صعود الدولار يستمد قوة جديدة فائقة من الاحتياطي الفيدرالي في 2022

السياسة التقشفية للفيدرالي الأمريكي ستدعم صعود الدولار
السياسة التقشفية للفيدرالي الأمريكي ستدعم صعود الدولار المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

اشترِ الدولار وبع كل عملة أخرى، قد يصبح شعار المستثمرين في العام الجديد.

ينتظر أن يحقق الدولار أعلى زيادة سنوية منذ ستة أعوام، كما يقول متعاملون في السوق، ويبدو أن صعوده مازال بعيداً عن نقطة النهاية.

القاطرة الأساسية وراء هذا الارتفاع هي ميل الاحتياطي الفيدرالي للسياسة التقشفية، وقد وضع خارطة طريق لرفع أسعار الفائدة على مدى الأعوام الثلاثة القادمة، بينما بنوك مركزية أخرى تميل أكثر إلى الكتمان في سحب برامج التحفيز النقدي.

الدولار مستمر بقوته على العرش ويزدري العملات الضعيفة

يقول فيشنو فاراثان، رئيس قسم الاقتصاد والإستراتيجية لدى "ميزوهو بنك" في سنغافورة: "صعود كاسح وشامل للدولار –ذلك ما ينبغي أن نستعد له، وقد تشهد العملات المرتبطة بأسعارالسلع الأولية بيعاً مكثفاً، كما ستتعرض الأسواق الناشئة إلى ضغوط ارتفاع الدولار، حتى لو رفعت بنوكها المركزية أسعار الفائدة، فلن يكفي ذلك لتعويض ما قد يفعله الاحتياطي الفيدرالي".

تفاؤل كبير

رؤية المستثمرين للعملة الأمريكية واستثماراتهم فيها أصبحت في أعلى درجة من التفاؤل منذ عام 2015، وفق مسح أجراه "بنك أوف أميركا" ونشر في شهر ديسمبر الحالي.

زادت قوة الدولار أمام عملات كل الدول الأعضاء في "مجموعة العشرة" عام 2021، مع تقدم مؤشر "بلومبرغ" لأسعار الدولار الفورية بنسبة 5.7% خلال الفترة، حتي بلغ سعره في التداول قرب أعلى مستوى له منذ يوليو 2020.

يوجد سابقة لارتفاع الدولار على مدى عدة سنوات، إذ ارتفع مؤشر العملة الأمريكية في أربع سنوات متتالية حتى نهاية 2016 محققاً 28% زيادة مجمعة في قيمته.

الدولار هو الملك.. لكن سعره مبالغ فيه

أزمات كبرى

في حين أغلق مؤشر "بلومبرغ" للدولار منخفضاً 0.2% يوم الأربعاء الماضي، بعد أن جاء قرار الاحيتاطي الفيدرالي متماشياً مع توافق السوق بشكلٍ عام، يرجح المستثمرون أن أي انخفاض من هذا النوع هو انخفاض قصير الأجل.

تفضل شركة إدارة الأصول "سوميتومو ميتسوي دي إس أسيت مانجمنت" شراء الدولار في مقابل الين، وتقول إن أداء الدولار سيتجاوز الين بسبب محاولة بنك اليابان تطبيع السياسة النقدية وسط معدل ضعيف للتضخم.

قال كاي يامازاكي، مدير صناديق أول لدى "سوميتومو ميتسوي دي إس أسيت" في طوكيو: "أرى أن الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ خفض ميزانية التحفيز النقدي في عام 2023، وهو ما يدعم الدولار. ويبرر قيام الاحتياطي الفيدرالي بتطبيع السياسة النقدية معدل نمو الاقتصاد بالولايات المتحدة الذي يتجاوز البلاد الأخرى. وأتوقع مزيداً من ارتفاع الدولار في ضوء خطة الاحتياطي الفيدرالي المستقبلية".

رفع الفائدة

بينما تراهن الأسواق فعلاً على رفع أسعار الفائدة عدة مرات من قبل الاحتياطي الفيدرالي، مازالت هناك مساحة للمراهنة على إجراءات تشديد إضافية، وفق بنك "ناشيونال إستراليا"، الذي قال إن اليورو والجنيه الإسترليني في المقابل يُنتظر أن يشهدا تراجعاً في قيمتيهما بسبب ارتفاع أسعارالطاقة وميل البنك المركزي الأوروبي إلى سياسة تيسيرية.

قال رودريغو كاتريل، إستراتيجي أول أسواق العملة لدى بنك "أستراليا ناشيونال" في سيدني: "تتمثل المخاطرة في 2022 في رفع الفائدة أربع مرات بدلاً من ثلاث" من قبل الاحتياطي الفيدرالي، مما سيؤدي إلى دعم قوة الدولار.

"ونتوقع مخاطر تداول اليورو عند سعر يقل عن 1.10 دولار والجنيه الإسترليني أقل من 1.30 دولار".

مخاطر أكبر

يراهن مديرو الصناديق على استمرار الاتجاه الصعودي للدولار أمام معظم عملات الأسواق الناشئة أيضاً، ويقولون إن ارتفاع العوائد في الولايات المتحدة يرجح أن يضغط على عجز الحساب الجاري في كثير من البلدان النامية.

تعرض مؤشر "مورغان ستانلي" لعملات الأسواق الناشئة (MSCI) لضغوط متعارضة هذا العام ولم يتغير كثيراً خلال هذه الفترة، إذ عوض انخفاض الليرة التركية والبيزو الأرجنتيني أثر ارتفاع الشيكل الإسرائيلي واليوان الصيني.

رغم أن السيناريو الافتراضي عند بنك "سكوشيا" الكندي لا يتضمن إقبالاً شاملاً واسع النطاق على شراء الدولار، يرى كي غاو، إستراتيجي أسواق العملة في سنغافورة أن عملات الهند وكوريا وتايلاند ستكون من أكثر العملات عرضة للمخاطر.

وقال: بالنسبة للروبية الهندية، فإنها تواجه خطر تدفق رأس المال إلى الخارج وقفزة في أسعار النفط".