تطبيقات التوظيف الإلكترونية تشبه كثيراً "المواعدة"

رسم: إيما إريكسون/ بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

هل تشعر بالوحدة وبأن الجميع تخلى عنك، وأصبح من حولك سطحيين، وتحس بالجمود؟ إذاً أنت من الباحثين عن وظيفة.

تتجه ديناميات المواعدة الحديثة التي نشأت عن ظهور تطبيقات مثل "تيندر" و"غريندر" نحو سوق العمل، إذ يفاضل المرشحون للوظائف وأرباب العمل المحتملون بين عشرات المتقدمين في آنٍ واحد، ويتخلون عن المرفوضين في بعض الأحيان.

اقرأ المزيد: ما الذي يقف فعلياً وراء أزمة نقص العمالة حول العالم؟

لطالما كان بين المواعدة ومقابلات العمل تشابه، لكن الوباء ونقص الأيدي العاملة نقَلا عملية التوظيف لتصبح عبر شبكات الإنترنت، ما جعل الأمرين أكثر تشابهاً. يتيح التوظيف عبر الإنترنت الحكم على المرشحين بقوة من قِبل أرباب العمل، حتى لو كان هؤلاء المرشحون أنفسهم يحجزون من 5 إلى 10 مقابلات عمل في الأسبوع الواحد، وبالتالي الحصول على أكثر العروض إغراءً.

اقرأ أيضاً: "ماتش" تشتري شركة تكنولوجيا كورية بـ1.7 مليار دولار

اتجه بالشاشة إلى اليسار

قد يبدو الأمر عسيراً بالنسبة إلى كل من مقدمي الطلبات والقائمين على عمليات التوظيف، لكن اتضح أن تجربة استخدام تطبيقات المواعدة يمكن نقلها إلى عالم العمل.

تقول كوريسا بيترسون، مديرة التوظيف في "ريزوم جينيوس"، وهي منصة عبر الإنترنت للباحثين عن فرص عمل: "الغضب، والتوتر الشديد، والأيدي المتعرقة، والحاجة إلى التحقق من مظهرك وصوتك مئات المرات، مع حساب عدد الدقائق التي تمرّ، كلها تشبه كثيراً أول مواعدة أو مقابلة عمل تحدث عبر موقع (زووم)". وتضيف بيترسون: "في نهاية المطاف، تجد أنه حتى لو سارت الأمور على نحو غير صحيح على الإطلاق مع موعدك أو مقابلتك فإنها ستنتهي في غضون ساعة، ولن تضطر أبداً إلى رؤية وجوههم مرة أخرى".

وقع دانيال هيس، وهو منتج أفلام في بالتيمور بولاية ميريلاند، وسط مجموعة من المتقدمين للوظائف عندما توقفت الصناعة بسبب الوباء. يقول هيس إنّ أعوامه السبعة التي قضاها في تطبيقات المواعدة "بامبل"، و"هينج"، و"أوكيه كيوبيد"، و"بلنتي أوف فيش"، و"تيندر"، ساعدته على إدراك ما إذا كانت فرصة العمل مناسبة أو سيئة سريعاً. ويضيف: "علّمتني هذه التجربة مع من سأعمل بشكل جيد ومع من لن أفعل ذلك، وكيف أكون أكثر انتقائية. لم أعتقد قَطّ بأن المواعدة كانت خطوة تمهيدية لما هو قادم".

الاعتماد على الحدس

كذلك يقول شون لايب، مؤلف إعلانات التأمين في "أوتو إنشورنس دوت أورغ" (AutoInsurance.org)، إنّ الأشهُر الستة التي استخدم فيها "غريندر" و"تيندر" دربته على الاعتماد على حدسه وأن يكون أكثر حزماً. ويشير إلى أنه قادر الآن على رؤية الأشخاص الذين يُحتمل عقد صفقات معهم مبكراً في ما يخص المواعدة، وهي مهارة تتعلق أيضاً بالبحث عن وظيفة. ويقول: "عليك كشف أي علامات مثيرة للشك وطرحمزيد من الأسئلة عندما لا تثق بما يحدث".

يتفق المعالجون النفسييون على أن مهارات المواعدة يمكن تطبيقها أيضاً على إيجاد وظيفة أو تعيين موظف لشغل منصب.

يتطلب منا فحص ودراسة البشر الآخرين التمييز بين ما يقوله الناس وما يفعلونه، وفقاً للإخصائي النفسي الإكلينيكي أفيغيل ليف، مدير مركز "باي إيريا سي تي بي سنتر" (Bay Area CBT Center)، المتخصص في العلاج السلوكي المعرفي. وهذه العملية تتطلب وعياً بقيم المرء والقدرة على تحديد ما إذا كانت هذه القيم تتماشى مع قيم الشخص الخاضع للفحص.

تقول بيرل كاسيري، رئيس العلاقات العامة في شركة "بيرل ليمون" (Pearl Lemon) لتحسين محركات البحث ومقرها لندن، إنّ لأرباب العمل ثلاث ممارسات ناجحة حينما يتنقلون في سوق العمل التي تبدو أحياناً وكأنها عالم للمواعدة. وأوضحت كاسيري -التي تقول إنها استخدمت كل تطبيقات المواعدة- أن هذه الممارسات تتمثل في فحص صفحات وسائل التواصل الاجتماعي والبصمات الرقمية التي تشير إلى أي علامات مثيرة للشكوك بدقة، وجدولة مكالمات الفيديو سريعاً للتأكد من ملاءمتهم، وعدم التلاعب بالأفراد. وتقول أيضاً: "أنا صريحة وصادقة لأنهم بشر أيضاً".

قانون الجذب

يُعَدّ تطبيق قوانين الجذب البسيطة طريقة مؤكدة لتحقيق النجاح في العثور على وظيفة، سواء كان التفاعل عبر الإنترنت أو على المستوى الشخصي، على حد قول شون هينغ، نائب رئيس النمو والعمليات وكبير الموظفين في موقع تتبع أسعار العملات المشفرة "كوين ماركت كاب" (CoinMarketCap).

يضيف هينغ: "لنفترض أنك تريد الحصول على وظيفة أو على وظيفة أخرى هامة. إذا كنت ذا قيمة حقيقية، والأمر واضح للجميع، فمن المحتمل ألا تضطر إلى مطاردة ما تريد".