قيود السفر الجديدة في إيطاليا واليونان تضع جواز "كوفيد" الأوروبي في خطر

قيود السفر الأحادية تهدد قطاع الطيران والسياحة في أوروبا
قيود السفر الأحادية تهدد قطاع الطيران والسياحة في أوروبا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أصبح نظام أوروبا الذي يسمح بالسفر دون متاعب، للأشخاص الذين تم تلقيحهم ضد فيروس "كوفيد- 19"، مهدداً بالانهيار، بعدما فرضت إيطاليا واليونان قواعدهما الخاصة.

تمثل القيود أحادية الجانب، التي تتطلب إجراء اختبارات "بي سي أر" (PCR) للمسافرين القادمين، ضربة أخرى لشركات الطيران في القارة قبل موسم العطلات المُربح. وتشكل القواعد الوطنية الجديدة أيضاً انتكاسة جديدة لتضامن الاتحاد الأوروبي، وتأتي في ظل اجتماع قادة الكتلة ببروكسل على مدى يومين خلال اجتماعات القمة.

يخطط القادة لدعوة الدول لتنسيق إجراءات السفر الخاصة بهم، وتجنب الخطوات التي من شأنها "إعاقة حرية الحركة بصورة غير متناسبة" عند الانتقال بين دول الاتحاد الأوروبي، أو السفر إليها من أماكن أخرى، وفقاً لآخر مسودة بيان مشترك حصلت عليها "بلومبرغ". وقد تتغير صياغة البيان بعد اجتماع زعماء الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس.

اقرأ أيضا: "إيزي جيت": "أوميكرون" يؤجل التعافي الهش لقطاع السفر

قيود جديدة

قالت اليونان، أمس، إنها ستطلب من جميع الزوار، بما في ذلك الزائرين من دول الاتحاد الأوروبي، تقديم اختبار "كوفيد" تم إجراؤه في غضون 48 ساعة من الوصول. وقبل ذلك بيوم واحد، فاجأت إيطاليا الكتلة بمتطلبات مماثلة يبدأ العمل بها اليوم الخميس.

لم تبالغ فنلندا في إجراءاتها إلى هذا الحد، حيث ستطلب الدولة الواقعة في شمال أوروبا من المسافرين من خارج الاتحاد الأوروبي، ومنطقة شنغن التي لا تتطلب جوازات سفر، تقديم نتيجة اختبار سلبية خلال الـ 48 ساعة السابقة. وقالت كريستا كيرو، الوزيرة المشرفة على الاستجابة للوباء، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة ما تزال تناقش موعد البدء في تطبيق هذه القاعدة.

تُقوض هذه الخطوات، التي جاءت بسبب المخاوف من سلالة "أوميكرون" سريعة الانتشار، عنصراً حصل على إشادة كبيرة ضمن استجابة الاتحاد الأوروبي للوباء، وهو شهادة "كوفيد" الرقمية، التي ساعدت على استعادة معدلات السفر في أوروبا هذا العام.

هيمنة "أوميكرون"

قال رئيس الوزراء الإستوني، كاجا كالاس، في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ": "نحتاج إلى نهج مشترك، لأنه عندما يتعلق الأمر بعبور الحدود، تكون هذه هي الشهادات المستخدمة". وأضاف: "لذلك؛ نحن نحتاج بالتأكيد إلى تنسيق مشترك".

كان الاتحاد الأوروبي يخطط لاستخدام قمة هذا الأسبوع للحصول على اتفاق بشأن زيادة دور جواز "كوفيد"، وتسهيل السفر بصورة أكبر حتى من الموجودة حالياً. لكن بدلاً من ذلك، انتقدت الكتلة إيطاليا لفشلها في تقديم إشعار مسبق لمتطلبات الاختبار الخاصة بها، مع وصول القادة إلى بروكسل.

اقرأ أيضا: الاتحاد الأوروبي يقترح 9 أشهر صلاحية للقاحات كوفيد بغرض السفر

صرح كريستيان ويغاند، المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، للصحفيين بأن دول الاتحاد الأوروبي ملزمة "بإبلاغ المفوضية والدول الأعضاء الأخرى قبل 48 ساعة من اتخاذها قراراً بفرض أي قيود إضافية"، مضيفاً أن فترة الإخطار ضرورية "للحفاظ على النهج المنسق".

أما دول الاتحاد الأوروبي الأخرى فقد تشعر بالضغط من تبني قيود السفر الخاصة بها، خاصة مع استمرار تزايد حالات "أوميكرون". وقالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، أمس، إنه من المرجح تحول "أوميكرون" إلى السلالة المهيمنة في أوروبا بحلول منتصف يناير المقبل، مضيفة أن أعداد الحالات تتضاعف على ما يبدو كل يومين أو 3 أيام.

الموجة الرابعة

أكدت الدنمارك، التي تملك أحد أكثر برامج فحص الفيروسات صرامة في أوروبا، أنها تشهد أكثر من 1000 حالة يومية من "أوميكرون". وأبلغت المملكة المتحدة عن ظهور 78610 حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا أمس، وهو العدد الأكبر منذ اندلاع الوباء.

قد تكشف فرنسا عن قيود سفر جديدة خلال اجتماع حكومي من المقرر عقده غداً الجمعة. قال غابرييل أتال، المتحدث باسم إدارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للصحفيين إن تنسيق الاتحاد الأوروبي مهم، لكن فرنسا اتخذت دائماً الخطوات اللازمة، سواء اتخذ الاتحاد الأوروبي قراراً أم لا.

اقرأ أيضا: الاتحاد الأوروبي ينظر في تخفيف قيود السفر على دول جنوب أفريقيا

أضاف "أتال" أن الحكومة الفرنسية تتوقع دخول 4000 مريض مصاب بأمراض ذات صلة بفيروس "كوفيد" في وحدات العناية المركزة أثناء فترة العطلة. هذا بالمقارنة مع حوالي 2800 حالياً. وأوضح أن فرنسا أبلغت عن ظهور 50 ألف حالة إصابة جديدة يومياً تقريباً بفيروس كورونا في المتوسط ​​خلال الأسبوع الماضي، بزيادة بنحو 11%.

تنتشر سلالة "أوميكرون" في الوقت الذي تكافح فيه أوروبا لاحتواء الموجة الرابعة الوحشية، مع وجود أعباء كبيرة على المستشفيات بالفعل، وتسارع الحكومات الأوروبية إلى تطبيق القيود، ما يعني أن السفر داخل أوروبا قد يشهد اضطراباً أكبر حتى من الموجود الآن في الأيام والأسابيع المقبلة.

على الرغم من ضغوط الاتحاد الأوروبي، من المتوقع أن يدافع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي عن القواعد الجديدة، ويرفض تغييرها، وفقاً لمصادر مطلعة.

قال "دراغي" أمس: "هذا مجرد اختبار لكوفيد.. لا أعتقد أننا بحاجة للتفكير في هذا أكثر من اللازم".