“إكوينور" تعتزم حفر 25 بئراً استكشافية في النرويج

منصة غاز بحرية في بحر الشمال على بعد 140 كيلومتراً من مدينة بيرغن النرويجية
منصة غاز بحرية في بحر الشمال على بعد 140 كيلومتراً من مدينة بيرغن النرويجية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تخطط شركة "إكوينور" لحفر حوالي 25 بئراً استكشافية قبالة الساحل النرويجي العام المقبل في رهان على أنها ستكون من بين آخر الشركات التي لا تزال تنتج النفط والغاز عندما يحقق العالم هدف صافي انبعاثات صفرية.

قال جيز أفيرتي، النائب الأول لرئيس أعمال التنقيب في قسم الاستكشاف والإنتاج النرويجي لدى "إكوينور"، إن جميع السيناريوهات، بما في ذلك رؤية وكالة الطاقة الدولية لعالم ذو انبعاثات صافية صفرية، تتضمن الاستمرار في استخدام النفط والغاز لعقود من الآن، وإن كان بكميات أقل من اليوم.

أفيرتي أضاف في مقابلة: "السؤال هو: أي نوع من النفط والغاز سيكون متواجداً؟ خطتنا، في الأساس، هي التأكد من أن الجرف القاري النرويجي به القطرات الأخيرة، والجزيئات الأخيرة، والبراميل الأخيرة للنجاة في تلك المنافسة".

"إكوينور" تقول إن نفطها وغازها، اللذين يولد إنتاجهما انبعاثات أقل من بعض الأجزاء الأخرى من العالم، سيمنحانها ميزة دائمة في عالم انبعاثات الكربون المقيدة، ومع ذلك، لا تزال الشركة تواجه ضغوطاً من جميع الجهات.

اقرأ المزيد: النرويج تدرس تشديد نظام الضرائب على قطاع النفط مع اقتراب الانتخابات

قبل الانتخابات في وقت سابق من العام الجاري، كان هناك نقاش حيوي حول ما إذا كان ينبغي أن تكون النرويج واحدة من أولى الدول الرئيسية المنتجة للنفط والغاز التي تختار الحد من استخراج الوقود الأحفوري، وقد تمت تسوية هذا النقاش في الوقت الحالي عبر تشكيل حكومة أقلية جديدة تدعم الصناعة وتريد تطويرها وليس تفكيكها، بحسب رئيس الوزراء يوناس غار ستوره.

مع ذلك، قررت دولة الشركة الأم، وهي أكبر دولة منتجة للنفط والغاز في أوروبا الغربية، التوقف مؤقتاً عن منح تراخيص استكشاف جديدة في المناطق الحدودية العام المقبل.

طالع أيضاً: النرويج تدعم المواطنين بـ 890 مليون دولار لمواجهة زيادة أسعار الكهرباء

نفط من الطاقة المائية

لتوفير موارد نفط وغاز مستقبلية "نظيفة" قدر الإمكان، تهدف النرويج إلى إمداد معظم منشآتها البحرية للنفط والغاز بالطاقة الكهرومائية المولدة على البر، وهو ما سيسمح بإغلاق توربينات الغاز التي تشغل المنشآت البحرية - وهي أكبر مصادر انبعاث ثاني أكسيد الكربون داخل حدود النرويج.

ينتج حقل النفط "يوهان سفردرب" التابع لشركة "إكوينور" الطاقة الكهرومائية بالفعل، وبدأ إنتاجه منذ عامين، ومن المتوقع أن يعمل لأكثر من 50 عاماً، وينتج عن عملية استخراج الخام انبعاثات قدرها 0.67 كيلوغرام (1.5 رطل) من ثاني أكسيد الكربون للبرميل، مقارنة بمتوسط الشركة البالغ 9 كيلوغرامات، بينما المتوسط العالمي هو 18 إلى 19 كيلوغراماً.

طالع أيضاً: أكبر صندوق سيادي في العالم يبحث تغيير خططه الاستثمارية للتوافق مع أهداف المناخ

مع ذلك، النرويج ليست الدولة الوحيدة صاحبة هذه الفكرة إذ تقول السعودية، قائدة منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، إنها تريد ضخ آخر برميل في العالم، وتتطابق كثافة انبعاثات الكربون من خام المملكة مع تلك التي في "إكوينور"، عند 9 كيلوغرامات للبرميل، وفقاً لمستشارة القطاع "ريستاد إنرجي" ومقرها أوسلو.

مصدر رئيسي للوقود

هناك أيضاً مسألة ما إذا كان من الممكن سياسياً أن تظل النرويج مصدراً رئيسياً للوقود القائم على الكربون حتى أثناء تنفيذ تخفيضات الانبعاثات الخاصة بها، وأثناء سعيها لتحقيق الريادة في مجالات مثل السيارات الكهربائية، وتواجه جارتها، بريطانيا، بالفعل معارضة شديدة لمشاريع التطوير الجديدة في مجال النفط والغاز لأسباب مناخية، ما ساهم في تعليق حقل كامبو في وقت سابق من الشهر الجاري.

رغم أن المشرعين قرروا أنه لن تكون هناك جولة تراخيص جديدة للمناطق البكر في عام 2020، ترى "إكوينور" إمكانات هائلة في الأجزاء القائمة من مياه النرويج، وستكون 80% من الآبار المخطط لها للعام المقبل بالقرب من المرافق الحالية، وقال أفيرتي: "الهدف الأساسي هو تعظيم القيمة من البنية التحتية".

أفيرتي قال إن "إكوينور" ستحاول أيضاً تجربة أفكار جديدة، مثل "استخدام النمذجة الجيولوجية الخاصة بنا لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا إيجاد اكتشافات في أجزاء من التكوينات الصخرية لم يتم إثبات وجود نفط فيها من قبل".