توقعات بتراجع طلب الصين على النفط في 2022

الصين لن تستورد كميات النفط المعتادة في العام المقبل
الصين لن تستورد كميات النفط المعتادة في العام المقبل المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

من المتوقع أن تبدأ الصين، أكبر مُشترٍ للخام في العالم، عام 2022 بشهية ضعيفة على النفط، بالتزامن مع موقف بكين الصارم والمتصاعد تجاه الوباء والتلوث ومخالفي القواعد.

عادةً ما تكون أشهُر الشتاء هي الوقت الذي تشتري فيه المصافي النفط الخام لتجديد المخزونات، خصوصاً قبل رحلات العطلات خلال فترة العام القمري الجديد، لكن عدم اليقين بشأن شدة متغير "أوميكرون" الجديد، وعدم رغبة الصين في التعايش مع الفيروس، لا يزالان يعوقان خطط السفر.

الصورة التي تتشكل الآن مع الاتجاه للعام الجديد هي النمو المتعثر للطلب، وهو ما يظهر في تراجع سوق الوقود المحلية، وخفض معدلات التشغيل والهوامش في مصافي التكرير. وسيقدم التأثير في الأسعار راحة لصقور التضخم في البنك المركزي، وقد يعرقل خطط "أوبك+" لزيادة الإنتاج عندما يجتمع التحالف مرة أخرى في أوائل الشهر المقبل.

اقرأ أيضاً: مصافي التكرير تبحث عن بدائل بعد ضريبة الوقود الجديدة في الصين

من المتوقع أن تكون واردات الصين من الخام في يناير 2022 أعلى بشكل طفيف من العام السابق، لكنها ستنخفض في نهاية الربع، وفقاً لتقديرات شركة استشارات الطاقة "إف جي إي" (FGE)، التي تتوقع أن تبلغ المشتريات نحو 10.7 مليون برميل يومياً في مارس، أي أقل بأكثر من مليون برميل يومياً عن نفس الفترة في 2021، وتسير الواردات العام الجاري بالفعل على مسار تسجيل أول انخفاض سنوي منذ بدء تتبع البيانات في عام 2004.

تؤثر سياسات صفر كوفيد أيضاً في معدلات التشغيل، إذ ألغت مدينة نينغبو في الشرق جميع الرحلات الجوية إلى بكين بعد اكتشاف حالة إيجابية في 6 ديسمبر الجاري، وتسبب الإغلاق الذي أعقب ذلك في تعطيل التسليم والعمليات والتجارة في أكبر مصفاة تديرها شركة الصين للكيماويات "سينوبك" بمنطقة تشنهاي بالمدينة، وفقاً لشركة الاستشارات "جيه إل سي" (JLC). وفي الأربعاء الماضي أبلغت الصين عن 50 إصابة محلية مع تزايد تفشي المرض في مقاطعة تشجيانغ.

أولمبياد بكين

إذا استمرّت الرياح المعاكسة فقد يعني ذلك أن استهلاك الصين من النفط الخام سيبلغ ذروته قبل عام 2025، وهو التاريخ الذي تنبأت به شركات النفط الكبرى في الدولة، ما سيقدم دفعة كبيرة لأهداف الرئيس شي جين بينغ بشأن المناخ.

يُعَدّ الوضع الحالي بعيداً كل البعد عما كان عليه في وقت سابق من العام الجاري، عندما كان التعافي السريع للصين من الوباء والمدفوع بالتوسع الهائل في الائتمان والإنفاق الحكومي هو النقطة الأكثر إشراقاً في السوق العالمية التي كانت تترنح من التأثير السيئ للفيروس في الطلب.

اقرأ أيضاً: المصافي الآسيوية لن تطلب كميات إضافية من النفط السعودي بسبب ضعف السوق

ستكون بطولة أولمبياد بكين في فبراير عقبة أخرى أمام المتداولين، ومن المرجح أن تصرّ الحكومة على وجود سماء صافية في أثناء الحدث، وهو ما يعني معاناة للنشاط الصناعي بدءاً من صناعة الصلب إلى معالجة النفط، وستكون النتيجة نمواً "محدوداً إلى حد ما" في طلب الصين على النفط الخام في أوائل عام 2022 بسبب سياسات الحكومة لمكافحة التلوث، وفقا لـ"إف جي إي".

كانت شركات التكرير الصينية غير نشطة إلى حد ما في السوق الفورية الشهر الجاري نتيجة تتردد المصانع في حجز الشحنات التي من المقرر أن تصل في أثناء دورة الألعاب، وفقاً للمتداولين. ومن المتوقع أن تضطرّ مراكز التكرير في مقاطعتي هيبي وشاندونغ إلى خفض معدلات التشغيل.

وبدأت أرباح التكرير وأسعار الوقود في التضرر بالفعل، إذ تراجعت هوامش تكرير المصافي الحكومية التي تعالج خام عمان إلى 423.4 يوان (66.54 دولار) للطن في الأسبوع المنتهي في 8 ديسمبر، وهو أدنى مستوى في 13 شهراً، وفقاً لبيانات "آي سي آي إس" (ICIS).

وأظهرت البيانات الحكومية أن أسعار السوق لبنزين 95 والديزل من الدرجة الصفرية انخفضت بنسبة 10% و 5% على التوالي في نوفمبر.

اقرأ أيضاً: "أوبك" ثابتة على نظرتها.. وتتوقع زيادة الطلب على النفط 4.2 مليون برميل يومياً في 2022

وتطلق الصين تدقيقاً تنظيمياً مكثفاً في الصين عبر مجموعة من الصناعات، بدءاً من قطاع التكنولوجيا إلى شركات التعليم وحتى على جيشها من مصافي النفط المستقلة، ويخضع عديد من المصافي المستقلة لتحقيقات نتيجة مزاعم بعدم دفعها ضرائب كافية، ومن تثبُت إدانتها قد تتقلص حصص وارداتها من النفط الخام، ما يخفض بدوره الطلب على النفط.