" الهندية: "لدينا تعامل مع المملكة العربية السعودية، لكننا لا نعتمد على السعودية وحدها. ولدينا أيضا ًالعراق كمورد رئيسي للخام".

الإستراتيجية السعودية

من المتوقع أن تعلن شركة أرامكو السعودية المملوكة للدولة عن أسعارها الرسمية للخام لحمولة شهر فبراير خلال هذا الأسبوع. وعادة ما تبلغ الشركة العملاء بأحجام الشحنات والتخفيضات، وهي عملية معروفة باسم التخصيصات، تجري في اليوم العاشر من كل شهر تقريباً. ويعكس قرار المملكة رغبتها في الحفاظ على أسعار النفط مدعومة، رغم أن هذه الخطوة قد تحفز المزيد من الإنتاج من قطاع النفط الصخري الأمريكي.

لكن ما يبقى غير مؤكد هو المكان الذي ستختار الرياض فيه تركيز تخفيضاتها، حيث كان الطلب في آسيا، وهو السوق الأكثر قيمة، يقود الانتعاش العالمي في الاستهلاك منذ العام الماضي على خلفية ارتفاع النشاط الصناعي الصيني، رغم استمرار تداعيات فوضى تفشي فيروس كورونا على الاقتصادات الكبرى في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة.

ويعد قرار المملكة العربية السعودية باتخاذ قرار (خفض الإنتاج) الذي يصب في صالح أعضاء مجموعة "أوبك بلس"، تحولاً مفاجئاً عن إستراتيجيتها في النصف الأول من عام 2020، عندما خفضت سعر نفطها تدريجياً ودخلت في حرب أسعار مع روسيا المنتج المنافس لها.